محادثات 5+1 بين إيران والدول دائمة العضوية في مجلس الأمنإضافة الىألمانيا- خاص إيلاف

أعلن عضو في الوفد الإيراني لمفاوضات 5+1 بين الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا مع إيران الجارية في بغداد اليوم أن بلاده رفضت العرض الأوروبي القاضي بتخفيض نسبة تخصيب اليورانيوم من 20 إلى 5 بالمائة مقابل تخفيض العقوبات الأوروبية ضدها في حين حذر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدرمن زجّ العراق في ملف طهران النووي داعيا الحكومة بدلا من ذلك إلى الالتفات إلى مطالب شعبها.


رفضت إيران مقترح الاتحاد الأوروبي بتخفيض تخصيب اليورانيوم من 20 إلى 5 بالمائة مقابل تخفيض العقوبات عنها. وقال عضو في الوفد الإيراني المفاوض إن الوفد قدر رفض مقترح الاتحاد الأوروبي الذي يقضي بتخفيض إيران لنسبة تخصيب اليورانيوم من 20 إلى 5 بالمائة مقابل تخفيض العقوبات الدولية. وشدد بالقول على أن بلاده تعتبر نسبة 20 بالمائة خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه كما ابلغ قناة العراقية الرسمية.

ومن جهته، انتقد الصدر بشدة اجتماع دول 5+1 وإيران في بغداد معتبراً أن زج العراق في ملف طهران النووي سيعرضه للضغوط وينال من استقلاليته. وقال الصدر في بيان صدر عن مكتبه الإعلامي في محافظة النجف اليوم إن quot;زج العراق في قضية الملف النووي الإيراني قد تترتب عليه مفاسد كثيرة أهمها عدم استقلاليته والضغط عليه من خلال قضايا مماثلة.

وشدد بالقول ان هذا الأمر خطير وغير مقبول بل مرفوض. وشدد على quot;ضرورة أن يكون الصراع بين القوى بعيداً من مصالح العراق وشعبهquot; مشيرا إلى أنّ quot;العراق تدخل في القضية السورية ووما زالت دماء السوريين من كل الأطراف تسيل بلا رادع كما تدخل بملفات أخرى جعلت منه عرضة للصدام مع دول الجوار وغيرهاquot;.

وحذر الصدر من أن ما يمر به العراق أخطر مطالباً الحكومة بالالتفات إلى شعبها قبل الالتفات إلى جيرانها. وقد انتهت الجلسة الأولى للاجتماع بعد ظهر اليوم ثم استؤنفت بعد حوالى الساعة وسط توقعات بامكانية تمديد المباحثات إلى يوم غد.

آشتون قدمت الاقتراح إلى جليلي

وكان مصدر عراقي يتابع المفاوضات الأوروبية مع إيران قد أبلغ quot;إيلافquot; في وقت سابق اليوم ان الممثل الأعلى للشؤون الأمنية والخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون قدمت مقترحا إلى أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران سعيد جليلي يقضي بتخفيض بلاده نسبة تخفيض اليورانيوم من 20 إلى 5 بالمائة مقابل تخفيض العقوبات عن بلاده. واشار إلى أنّ جلسة المفاوضات الاولى بين الطرفين التي بدأت في بغداد بعد ظهر اليوم تدور الان حول هذه النقطة.

وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو اعلن في زيارة لطهران الاثنين ان الوكالة وإيران ستوقعان قريبا quot;اتفاقاquot; يهدف إلى تبديد الغموض حول طبيعة البرنامج النووي الإيراني. غير أن هذا الاعلان قوبل بتحفظ وصل إلى حد التشكيك في الولايات المتحدة وفي اسرائيل حيث اعلن وزير المالية يوفال شتاينيتز ان الإيرانيين quot;يتلاعبون منذ سنوات مع المجتمع الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذريةquot;.

ورأى دبلوماسي مطلع على الملف انه ليس هناك ما يضمن التوصل إلى نتائج quot;ملموسةquot; خلال اجتماع اليوم، بل انه قد لا يسفر سوى عن اتفاق على اجراء محادثات عمل تقنية بشكل منتظم. وتشكل المحادثات بين القوى الكبرى وإيران في بغداد حلقة جديدة في مسلسل طويل من المفاوضات النووية الا انها تمثل ايضا خطوة اضافية على طريق عودة العراق إلى الخريطة الدبلوماسية العالمية.

