قدمت وكالة حكومية سرّية مسؤولة عن أقمار التجسس، اثنين من تلسكوبات الاستخبارات، بقوة وحجم مماثل لتلسكوب الفضاء quot;هابلquot;، لم يتم استخدامها من قبل وتخزن في روتشستر، نيويورك.


لميس فرحات: رأى المحللون أن عملية quot;نقل التكنولوجياquot; هذه، خطوة غير عادية من الاستخبارات العسكرية إلى وكالة الفضاء quot;المدنيةquot;. ومن المرجح أنها تهدف إلى إعطاء دفعة قوية لبرنامج ناسا quot;المضطربquot;، والذي يئن تحت وطأة الضغوط المتعلقة بميزانية تلسكوب quot;جيمس ويبquot; الفضائي، الذي لا يزال بحاجة إلى ما لا يقلّ عن ست سنوات لإطلاقه.

التلسكوبان بحاجة إلى الكثير من التعديلات قبل إطلاقهما في الفضاء

لكن صحيفة الـ quot;واشنطن بوستquot; رأت أن ما يمكن أن يكون هدية قد يصبح عبئاً، إذ إن quot;ناساquot; غير متأكدة من أنها يمكن أن تضع quot;ولو واحدا من التلسكوبين الجديدين في المدارquot;.

وعلى الرغم من أن التلسكوبين مجهزان بأحدث المواصفات، إلا أنهما بحاجة إلى الكثير من التعديلات قبل إطلاقهما في الفضاء. كما إن التلسكوبين غير مجهزين بالكاميرات، ويحتاجان برنامجًا علميًا، وموظفين، وتحليل البيانات ومساحات مكتبية. وسوف تبقى quot;الهديةquot; في المخازن إلى أن تدرس ناسا خياراتها.

وقال مدير وكالة ناسا الفيزياء الفلكية بول هيرتز: quot;إنه نبأ عظيم. إنها أجهزة جديدة وبقدرات مثيرة للإعجابquot;. لكن الإعلان عن حيازة الوكالة على التلسكوبين الاستخباريين أثار السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لم تعد وكالة الاستخبارات تريد أو تحتاج التلسكوبات؟ لكن المتحدثة باسم وكالة الاستخبارات، لوريتا ديسيو، قالت quot;هذه التلسكوبات لم تعد تمتلك ذكاء لتنفيذ مهمة جمع المعلوماتquot;، مؤكدة أن الأجهزة تمثل ترقية تكنولوجية لتلسكوب quot;هابلquot;.

وأضافت ديسيو: quot;تمت إزالة بعض المكونات قبل نقل التلسكوبات، لكن لا أستطيع أن أفصح عن طبيعتهاquot;. وتم رفع السرية عن التلسكوبات، على الرغم من أنها لا تزال حساسة بما فيه الكفاية، لأن وكالة الاستخبارات ووكالة ناسا رفضتا تصوير التلسكوبين. ففي عرض تقديمي للعلماء في واشنطن، أظهر آلان دريسلر، وهو عالم فلك في معهد كارنيغي للعلوم صورة واحدة من التلسكوبات، لكنها كانت مشوشة، وحجبت باللون الأسود - لأسباب أمنية وطنية ndash; فانفجر الجمهور في الضحك.

واعتبرت الـ quot;واشنطن بوستquot; أن هذا الإعلان المفاجئ كان بمثابة تذكير بأن وكالة ناسا ليست المشروع الفضائي الوحيد في الحكومة. ويعتقد المحللون أن الولايات المتحدة تنفق المزيد من الأموال على العمليات العسكرية والاستخبارية الفضائية، وبحجم أكبر مما تنفقه على جهود الفضاء المدنية.

الأجهزة تمثل ترقية تكنولوجية لتلسكوب quot;هابلquot;

وقال المسؤول في وكالة ناسا، مايكل مور: quot;هذان التلسكوبان بمثابة عيون في السماء، إذ يملكان قوة خارقة وقدرة على رؤية أصغر الأشياء على سطح الأرض ومن في الفضاء الخارجي. وأضاف: quot;تستطيع أن ترى عشرة سنتات على أعلى من نصب واشنطنquot;.

من جهته، قال ديفي سبيرغل، عالم الفيزياء الفلكية في جامعة برينستون، والرئيس المشارك للجنة الأكاديميات الوطنية للعلوم في علم الفلك والتلسكوبات إن quot;التلسكوبين يملكان ميزة تفتقدها التلسكوبات الفضائية المدنية، وهي مرآة متحركة ثانوية التي تجعلنا نحصل على مزيد من الصور المركزة والدقيقةquot;.

لكن الأزمة الحقيقية هي أن quot;ناسا لا تملك في ميزانيتها الحالية التمويل اللازم لتطوير مهمة تلسكوب الفضاء باستخدام هذه التلسكوبات الجديدةquot;، وفقاً لما قاله هيرتز، مدير الفيزياء الفلكية.

وأضاف: quot;باستخدام ميزانيات معقولة، العام 2024 سيكون أقرب موعد لإطلاق واحدة من التلسكوبين، إلا إذا تلقت وكالة تمويل إضافي من الكونغرسquot;، مشيراً إلى أن أي تواريخ في وقت سابق، مثل 2019 أو عام 2020 تبقى رهناً بالتمويل. وبما أن حديث هيرتز كان يتمحور حول واحد من التلسكوبات، يبدو أن الآخر سيبقى على الأرض أو في المخزن في المستقبل المنظور.