جندي أميركي خلال مهمة أمنية في العراق

قال قيادي عراقي لـquot;إيلافquot; إن إيران هدّدت بحرق العراق إذا لم تنسحب القوات الأميركية حتى نهاية العام 2011، وبحسب القيادي الذي فضل عدم ذكر اسمه فإن الحكومة العراقية أصرّت على مطلبها بالانسحاب الأميركي في الموعد المحدد بسبب هذا التهديد.


عبد الرحمن الماجدي: تسيطر على معظم العراقيين حالة قلق وترقب مع توالي انسحاب وحدات الجيش الأميركي من العراق جنوباً باتجاه الكويت. وما زاد القلق التصرفات التي يقوم بها أفراد من كبار وصغار ضباط الجيش الأميركي التي تتسم بالغضب والحنق تجاه العراقيين، وتناقض مطالب الكتل السياسية تجاه انسحاب أو بقاء الجيش الأميركي بعد عام 2011 حسب الاتفاقية بين البلدين التي تقضي بانسحاب كامل القوات الأميركية حتى نهاية العام الحالي 2011.

quot;إيلافquot; سألت أحد القادة العراقيين في التحالف الوطني الذي يضم كتلة دولة القانون التي يرأسها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. وأطلع هذا القيادي quot;إيلافquot; على ما دار خلف الجدران خلال الفترة القريبة الماضية في ما يتعلق بالاصرار الحكومي العراقي على تنفيذ القوات الأميركية انسحابها الكامل قبل نهاية العام الحالي.

فقد أوضح القيادي، مفضلاً عدم نشر اسمه، أن أمورا عدة ساهمت بالإصرار العراقي على الانسحاب قبل نهاية العام في مقدمتها تناقضات آراء الكتل السياسية واستخدام هذه الورقة ضمن المناكفات السياسية وتسجيل النقاط بين الخصوم. وتهديدات من الجانب الايراني بانه سيحرق الارض العراقية التي يتواجد فيها الأميركيون من خلال الميليشيات القريبة منه.

وأضاف أن رئيس الوزراء العراقي بعد أن يئس من بلورة رأي سياسي موحد من جميع الكتل السياسية العراقية تجاه الانسحاب صارح الجانب الأميركي بالواقع وما قد يتطور اليه بما في ذلك تقديم حجة للميليشيات السنية والشيعية بعودة عملياتها ضد الجيش الاميركي والعراقي، إضافة الى التهديد الايراني الذي كان تعهد أن مشكلته في العراق مع الاميركيين وليس مع العراقيين، حسب قوله.

وأكد ان الجانب الايراني تعهد للعراقيين أن تدخلاته في العراق ستشهد تراجعا واضحا بعد العام 2011 الذي سيكون فيه العراق خاليًا من أي تهديد أميركي للايرانيين.

وكشف القيادي خلال حديثه لـquot;ايلافquot; أن الجانب الأميركي كان يفضل انسحابا بطيئا جداً، فهم منه الجانب العراقي أنه يريد ان يكون هذا الانسحاب غربا باتجاه سوريا وليس جنوبا باتجاه الكويت. حيث كان الجانب الأميركي ينتظر تدهورا للوضع الامني السوري وطلب المعارضة السورية تدخلا عسكريا للتعجيل بإسقاط النظام، من خلال الدعم الجوي أولا ثم البري لاحقاً. لكن الجانب العراقي أصرّ على عدم الزج به في المأزق السوري الذي يتخوف من سيطرة المتطرفين السنة على الحكم فيها.

وأضاف أن الجانب الأميركي سأل قادة الكتل العراقية جميعاً رأيهم بما يجري في سورية وكانت الاجابات متناقضة أيضا ولم تخل من أبعاد طائفية، حسب قوله. وبيّن أن رأي التحالف الوطني كان مع الحوار بين المعارضة والنظام السوري. أي بقاء النظام وتقديم تسهيلات ديمقراطية بما في ذلك انتخابات برلمانية تشارك فيها المعارضة.

وأكد القيادي العراقي ما نشرته صحف عراقية من قيام القوات الأميركية باحراق وتفجير مقراتها ومعداتها في المعسكرات العراقية لحرمان الجيش العراقي من الاستفادة منها، تعبيراً عن غضب هذه القوات من إصرار العراقيين على انسحابهم.

وحول تشكيل إقليم صلاح الدين الذي دخل يوم أمس نهاية المهلة الممنوحة لمجلس الوزراء لاحالته على مفوضية الانتخابات للبت فيه، قال إن الاعلان عن إقامة إقليم صلاح الدين ليس بعيداً عن الانسحاب الأميركي وما يرافقه من مناكفات إذ رجح القيادي أن الزعماء السنة مثل رئيس البرلمان العراقية أسامة النجيفي ووزير المالية رافع العيساوي ونائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي يفضلون سقوط النظام السوري بسرعة ليأتي حكم داعم للاقاليم السنية المحاذية للحدود السورية.

وأضاف أن دعوة أسامة النجيفي الشهر الماضي وتحذيراته من تهميش سنة العراق لم تكن من فراغ من حيث الوقت والمكان فقد صدرت خلال زيارته لبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية واعقبها دعوة إقليم مجلس محافظة صلاح الدين إعلان المحافظة كإقليم التي تأتي كتمهيد لإعلان محافظة نينوى كإقليم لاحق ليلتحق بصلاح الدين ثم ديالى وكركوك كإقليم كبير للسنة. وهو مخالف حتى دستوريا لانه سيكون إقليما طائفياً، حسب تأكيده.

ولفت القيادي العراقي الى أن هذه المحافظات والشخصيات التي تطالب اليوم باقليم كبير أو أقاليم طائفية هي نفسها التي وقفت ضد أي دعوة لتأسيس الاقاليم من الجنوب أو الوسط حتى لو كانت بين الانبار وكربلاء.
وختم القيادي الشيعي العراقية محذراً من أن يشهد العراق قبل وبعد الانسحاب الاميركي تأزماً أمنياً قد تساهم فيه جميع القوى بما فيها القوات الاميركية، من أجل تسجيل نقاط سياسية واثبات القوة على الارض، حسب قوله.

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أعلن نهاية الشهر الماضي أنه سيتم سحب جميع القوات الأميركية من العراق نهاية العام الجاري وانتهاء حرب العراق.

وقد أعلن أوباما قراره بعد لقاء عبر الفيديو بينه وبين رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وفشل المفاوضات الرامية إلى بقاء قوات أميركية في العراق.

وقال أوباما: كما وعدت فإن بقية جنودنا في العراق سيعودون إلى أرض الوطن بنهاية هذا العام وبعد نحو تسع سنوات من التدخل في العراق، فإن الحرب الأميركية في ذلك البلد ستنتهي. لكنه قال إن العراق مقبل على أيام صعبة.

ومن المتوقع أن يزور رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الولايات المتحدة الأميركية الشهر المقبل في زيارة صعبة لكلا الطرفين ومن المتوقع ان تشهد محادثات صريحة خاصة في ما يتعلق بمنح حصانة للمدربين الأميركيين الذين سيتولون تدريب القوات العراقية.