من الاجتماع- الصورة خاصة بايلاف

العراق: لسنا طرفًا ولكننا وسطاء

الصورة خاصة بايلاف

مطالب إيران

وتطالب إيران برفع العقوبات المفروضة عليها والاعتراف بأن انشطتها في تخصيب اليورانيوم ذات اهداف سلمية تماما فيما تطالب واشنطن بتحرك عاجل لإثبات سعي إيران إلى امتلاك ترسانة نووية، الامر الذي دفع الولايات المتحدة وحليفتها اسرائيل للتهديد بأنهما قد يضطران إلى القضاء عليها بالقوة.

وقالت كاثرين آشتون مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، والتي ترأس المفاوضات باسم القوى الست: quot;نتوقع أن تؤدي الاجتماعات التالية في بغداد إلى التوصل إلى خطوات ملموسة باتجاه التوصل إلى حل شامل يتم التفاوض عليه يعيد الثقة الدولية في الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيرانيquot;.

ومن المنتظر أن يبحث اجتماع بغداد الاتهامات الغربية لإيران باستخدام برنامجها النووي المدني المعلن للاستخدامات العسكرية، الأمر الذي دفع الولايات المتحدة والدول الغربية مجتمعة إلى فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية قاسية ضد إيران التي ترفض زيارة مفتشين دوليين للمنشآت النووية. وشملت العقوبات حظر شراء النفط الإيراني وعزل البنوك الأجنبية عن النظام المالي الأميركي في ما إذا تعاملت مع البنك المركزي الإيراني، إضافة إلى حظر التجارة مع إيران الأمر الذي أدى إلى انهيار خطير في عملتها المحلية quot;التومانquot; وارتفاع كبير في أسعار المواد الأساسية.

إعلان إيران تزويد مفاعل بوقود نووي يطغى على أجواء الاجتماع

ويطغى على اجواء الاجتماع اعلان إيران امس انها زودت مفاعلا للابحاث في طهران بوقود نووي مخصب بنسبة 20% تم انتاجه محليا، لتأتي هذه الخطوة عشية مفاوضات بغداد. وقالت المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في بيان ان قضيبين من الوقود النووي سلما إلى مفاعل الابحاث في طهران quot;وتم تركيب احدهما في قلب المفاعلquot;. واضافت ان هذا الانجاز تم quot;اثر التجربة الاخيرة التي قام بها خبراؤنا وتكللت بالنجاحquot;.

ويأتي هذا الاعلان في الوقت الذي يستعد المفاوضون الإيرانيون للدفاع عن البرنامج النووي الإيراني اليوم في بغداد امام ممثلين للقوى الكبرى وهي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن اضافة إلى المانيا. وستسعى القوى الكبرى خلال هذا الاجتماع إلى اقناع طهران بتعليق تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% والسماح بعمليات تفتيش اضافية للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وكان الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد كشف في شباط (فبراير) الماضي عن أول وقود نووي يتم تخصيبه محليا وتم تحميله في قلب مفاعل الابحاث في طهران الذي ينتج نظائر لمرضى السرطان.
وتؤكد إيران ان برنامجها النووي محض سلمي في حين تتهمها الدول الغربية بالعمل ايضا على برنامج عسكري نووي تحت ستار برنامجها المدني.

مسلسل طويل من المفاوضات

وتشكل المحادثات بين القوى الكبرى وإيران في بغداد اليوم حلقة جديدة في مسلسل طويل من المفاوضات النووية، الا انها تمثل ايضا خطوة اضافية على طريق عودة العراق إلى الخريطة الدبلوماسية العالمية.

وبعد سنوات طويلة من العزلة السياسية واحتلال العراق عام 2003 الذي اطلق شرارة اعمال عنف لم تتوقف حتى اليوم وقتل فيها عشرات الآلاف خصصت السلطات العراقية اكثر من مليار دولار لتحسين صورة البلاد في المنطقة والعالم.

ولا يتوقع ان تخرج محادثات بغداد بنتائج بارزة لذا فان معظم الاهتمام سيتركز على حقيقة ان العاصمة العراقية استطاعت ان تستضيف القوى الكبرى وإيران.

