القاهرة: رغم حالة اليقظة التي تتعامل من خلالها الدول الغربية مع طموحات إيران النووية، ومساعيها لامتلاك سلاح نووي، إلا أن تلك الدول تلتزم في الوقت ذاته بالتدابير الدبلوماسية.

فبعد مرور أسبوعين على التقرير الذي أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية بخصوص برنامج الجمهورية الإسلامية النووي، لا تزال إيران ومنتقدوها الغربيون يخوضون معاركاً دبلوماسيةً، وإن كان القرع الخاص بطبول الحرب قد بدأ يهدأ.

وأشارت تحليلات صحافية إلى أنه ونتيجة لأن التقدم الذي تحرزه إيران يتركز في معظمه على الأبحاث، وليس البنية التحتية الفعلية، فمن المحتمل أن تتخذ الدول الغربية تدابير اقتصادية ودبلوماسية إلى أن تقوم إيران بأي تحركات حاسمة، كطردها المراقبين الدوليين، من شأنها أن تلمح إلى وجود محاولة تدريجية لامتلاك سلاح نووي.

وأعلنت إيران من جهتها اليوم أنها بصدد تخفيض علاقاتها الدبلوماسية مع بريطانيا، وذلك رداً على القرار الذي اتخذته لندن مؤخراً لوقف كل العلاقات القائمة بين إيران والنظام المصرفي البريطاني، الذي سيحرم إيران من إمكانية الوصول إلى أحد المحاور المالية الدولية الهامة. وأوضحت تقارير صحافية أخرى أن السفير البريطاني لدى طهران سيتم طرده، إذا ما سارت الأمور الراهنة على هذا المنوال.

ولفتت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية إلى أن الولايات المتحدة وكندا قامتا كذلك، منذ إصدار الوكالة الذرية لتقريرها الأخير بشأن إيران، بتكثيف تدابيرهما ضد الجمهورية الإسلامية. وطالب من جانبه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قادة العالم بأن يُجَمِّدُوا علاقاتهم مع بنك إيران المركزي. ورغم ذلك، بدأت تهدأ اللغة الغاضبة التي سبق وأن هددت من خلالها إسرائيل بشن هجوم عسكري ضد برنامج إيران النووي، وبدا أن المعركة ستظل قائمة على الصعيد الدبلوماسي.

هذا ولم يكشف تقرير الوكالة الذرية حقيقةً عن معلومات جديدة بشأن البرنامج النووي، رغم احتدام لغة الدول الغربية لدرجة توحي بغير ذلك. غير أن الخبراء يقولون حالياً إن التقرير لم يشتمل على شيء من شأنه أن يزيد من احتمالات القيام بعمل عسكري.

وتابعت الصحيفة بقولها إن التقرير بُني في الأساس على معلومات معروفة بالفعل لوكالات الاستخبارات الغربية، منوهةً إلى أنه لم يفصح عن نوعية الأدلة الجديدة على وجود خطر قائم يقود إسرائيل أو الولايات المتحدة إلى اتخاذ قرار الآن بشأن ما إن كانوا سيستطيعون التكيف مع امتلاك إيران لقنبلة ذرية أو سيتعين عليهم القيام بعمل عسكري عاجل للحيلولة دون حدوث هذا السيناريو المخيف بالنسبة لهم.

من جانبه، قال أندريا بيرغر، من معهد الخدمات المتحدة الملكي في بريطانيا :quot; نعلم ماذا يحدث في المناطق المُرَاقَبَة الآن، وما يحدث هناك الآن ليس بالمؤشر الذي يمكن الارتكاز عليه في تأكيد حقيقة أن إيران تسابق الزمن من أجل امتلاك سلاح نوويquot;.

وأضاف :quot; قد يكون هناك ثمة شيء من شأنه أن يدفع لتغيير طريقة التفكير فيما يتعلق بالخيار العسكري، إلا أنه لا يحظى بقدر كبير من المنفعة في الوقت الراهن. ما قد يجعل باقي الخيارات أفضلquot;.

وترى الولايات المتحدة أن التدابير الدبلوماسية التي استعانت بها في مواجهة إيران أتت بثمارها، وأوردت الصحيفة هنا عن توماس دونيلون، مستشار الأمن القومي لدى إدارة أوباما، قوله إن حملة الضغط الأميركية تركت قادة إيران تتقطع بهم السبل من الناحية الاقتصادية، ويعيشون في حالة من العزلة من الناحية الدبلوماسية، وتمزقهم كذلك موجة من الانقسامات الداخلية.