قال عضو التحالف الوطني العراقي، فوزي أكرم ترزي، إن هناك مؤامرات خبيثة وخسيسة تُحاك خلف الكواليس وخلف الأبواب المعلقة من قبل بعض الكتل السياسية بشكل مقصود، من أجل إقصاء التركمان، الذين يقفون مع وحدة العراق أرضًا وشعباً وسيادة.


النائب العراقي فوزي ترزي

بغداد: قال عضو التحالف الوطني العراقي، فوزي أكرم ترزي، إن التركمان أصبحوا أكثر اضطهاداً من ذي قبل، بسبب ما وصفها بالمؤامرات الخبيثة التي تحاك ضدهم، لأنهم يرفضون الاحتلال الأميركي، مشيرًا إلى أن أهالي قضاء طوزخرماتو، التابع لمحافظة صلاح الدين، يرفضون تشكيل الأقاليم، لأنهم يجدونها كلمة تعني التقسيم، وهي بالنسبة إليهم (مقززة).

وأوضح النائب التركماني ترزي في حديث مع (إيلاف) أن مسألة كركوك شائكة وحساسة، وأشار إلى ضرورة تقاسم مكوناتها السلطة الإدارية والأمنية والوظيفية بالتساوي، معربًا عن تخوفه من أن يترك الأميركيون العراق بعد انسحابهم خرابًا.. وهذا ما جاء في الحديث:

* بعد ثمان سنوات من سقوط النظام السابق ما زال التركمان يشعرون بالاضطهاد.. لماذا؟

- بصراحة.. التركمان هم القومية الأساسية الثالثة في العراق، ويمارس بحقهم التهميش والإقصاء والإجحاف بشكل مقصود في العهدين السابق والحالي، في العهد السابق كان التركمان يتمتعون بحقوق ثقافية، وكانت هناك مديرية الثقافة التركمانية التي تعنى بأدب وثقافة التركمان، وهناك إذاعة لسان حال التركمان، وكانت هناك جريدة، وكان هناك نوع من الفسحة للتركمان.

إلا أنه بعد السقوط، فالتركمان لا يتمتعون بحقوقهم القومية والوطنية من الدولة، بحيث ليست لدينا إذاعة ولا جريدة ولا تلفزيون ولا قناة تلفزيونية من الدولة، وأنا ابن الدولة، وليست لدينا مديرية دراسات ولا مديرية ثقافة، ومن ضمن 46 وزارة ليست لدينا سوى وزارة يتيمة بشق الأنفس، هذه ليست عدالة.

وهناك مؤامرات خبيثة وخسيسة تحاك خلف الكواليس وخلف الأبواب المعلقة من قبل بعض الكتل السياسية بشكل مقصود، من أجل اقصاء التركمان، للآسف الشديد، بحجج واهية، وهذا الأمر مرفوض رفضاً قاطعًا. مع كل هذه المضايقات وكل هذا التهميش، نحن نقف مع العملية السياسية ومع وحدة العراق أرضًا وشعباً وعلمًا وسيادة، ونرفض تقسيم وتجزئة العراق تحت أية مسميات، ولكن ينبغي الاحتفاظ بهويتنا التركمانية العراقية، للحفاظ على هذه الكينونة، وهذه القومية المسالمة التي لا تؤمن بالسلاح، وتؤمن بالقانون والدستور والنظام والوطنية العالية.

* لماذا تقول هذا... ولديكم شخصيات معروفة في البرلمان وسواه؟

- الآن الشخصيات التركمانية في الهيئات الرئاسية الثلاث معدومة للأسف الشديد، وخاصة الوزارات الأمنية الدفاع والداخلية والأمن الوطني والمخابرات، بالرغم من مناشداتنا الهيئات الرئاسية الثلاث والدولة والحكومة، إلا أن الأذان غير صاغية لمطالب التركمان، كما إن التركمان هم المستهدفون في المناطق، التي تسمّى المتنازع عليها، وهناك يمارس بحقهم التهديد والتهجير والترحيل للأسف الشديد.

* لماذا كل هذا؟ وما السبب؟

- بسبب مؤامرات خبيثة، لأن التركمان لم يمدّوا أيديهم للاحتلال، ورفضوه، وهذه مسألة تاريخية، فثورة العشرين بدأت شرارتها الأولى من (تلعفر) هذه المدينة التركمانية الغنية بثرواتها والفقيرة بخدماتها، وبالرغم من مطالباتنا بشكلنظامي وقانوني ودستوري بأن يتحول أكبر قضاء، وهو قضاء تلعفر، إلى محافظة، أسوة ببقية المحافظات، إلا أن الأذان غير صاغية. فمنذ سنة 1976 إلى يومنا هذا لم يستحدث القضاء محافظة، علمًا أنه لا توجد دولة في كل دول العالم لم تستحدث محافظة خلال35 سنة... عجبًا. أهؤلاء لم يتزوجوا ولم يكبروا؟، والأبنية والمنشآت لم تتطور، وبقيت المدينة قضاء منذ المئات من السنين، لكننا لم نفقد الأمل.

