المنامة: تبدو البحرين امام افق مسدود تماما سياسيا فيما ادت الاحتجاجات التي تقودها الغالبية الشيعية ضد حكم آل خليفة منذ اكثر من سنة الى احتدام التوترات الطائفية.
وقال رجل الدين السني النافذ عبد اللطيف ال محمود ملخصا المشهد في البحرين quot;الآن، انتهت الثقة بين الطائفتينquot; السنية والشيعية، محملا جمعية الوفاق المعارضة التي تمثل التيار الشيعي الرئيسي في البلاد مسؤولية ذلك.
واضاف الشيخ عبد اللطيف الذي يرأس تجمع الوحدة الوطنية الذي شكل في اذار/مارس 2011 ويضم القوى السنية المؤيدة للحكومة quot;ان الوفاق تعمل لمصحلة الطائفة لا لمصلحة الوطنquot;.
وذكر ان quot;الشارع منقسم، لكن الحمد لله لم نصل الى مرحلة الاقتتال الطائفيquot;، مشيرا في نفس الوقت الى انه quot;لا مجال للحوار بين التجمع ولوفاق، فانهم لا يعترفون بالآخر كقوة سياسيةquot;.
ويرفع المشاركون في التظاهرات شبه اليومية التي تشهدها المناطق الشيعية في البحرين شعارات مناهضة للملك حمد بن عيسى ال خليفة المتحدر من اسرة تحكم البحرين منذ العام 1783.
وردد حوالى ثلاثة الاف شخص تجمعوا في ساحة بقرية المقشع الشيعية بالقرب من المنامة quot;يسقط حمدquot;، وهو شعار يستفز مشاعر السنة ودول مجلس التعاون الخليجي.
احد شوارع البحرين |
ونظم ذلك التجمع بعد نقاش اجرته الامم المتحدة الاثنين الماضي في جنيف حول وضع حقوق الانسان في البحرين.
في المقابل، ترتفع صور الملك ونجله ولي العهد الامير سلمان وعمه رئيس الوزراء الامير خليفة فوق المباني والمنازل في الاحياء السنية، بحسب مراسل وكالة فرانس برس.
ولم تصل مبادرة خجولة للحوار بين السلطة والمعارضة اطلقها الملك مطلع هذه السنة الى اي نتيجة، ما اشاع حالة من الارباك في صفوف الراي العام المحبط امام الوضع السياسي المغلق، وفي ظل تعاظم المخاوف اقليميا من نفوذ ايران الشيعية.
وتدعو الاوساط السنية والشيعية الى quot;تنازلات من الجانبينquot;.
وقال سائق سيارة اجرة بحريني رفض الكشف عن هويته او انتمائه الطائفي quot;سندفع الثمن جميعنا يوما ماquot; اذا لم تحصل هذه التنازلات.
ويردد المعسكر المؤيد للحكومة ان quot;ابواب الحوار ما زالت مفتوحةquot;.
وقالت وزيرة الدولة لشؤون الاعلام سميرة رجب ان quot;الملك يريد مواصلة الحوار للوصول الى توافق وطني، وهذه فكرة تعترض عليها جمعية الوفاقquot;.
واعتبرت رجب انه ليس لدى جمعية الوفاق quot;رؤية بحرينية بسبب وجود ضغوط خارجية عليهاquot;.
وتطالب جمعية الوفاق باصلاحات دستورية كبيرة تحد من نفوذ اسرة ال خليفة وتؤدي الى اختيار رئيس للوزراء من خارج الاسرة.
ومنح تعديل دستوري اقره الملك مؤخرا مجلس النواب المنتخب القدرة على اعلان عدم التعاون مع رئيس الوزراء، الا ان جمعية الوفاق اعتبرت التعديل غير كاف واتهمت السلطة بالسعي الى السيطرة على الحكومة.
وتساءلت رجب، وهي نفسها من الطائفة الشيعية quot;لماذا نترك حكومة محاسبة من برلمان منتخب لصالح حكومة طائفيةquot;.
وبحسب رجب، فانه يتعين على الوفاق ان تظهر quot;النوايا الحسنةquot;، مشيرة الى ان quot;تصلب الموقف من جهة يجعل موقف الآخر يتصلبquot;.
ورد النائب السابق والقيادي في جمعية الوفاق جواد فيروز quot;نريد حوارا جادا وبدون شروط مسبقة لنصل الى توافق على الخروج بسلام من الازمةquot;.
واضاف لوكالة فرانس برس quot;لكن لا نضمن نجاح هذا الحوار بدون اطلاق سراح المساجين السياسيين وبدون عرض نتائج هذا الحوار على الاستفتاءquot; مشددا على ان جمعية الوفاق quot;تتمسك بسلمية الاحتجاجاتquot; وعلى ان quot;العنف مرفوض مهما كان مصدرهquot;.
اما يوسف الخاجة عضو المكتب السياسي في جمعية quot;وعدquot; المعارضة ذات التوجهات اليسارية، فقال انه يتعين على السلطة ان quot;تنفذ اولا توصيات لجنة تقصي الحقائق المستقلةquot; التي خلصت الى ان السلطة استخدمت quot;القوة المفرطةquot; خلال قمع الاحتجاجات في ربيع 2011.
التعليقات