البابا بنديكتوس السادس عشر يسعى الى الابتعاد عن فضيحة خادمه

زار البابا بنديكتوس السادس عشر مدينة ميلانو الايطالية بمناسبة عيد الأسرة وليبتعد عن أجواء الفضيحة التي أحاطت به في الفترة الأخيرة بعد تسريب خادمه باولو غابرييل العشرات من الخطابات المحرجة التي تدعي وجود فساد ومحسوبية في الكرسي الرسولي.


القاهرة : ربما سعى البابا بنديكتوس السادس عشر، بابا الفاتيكان، إلىالابتعاد عن أجواء الفضيحة التي غمرته على مدار الأيام القليلة الماضية، بعد تسريب خادمه الشخصي، باولو غابرييل، مجموعة من أسراره الخاصة، وذلك من خلال الزيارة التي قام بها مؤخراً إلى مدينة ميلانو الايطالية، بمناسبة عيد الأسرة، ومشاركته في الحفل الذي عُزِفَت خلاله السيمفونية التاسعة للموسيقار بيتهوفن في أوبرا لا سكالا.

وفي هذا الصدد، ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية أن رحلة البابا، 85 عاماً، المستمرة طوال 3 أيام، خارج أسوار الفاتيكان، جاءت لتريحه من تداعيات الفضيحة التي عرفت بـ quot;فاتيليكسquot;، والتي اعتقل فيها خادمه، بعد الاشتباه بكشفه عن العشرات من الخطابات المحرجة التي تدعي وجود فساد ومحسوبية في الكرسي الرسولي.

هذا ويعتقد أن غابرييل واحد من حوالى 20 شخصا مُبَلِّغا يسعون لإقالة الكاردينال سكرتير الدولة الايطالي، تارسيسيو بيرتوني، من منصبه، خاصة وأنه متهم بعدم الكفاءة والتستر على الفساد وحجزه المناصب المرموقة في الفاتيكان للأنصار والمؤيدين.

وقد حرص البابا على اصطحاب بيرتوني معه إلى ميلانو، مرسلاً بذلك إشارة واضحة إلى أنه يقف إلى جوار معاونه المخضرم، بيد أن التوترات لا تزال قائمة على هذا الصعيد. ونشرت يوم أمس الأحد صحيفة لا ريبوبليكا مراسلة تخص الفاتيكان تم تسريبها حديثاً عليها رسالة موجزة مجهولة المصدر تقول إن المبلغين لن يتوقفوا عموماً إلى أن يتم طرد بيرتوني ومعه السكرتير الشخصي للبابا جورج غانسفاين.

ومضت الصحيفة تقول إن غابرييل قضى أسبوعاً تحت الحراسة داخل quot;غرفة مُؤَمَّنةquot;، وأن التحقيق سيبدأ معه مطلع الأسبوع الجاري. وألمح محاموه أنه قد يذكر أسماء.

وأعقبت الغارديان في الإطار عينه بنقلها عن غيانلويغي نوزي، الصحافي الذي نشر الشهر الماضي الخطابات المسربة في كتاب ( صاحب القداسة ) الذي وصفه الفاتيكان بـ ( الإجرامي )، قوله:quot;الفاتيكان عبارة عن خلية مصالح، وجماعات مختلفة مثل جماعة أوبوس دي، ومقدار ضئيل من الشفافية، وهو ما يزيد من حدة التوترquot;.

ومضت الصحيفة تشير إلى ارتفاع حدة الأخطار ونقص الوقت، في الوقت الذي قد يكون فيه للجانب الفائز، القول الفصل في ما يتعلق بهوية الشخص الذي قد يحلّ محل البابا.

واتهمت الخطابات التي تم نشرها حتى الآن بيرتوني بأنه قام بنفي كاهن إلى الولايات المتحدة بعد كشفه وجود فساد في الفاتيكان وتلميحه إلى أن الكاردينال كان يقف وراء حملة إثارة شائعات عن أن رئيس تحرير إحدى الصحف مثلي الجنس.

وعاودت الغارديان لتنقل عن نوزي قوله: quot;كان يريد بيرتوني أن يبسط نفوذه لما هو أبعد من الفاتيكان وأن يحكم قبضته على ميلانوquot;. فيما لم يتم الانتباه بشكل كبير في غمرة الحديث عن إلقاء القبض على غابرييل إلى الإعلان عن إقالة رئيس بنك الفاتيكان، إيتوري غوتي تيديشي، من جانب مجلس إدارة البنك، وهي الخطوة التي نظر إليها كثيرون باعتبارها انتقاما من جانب بيرتوني نظراً لعصيانه. ومن ضمن الانتقادات الأخرى التي وجهت لبيرتوني هو أنه كان يحصل على امتياز السفر كثيراً إلى الخارج، وذلك في الوقت الذي كان يتعثر فيه الفاتيكان داخلياً من زلة إلى أخرى.

وتابعت الصحيفة بنقلها عن أحد المحللين المعنيين بشؤون الفاتيكان، بعد رفضه الكشف عن هويته، قوله: quot;لا أعتقد أن بيرتوني لص، لكنه غير مؤهل للمنصب الذي يشغلهquot;.

وفي غضون ذلك، نوهت الصحيفة بأن محققي الفاتيكان يتشاورون الآن في ما بينهم بشأن ما إن كانوا سيطلبون من القضاة أن يستدعوا نوزي لاستجوابه بعد رفضه الكشف عن أسماء مصادره. وتابعت بنقلها عنه قوله: quot;ما هي الجريمة التي اقترفتها ؟ فأنا لست مهتماً بالجهة التي أتت منها الخطابات، وإنما بالأخبار التي تحويهاquot;.

إلى ذلك، أشارت صحيفة التلغراف البريطانية إلى أن غابرييل، وهو الشخص الوحيد الذي اعتقل حتى الآن على خلفية واقعة التسريب، يقبع الآن في زنزانة تحتية مساحتها 12 قدما بـ 12 قدما، يفضل مسؤولو الفاتيكان أن يطلقوا عليها quot;غرفة مُؤَمَّنةquot;.

وأضافت الصحيفة أن غابرييل، الذي يخدم البابا منذ عام 2006 وسبق له أن خدم البابا يوحنا بولس الثاني، محتجز الآن داخل مقر قوات درك الفاتيكان، وهي قوة شرطة قوية قوامها 130 فرداً. ونوهت الصحيفة بأن الزنازين الموجودة هناك من بين الأقل استخداماً في العالم، وسبق أن شهدت بين الحين والآخر احتجاز بعض النشالين الذين سقطوا في ساحة القديس بطرس، لكنها امتلأت آخر مرة في العام 1971، حين اُتُهِم 4 من موظفي سنترال الفاتيكان بسرقة ميداليات بابوية من الشقق الباباوية.

وأوردت الصحيفة في هذا الصدد معلومات مفادها أن غابرييل، الذي يواجه تهمة quot;السرقة المشددةquot;، يقضي وقته في الصلاة وحضور القداس واستقبال زيارات من زوجته.