* كيف تصف الواقع العراقي الحالي بالنسبة إلى التركمان؟

- القوي يأكل الضعيف، الآن قانون الغاب سائد، وهناك مؤامرات دولية وإقليمية أيضًا، نحن لا نؤمن بالتوجهات الخارجية، ولكننا نؤمن بأن تكون القرارات عراقية، نابعة من قلب العاصمة العراقية بغداد، وأن يكون من عقلاء القوم، نحن لا نطلب إقليمًا، ولا فيدرالية من أجل تقسيم العراق وتجزئته، نحن نرفض ذلك تحت أية مسميات، ونتمتع بالوطنية العالية، لا فرق بين عربي وكردي وتركماني أو بين سنّي أو شيعي، نحن نؤمن بالعراق، من زاخو إلى الفاو، لهذا ندفع فاتورة باهظة الثمن.

* ربما لأن التركمان يتجهون بنظراتهم إلى تركيا؟

- هناك امتداد عرقي من اللغة والتاريخ والجغرافية مع الجانب التركي، ومع كل الدول الناطقة باللغة التركية، هناك اعتزاز نعم، ولكن ينبغي استثمار هذه العلاقة من أجل مصلحة أبناء الشعب العراقي، ومن أجل مد جسور التعاون بين البلدين، وزيادة نسبة المياه في دجلة والفرات، وأن يكون هناك توطيد للعلاقات الاقتصادية والسياسية أكثر فأكثر.

نحن لم نلتمس من الجانب التركي شيئًا، وأنا لست محاميًا عن الجانب التركي، ولكن يكفي بأن أبواب السفارة التركية لم تغلق منذ السقوط إلى يومنا هذا، يكفي أن الشركات التركية تتنافس في ما بينها لتقديم أفضل الخدمات، وأن تنال شرف المساهمة والمشاركة في بناء البنية التحتية شبه المحكمة للعراق، فيما الدول العربية ترسل المفخخات والإرهاب، ويتآمرون على العراق، ويحاولون تارة إلغاء اجتماع الجامعة العربية، وتارة بنقل بطولة الخليج العربي في كرة القدم إلى دولة جيبوتي أو نيجيريا للآسف الشديد.

* أيهما يخشى أكثر التركمان في كركوك، العرب أم الأكراد؟

- بصراحة.. نحن ننظر إلى الإنسان العراقي على أساسالهوية العراقية والمواطنة العراقية، الكردي والعربي والكلداني كلنا نحن أبناء هذا الوطن، ليس هنالك غالب أو مغلوب، ولا ضرر منأن يكون المحافظ كرديًا أو عربيًا أو تركمانيًا، نحن نريد ضمان حقوق الإنسان العراقي.

أما مسألة كركوك فهي شائكة وحساسة ومعقدة، ولايمكن حلها بين ليلة وضحاها، وينبغي أن تكون كركوك سلة العراقيين جميعًا، وأن يكون تقاسم السلطة الإدارية والأمنية والوظيفية بالتساوي بنسبة 32% للعرب، و32% للكرد، و 32 % للتركمان، و4 % للكلداشوريين، ليكون هذا عراقًا مصغرًا، لكي نعطي الصورة الحقيقية الناصعة العراقية لكل بلدان العالم، وهذا ما أكده السيد مقتدى الصدر في لقائي معه، بقوله إن تمكنا من تحقيق السلام والوئام والمحبة في كركوك سنتمكن من أن يكون الاستقرار في عموم العراق.

* كيف تنظر إلى زيارة مسعود بارزاني الأخيرة إلى كركوك ؟

- لامشكلة في أن يزور أي إنسان عراقي أو مسؤول كركوك، لأنها محافظة عراقية، ومن حق أي مسؤول أن يزورها، ولكن شرط أن يضع الحلول المناسبة، وأن يقوم بدور إيجابي من أجل تقارب وجهات النظر، وأن يسعى إلىالتكاتف ووحدة الصف والكلمة أكثر فأكثر، وليس العكس.

* يقول الأميركيون إن كركوك ستكون في يدنا بعد الانسحاب، ماذا ترى؟

- الأميركون منذ السقوط وإلى يومنا هذا، لو ننظر بإتقان وإمعان بعيداً عن النظرة الضيقة، لوجدنا أنهم لم يجلبوا لنا سوى ثقافة العنف وتقسيم وتجزئة العراق، بحجج واهية، وبمسمّيات عديدة، كما إنهم زرعوا الفتنة الطائفية، وأفقدونا القومية أيضًا، ويحاولون الآن تارة بالفيدرالية، وطورًا آخر بالأقاليم، زرع المزيد من التشتت، وكذلك عبر دعم المجاميع المسلحة هنا وهناك، إلا أنهم فشلوا، وسوف يخرجون، ونحن باقون إن شاء الله. أما ورقة كركوك فنقول لهانعم..

