بينما تستمر الإحتجاجات ضد الحكم الصادر بحقه، لاسيما تبرئة نجليه علاء وجمال وست من قيادات الشرطة أثناء ثورة 25 يناير، أمضى الرئيس المصري السابق حسني مبارك أول ليلة له في سجن طرة مريضاً حزيناً.
مبارك قبل الحكم عليه بالمؤبد أمس |
صبري حسنين من القاهرة: وفقاً لمصادر تحدثت إلى quot;إيلافquot;، فإن مبارك أصيب بأزمة قلبية في أعقاب نقله إلى مستشفى سجن طرة، مشيرة إلى أن صحته متدهورة للغاية، حيث مازال يعاني أزمة قلبية، ولم ينجُ منها بنسبة مائة في المائة.
وأفادت المصادر أن أطباء مستشفى السجن يشعرون بالقلق البالغ على حياته، لاسيما أنه يرفض تناول أية أطعمة، ويعتمد على المحاليل الطبية. وأشارت المصادر إلى أن حالته الصحية المتدهورة حالت دون تبديل ملابسه وإرتداء ملابس السجن الرسمية ذات اللون الأزرق، منوهة بأن إدارة السجن لم تضغط على الأطباء من أجل تنفيذ القانون فوراً، وراعت حالتة الصحية، وأجّلت عملية ارتدائه ملابس السجن حتى تتحسن صحته.
تواصل الإحتجاجات
إلى ذلك، تواصلت الإحتجاجات، التي اندلعت في أعقاب الحكم في القضية، لاسيما الأحكام الصادرة بالبراءة بحق نجليه علاء وجمال وست من قيادات وزارة الداخلية أثناء الثورة، وبات آلاف عدة من المصريين في ميدان التحرير ليلة أمس، فيما يواصل المئات اعتصامهم في الميدان، الذي مازال مغلقاً أمام عبور السيارات، ويردد المحتجون هتافات من قبيل: quot;القصاص القصاص.. الإعدام الاعدامquot;، quot;يا نجيب حقهم يا نموت زيهمquot;، quot;يسقط حكم العسكرquot;، quot;الإعدام للسفاحquot;، quot;المحاكمة باطل.. أحمد رفع باطل.. أحمد شفيق باطلquot;، quot; الثورة مستمرة يا شفيق يا عرةquot;، quot;واحد اثنين قانون العزل فينquot;.
كما انتشرت لافتات ضد حكم العسكر وضد المرشح أحمد شفيق، وأخرى ضد الإخوان في الميدان، مكتوب عليها عبارات منها: quot;شهداؤنا يستحلفوننا عدم الرضوخ للمؤامرةquot;، quot;يا شهيد نام وارتاح وإحنا نكمّل الكفاحquot;، quot;أم الشهيد بتنادي.. فين حقي وحق بلاديquot;، quot;لا بديل من المحاكم الثوريةquot;، quot;وحياة دمك يا شهيد ثورة تاني من جديدquot;، quot;إتنين مالهمش أمان.. العسكر والإخوانquot;، quot;لا تلميذ مبارك، ولا للإستبينquot;، في إشارة إلى مرشحي الرئاسة أحمد شفيق ومحمد مرسي، quot;لا للفلول ولا للإخوانquot;، quot;لا دينية ولا عسكرية.. عاوزينها مدنيةquot;.
من قتل المتظاهرين؟
وقال محمد آدم، أحد المعتصمين، وعضو اتحاد اللجان الشعبية، لـquot;إيلافquot;، إنه سوف يستمر في الإعتصام إلى حين تحقيق أهداف الثورة كاملة، على رأسها إعادة محاكمة قتلة المتظاهرين من جديد ضمن محاكم ثورية، وليست محاكم عيّن مبارك قضاتها، وأصدر القوانين التي تحكم بها.
مشيراً إلى أن البراءة التي حصلت عليها غالبية الضباط وقيادات وزارة الداخلية الذين تورّطوا في عمليات القتل أثناء الثورة كانت متوقعة. وقال آدم إنه لم يبقَ سوى أن يعود جمال مبارك إلى الحياة السياسية، ويعلن عن ترشحه للإنتخابات الرئاسية، ويقول إنه سوف يعيد الثورة إلى الشباب، كما قال المرشح أحمد شفيق، لاسيما أنه لم يصدر ضده أي حكم قضائي يدينه في قضايا فساد أو قتل المتظاهرين. وتابع متسائلاً: إذا كان هؤلاء لم يقتلوا المتظاهرين أثناء الثورة، ولم يصدر مبارك أو العادلي أو قيادات الوزارة أوامر بالقتل، فمن قتلهم إذن؟ هل قتلوا أنفسهم؟.
خطأ ترك الميدان
من بين المعتصمين بعض أسر الشهداء، ومنهم صالح محمد رئيس إئتلاف أسر الشهداء، الذي قال لـquot;إيلافquot; إنه مستمر في الإعتصام في ميدان التحرير، حتى تعاد محاكمة القتلة من جديد، وبأدلة جدية.
مبارك لحظة النطق بالمؤبد ضده أمس |
وأضاف أن المصريين أخطأوا عندما تركوا الميدان في يوم 11 فبراير/ شباط 2011، عقب اسقاط الرئيس السابق حسني مبارك، فكان ينبغي الإستمرار في الثورة حتى إسقاط النظام كله، وإختيار مجلس لقيادة الثورة، وعدم تسليمها إلى المجلس العسكري. ورأى أن العسكر لم يحموا الثورة، بل هم من أتلفوا الأدلة القاطعة ضد تورّط مبارك والعادلي ورموز الداخلية في قتل المتظاهرين.
وتابع محمد، الذي فقد ابنه ذا العشر سنوات برصاصة في العنق أثناء الثورة، quot;كان يجب أن ندرك أن الثورة قامت ضد الشرطة وجمال مبارك وحاشيته، وهؤلاء جميعاً يملكون المال والنفوذ، ولديهم أتباع بالملايين، يقبضون منهم الأموال، وعلى استعداد لتدمير البلاد وإجهاض الثورةquot;.
الإخوان
رغم أن صالح محمد مصري ملتح ومحسوب على الإسلاميين، إلا أنه هاجم الإخوان والسلفيين بشدة، وقال إن هؤلاء شوّهوا الثورة، وإنحازوا للمجلس العسكري، رغم أنهم يعلمون أنه عدو الثورة، ويقود الثورة المضادة، وقال: أشعر الآن، كلما سرت في الشارع، بأن الناس تنظر إليّ كأنني quot;جربةquot; ـ أي مصاب بالجرب ـ الناس عندما ينظرون إلى لحيتي ينفرون مني، ويقولون إن الإسلاميين خربوا البلد بعد الثورة، وكل هذا من أفعال الإسلاميين السياسيينquot;.
وأضاف أن الجميع لم يفطن إلى أن المجلس العسكري عدو للثورة، وأنه quot;يصنع المناحرات بين الثوار والإسلاميين والليبراليين على طريقة quot;ضرب البيض ببعضهquot;، ويجلس هو ليتفرج على ما يحدث، وينفذ مخططاته لإعادة إنتاج النظام السابق في شخص محمد مرسي مرشح الإخوان أو أحمد شفيق، وكلاهما يخدمان مصالح المجلس العسكريquot;. ويدعو محمد إلى ضرورة استمرار الثورة إلى حين اسقاط النظام كاملاً، وإعادة محاكمة قتلة الثوار وفقاً للمحاكم الثورية، وليس أمام قضاء وقوانين صنعها مبارك.
التعليقات