شهرزاد الجعفري مع والدها

لندن: دافعت مستشارة الرئيس السوري السابقة شهرزاد الجعفري عن علاقتها بالاعلامية باربرا ولترز بعدما كشفت صحيفة الديلي تلغراف أن نجمة التلفزيون الأميركي حاولت أن تستخدم نفوذها لمساعدة شهرزاد في حياتها المهنية.

واعترفت ولترز بحدوث تضارب في المصالح وأعربت عن quot;الأسفquot; لما قامت به بعدما أظهرت مراسلات الكترونية أنها وافقت على مساعدة شهرزاد الجعفري لايجاد عمل والحصول على مقعد في جامعة مرموقة.

ولكن يبدو ان شهرزاد البالغة من العمر 22 عاما فوجئت بالتقرير وقالت لصحيفة الديلي تلغراف من مقر والدها سفير سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري في نيويورك ان ولترز quot;صديقة العائلةquot; وأنها عرفتها منذ كانت في السادسة عشرة من العمر. واضافت عن التقرير quot;ان هذا كان كله ظلمًا في الحقيقةquot;.

وتبين رسائل البريد الالكتروني أن ولترز حاولت ان تساعد ابنة ممثل النظام السوري في الأمم المتحدة على تأمين مقعد دراسي في جامعة كولومبيا التي تعتبر من أرقى الجامعات الاميركية، والتدرب مع الاعلامي بيرس مورغان في برنامجه على شبكة سي ان ان. وقالت شهرزاد الجعفري إنها لا تريد التعليق على تقرير الديلي تلغراف ولكنها وافقت مع ذلك على الاجابة عن سلسلة من الأسئلة.

وقالت شهرزاد الجعفري إنها كانت quot;تعرف باربرا من السابقquot; وإن باربرا ولترز quot;تعرف العائلة منذ ست سنواتquot;. واشارت الى ان العروض التي قدمتها ولترز لم تثمر وانها لا تعلم ان ولترز بعثت برسالة على البريد الالكتروني الى بروفيسور في جامعة كولومبيا من اجل التوسط لقبولها. وتابعت شهرزاد الجعفري أنها لا تعرف لماذا أبدت ولترز أسفها لتقديم المعونة.

وكانت شهرزاد تخاطب ولترز في مراسلاتهما الالكترونية بوصفها quot;امي بالتبنيquot;. وفي المقابل كانت ولترز تسميها quot;ابنتي العزيزةquot; واحيانا توقع رسائلها بعبارة quot;معانقات، باربراquot;.

ويُعتقد ان شهرزاد الجعفري عملت اربعة اشهر متدربة بلا راتب في بعثة النظام السوري في الأمم المتحدة. وأصبحت مستشارة قريبة من الرئيس السوري بشار الأسد وكانت بجانبه عندما صعدت قواته حملة القتل والتنكيل التي اوقعت أكثر من 13500 قتيل منذ آذار/مارس 2011.

وكانت شهرزاد تتصل برئيسها عدة مرات في اليوم وتسميه احيانا quot;الشاب الأنيقquot; بانكليزيتها الاميركية المكتسبة، وكانت احيانا المسؤول الوحيد الحاضر في الغرفة معه أثناء المقابلات مع صحافيين غربيين.

وتبادلت شهرزاد الجعفري رسائل الكترونية مع ولترز بشأن مشروع مقابلة مع الأسد اواخر العام الماضي، وأخذت على عاتقها ترتيب المقابلة التي أجرتها ولترز معه في كانون الأول/ديسمبر الماضي.

باربرا ولترز تعتذر لاستخدام نفوذها في مساعدة مستشارة الأسد

وبعد المقابلة التي نالت تغطية إعلامية واسعة ظلت شهرزاد الجعفري على اتصال مع باربرا ولترز والتقيا على الغداء في فندق مارك في مانهاتن اواخر كانون الثاني/يناير هذا العام. وبعد ذلك بفترة قصيرة كتبت ولترز رسالة الكترونية الى الشابة السورية تقول فيها إنها راسلت بيرس مورغان ومنتج برنامجه قائلة له quot;كم انتِ رائعة وارفقت بها نبذة عن حياتِكquot;.

كما سألت شهرزاد إن كانت ما زالت تعتزم التقدم للدراسة في جامعة كولومبيا وعرضت مساعدتها في ذلك ايضا. وبعد اسبوع، بعثت ولترز برسالة الكترونية الى ريتشارد وولد الاستاذ في كلية الصحافة في جامعة كولومبيا ووالد جونثان وولد مخرج برنامج مورغان على شبكة سي ان ان.

وقالت ولترز في وصف شهرزاد انها quot;لماحة، جميلة وتتكلم خمس لغاتquot; وسألت إن كان هناك ما يمكن ان تفعله لمساعدتها. ورد البروفيسور وولد انه سيطلب من مكتب القبول في الجامعة ان يوليها quot;اهتماما خاصاquot;. ولكن شهرزاد لم تحصل في النهاية على مقعد في الجامعة ولا تدربت مع مورغان في سي ان ان.

في غضون ذلك، كشفت صحيفة الديلي تلغراف ان مقر اقامة بشار الجعفري والد شهرزاد منزل فاخر ذو 12 غرفة في نيويورك باعه الى النظام السوري الرئيس الأميركي السابق ريتشارد نكسون ويساوي اليوم ملايين الدولارات. وكان الجعفري اطلق تصريحات متكررة بأن حكومته ليست هي المسؤولة عن سفك الدماء في سوريا. وتعيش ابنته شهرزاد معه في منزل نكسون السابق.

وكان نكسون ابتاع المبنى مقابل 750 الف دولار في عام 1979، بعد خمس سنوات على تنحيه إثر فضيحة ووترغيت. وباع نكسون المنزل الى سفير سوريا وقتذاك في عام 1981 مقابل 2.6 مليون دولار، أو ما يزيد على ثلاثة أضعاف السعر الذي دفعه حين اشتراه. وبقي المبنى ملك الحكومة السورية منذ ذلك الحين وهو مسجل باسم البعثة السورية الدائمة.

وتبلغ مساحة المبنى ذي الطوابق الأربعة 5000 قدم مربع بحديقة وشرفة على السطح وغرفة طعام واسعة مزينة اليوم بأعمال فنية وملصقات سورية. ويُقدر أن سعر المنزل الذي بني في عام 1899 يبلغ الآن 5.5 ملايين دولار.