هناك مساومات دولية وإقليمية في هذا الخصوص، ولكن هيهات، لأن أهالي كركوك أذكياء، ويعرفون من هو الوطني الصحيح، ومن هو الذي يتاجر باسم الوطنية، ومن يريد الحصول على المناصب والكراسي، ومن يريد استغلال الظرف الاستثنائي لأجل الحصول على مكاسب آنية لا تجدي نفعًا، ومن قام غاضبًا جلس نادماً.

* ما الذي يحتاجه العراق في هذه المرحلة؟

- في هذه المرحلة الحساسة نحتاج عقلاء القوم، ومستشارين وحقوقيين دوليين، ونحتاج أناسًا لهم باع طويل في الساحة السياسية، ولهم بعد إستراتيجي في الدساتير العالمية، علينا الابتعاد عن النظرة الضيقة والتشنجات والتصريحات الرنانة أو الوعود الوهمية التي لا تجدي نفعًا، علينا ترجمة الأفعال إلى أقوال، لقد ولّى زمن الأقوال، والآن حان زمن الأفعال.

أبناء الشعب العراقي لا يريدون غير تقديم أفضل الخدمات، وإيجاد فرص عمل لجيوش من العاطلين وجيوش من المتخرجات والمتخرجين، وهناك تعطل في عملالمصانع والمعامل والشركات وتردي الوضع الزراعي. أنا أدعو وأتمنى من الله أن يقطع عن العراق هذا البلاء النفط، لكي نتوجّه إلى الزراعة، هذا بلد النهرين الخالدين، إلى يومنا هذا ونحن نستورد حتى الفجل من الخارج.

* كيف تنظر إلى مرحلة ما بعد الانسحاب الأميركي من العراق؟

- نعم.. هناك، ربما تكون سلبية،مثل الإنفلات الأمني أو ربما هناك مؤامرة من الدول الإقليمية من أجل أن تشتعل حرب أهلية لا تحمد عقباها، ولكن إن تكاتفنا أكثر فأكثر مع الأجهزة الأمنية مع الدولة، وفتحت الحكومة صفحة جديدة مع المعارضين والمنشقين، وحتى مع المغرضين، الذين خرجوا بشكل أو بآخر عن القانون، وإعطاء فرصة للإنسان العراقي بأن يراجع نفسه، ليكون بناء العراق على أسس وطنية وعلى أسس مؤسساتية، بحيث لا يأتي وزير ما ليهدم ما بناه الوزير السابق وبعيدًا عن الإسقاطات الإعلامية، فلا يمكن بناء دولة بالإعلام.

* هل تعتقد أن مسألة المطالبة بالأقاليم حاليًا لها علاقة بموعد الانسحاب الأميركي؟

- بالتأكيد، فالأميركيون عندما ينسحبون، يحاولون وضع العراق في خراب بصراحة، وزرع أمراض لا تعدّ ولا تحصى، منها المطالبة بالأقاليم، لكن هذا الأمر مرفوض رفضًا قاطعاً، لأنه لا يمكن للعراق أن يعيش بدون سنّي، ولا يمكنه أن يعيش بدونشيعي، مثلما لا يمكنه أن يعيش بدون كردي أو تركماني او كلداشوري.

* كيف تنظر إلى مطالبة مجلس محافظة صلاح الدين بجعلها إقليمًا؟

- أعتقد أن مطالبة صلاح الدين بتشكيل إقليم هي رد فعل، فأنا ابن صلاح الدين، وعضو مجلس صلاح الدين سابقًا، وهويتي تحمل اسم صلاح الدين، وافتخر أن أكون ابن صلاح الدين من قضاء طوزخرماتو، التابع إداريًا لمحافظة صلاح الدين، كيف نطالب بالأقاليم، وما هي الأسس والمعايير المتفق عليها؟، كيف تقدم خدمات لأبناء هذه المحافظة، وليس لديك أي مورد؟. ليس هنالك أي مورد في صلاح الدين سوى مصفاة نفط، وهي للتصفية فقط، وفيها آليات قديمة من السبعينيات.

* ما موقف أهالي طوزخرماتو من هذا الإقليم؟

- الموقف متفاوت، ولكن هناك كلمة التقسيم، والفيدرالية كلمة مقززة لشخصية ونفسية الإنسان العراقي في طوزخرماتو والمناطق التركمانية كافة، وبالتأكيد هذا يعني أنهم يرفضون مبدأ الأقاليم، وللعلم فقد سبق أن طالبت الهيئات الرئاسية الثلاث والمعنيون بجعل طوزخرماتو محافظة، لأن لديها مقومات أساسية جاهزة، كي تكون محافظة، منها الكثافة السكانية، والبعد عن المحافظات الأخرى، وكذلك هناك شخصيات وآليات وبنية تحتية، وعدد كثير من المناطق والقرى.