ترتيبات أمنية مشددة

وقد خصصت السلطات العراقية 15 الف عسكري و15 مروحية لحماية اجواء العاصمة بغداد خلال الاجتماع كما سيتم فرض حظر جزئي للتجوال مع قطع الطرق المتقاطعة مع مطار بغداد الدولي.

وقررت وزارة الداخلية العراقية إلغاء إجازات ضباطها وشرطتها لأسبوعين فيما كان مسؤول في الخارجية الإيرانية قد أعلن عن تنسيق سفارة بلده في بغداد مع الأجهزة الأمنية العراقية لتوفير الأجواء الملائمة لحفظ أمن اجتماع مباحثات 5+1 لكن الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ نفى ذلك.

وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ في مؤتمر صحافي إن وفود الدول الدائمة العضوية بالاضافة إلى المانيا بدأت تصل إلى بغداد للمشاركة في الاجتماع الذي سيكون مستوى التمثيل فيه اقل من الوزراء حيث سيمثل الدول دائمة العضوية وكلاء وزراء الخارجية مشيرا إلى أنّ العراق سيلعب دور الوسيط خلال الاجتماع من اجل تقريب وجهات النظر.

وقال ان العراق سيقدم إلى الاتحاد الأوروبي ورقة بخصوص الملف النووي الإيراني. واوضح ان رئيس الوزراء نوري المالكي سيجتمع مع الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة للاتحاد الأوروبى كاثرين آشتون لشرح وجهة نظر العراق حول الملف النووي الإيراني من اجل انهاء هذا الملف الذي وصفه بالمهم والمزعج للمنطقة. واشار إلى أنّ الاجتماع الذي سيبدأ ظهر اليوم سيختتم مساء باعلان النتائج التي توصل اليها.

وقد وصل إلى بغداد اليوم الوفد الاميركي للمشاركة في الاجتماع وهو برئاسة نائبة وزير الخارجية ليندي شيرمان التي تمثل بلادها للمرة الاولى في هذه المفاوضات عند تسلمها المنصب حديثاً خلفا للنائب السابق ويليام بير. كما وصل وفد الاتحاد الأوروبي برئاسة الممثلة العليا للشؤون الأمنية والخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون اضافة إلى وصول الوفدين الصيني برئاسة مساعد وزير الخارجية الصيني ماجايو شو.. وكذلك الوفد الفرنسي في وقت كان مسؤول الملف النووي الإيراني سعيد جليلي قد وصلالاثنين العاصمة العراقية.

طالباني والمالكي يؤكدان حرص العراق على إنجاح الاجتماع

وأكد الرئيس جلال طالباني خلال اجتماع مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران سعيد جليلي ورئيس وفدها إلى الاجتماع في بغداد الليلة الماضية حرص العراق على أن يؤدي الاجتماع إلى نتائج إيجابية، واتخاذ خطوات مهمة لتقريب وجهات النظر وإيجاد حلول مناسبة للنقاط المتعلقة بالملف النووي الإيراني. وأشار إلى أهمية توسيع وتعزيز العلاقات الثنائية بين العراق وإيران في المجالات كافة وبما يخدم المصالح المشتركة لشعبي البلدين.

من جهته، أكد رئيس الوفد الإيراني جليلي رغبة بلاده في توطيد العلاقات وتوسيع رقعة التعاون بين العراق وإيران. وحول محادثات بلاده مع مجموعة دول (5+1) أشار إلى تطلع إيران لان تكون استضافة العراق لهذه المحادثات خطوة في طريق حل القضايا المرتبطة بالملف النووي لبلاده.

كما بحث رئيس الوزراء نوري المالكي مع جليلي القضايا المتعلقة بالاجتماع مؤكدا حرص بلاده على نجاح محادثات اجتماع 5+1 موضحا أن العراق الذي استعاد مكانته يسعى إلى توفير الأجواء المناسبة للمحادثات معربا عن أمله في توصل الاطراف المجتمعة إلى حل للمسائل المطروحة. من جانبه أكد جليلي ان بلاده تتطلع إلى أنّ يشكل عقد الاجتماع في بغداد بين إيران ومجموعة دول 5+ 1خطوة مهمة في طريق حل الاشكالات المتعلقة بالملف النووي الإيراني.