يهود تونس يطالبون بمعاملتهم كبقية التونسيين

عبّر زعيم الطائفة اليهودية في تونس بيريز الطرابلسي، عن ارتياح اليهود التونسيين لوضعهم بعد الثورة، مؤكدًا أنهم في وضع أفضل quot;وضعنا في تونس بعد الثورة أحسن بكثير مما كنا عليه قبل الثورةquot;. وأضاف أنهم quot;لا يطالبون بحقوق متمايزة عن حقوق التونسيين جميعًاquot;.


تونس: تحدث زعيم الطائفة اليهودية في تونس بيريز الطرابلسي عن وضع اليهود التونسيين الجيد بعد الثورة، وأشار الى اهتمامه بالسياسة قائلاً: quot;سأنضم إلى أحد أحزاب الترويكا فرع جربة quot;.

وتكلم عن تجريم التطبيع مع إسرائيل والخدمة العسكرية لليهودي التونسي، وعن إدراج اللغة العبرية في البرامج الدراسية وزيارة كنيس الغريبة وغيرها من المواضيع.

استدعت quot;لجنة السلطة التشريعية والتنفيذية والعلاقة بينهماquot; في الأيام الأخيرة ممثلين عن الطائفتين اليهودية والمسيحية لطرح مشاغلهما من أجل تضمين حقوقهما في الدستور الجديد. فما هي حقوق الطائفة اليهودية التي تطالب بأن تكون دستورية؟

لقد استقبلت اللجنة الحاخام حاييم بيتان ولكن لا علم لي بالمواضيع التي تم التحاور حولها، ولا الحقوق التي طالب بها. أما بالنسبة لنا كطائفة يهودية، فلا نطالب بأي شيء مختلف عن بقية التونسيين، فنحن مواطنون تونسيون وبالتالي لا نريد إلا معاملتنا تمامًا كبقية التونسيين، وهو ما نتمتع به الآن بعد الثورة، فنحن لنا ديننا اليهودي وبقية التونسيين يحترموننا كما نحن نحترم الدين الإسلامي وجميع المسلمين، ومن الطبيعي أن نصلي كما يفعل المسلمون الذين يقومون بممارسة مختلف عباداتهم.

هناك مقترح على مستوى المجلس الوطني التأسيسي يقوم على تخصيص مقعد للطائفة اليهودية في البرلمان التونسي حتى يكون قادرًا على تبليغ مشاكل اليهود التونسيين. فما رأيكم بهذا الطرح ؟

نحن لا نطالب بذلك ولكن إذا تم إقرار هذا المقترح فسنتعامل معه وننتخب ممثلاً للطائفة اليهودية.

هناك من ينادي من داخل المجلس الوطني التأسيسي بضرورة النص على الديانة الإسلامية لرئيس الجمهورية التونسية. فما رأيكم كطائفة يهودية ؟

نحن لا نرى مانعًا في ذلك، فالمهم هو احترام حقوق الطائفة اليهودية، لأننا مواطنون تونسيون وتونس بلدنا ومن غير المعقول أن يكون رئيس الجمهورية فيها يهوديًا، فنحن أقلية ولا نجد بيننا يهوديًا قادرًا على أن يكون رئيسًا لتونس.

زاركم أخيرًا الرئيس التونسي الجديد الدكتور المنصف المرزوقي. فما هي الإنطباعات التي تركتها الزيارة في صفوف الطائفة اليهودية ؟

لقد مثلت زيارة السيد رئيس الجمهورية بمناسبة إحياء ذكرى عيد الفصح حدثًا مهمًا وتعبيرًا صادقًا على أننا فعلا مواطنون تونسيون، وأنّ الثورة التونسية لم تغيّر شيئًا من احترام التونسي المسلم للتونسي اليهودي، بل على العكس فقد أصبح اهتمام الحكومة بنا كبيرًا .

هل لديكم اهتمام بالسياسة ؟

نعم أنا شخصيًا سأنضم إلى أحد الأحزاب فرع جربة، ولكن المشكلة هي أنّ اليهود يمثلون أقلية في جربة كما أنّ ابني ينتمي إلى أحد الأحزاب الفرنسية.

ولماذا لا تؤسسون حزبًا سياسيًا ؟

المشكلة كما قلت، هي في عدد الطائفة اليهودية في جزيرة جربة والذي لا يتجاوز 1200 يهودي، وبالتالي علينا أن نختار أحد الأحزاب التونسية للإنخراط في صفوفه، وقد اخترنا حزب حركة النهضة.

لماذا لا يقوم اليهودي التونسي بأداء الواجب العسكري مثل غيره من التونسيين المسلمين ؟

نحن لسنا ضد التواجد في الجيش التونسي ولكن السبب يعود إلى أنّ اليهودي يختلف عن المسلم من ناحية الدين والعطل الدينية، وكذلك المأكل فهناك ما هو محرم على المسلم ولكنه حلال على اليهودي.

الغالبية العظمى من التونسيين يؤيدون نصّ تجريم التطبيع مع إسرائيل وتضمين ذلك في الدستور الجديد. فما هي رؤيتكم لهذه المسألة ؟

لا علاقة ليهود تونس بإسرائيل، فتونس هي بلدنا وسنبقى فيها حتى نموت، وبالتالي فنحن كتونسيين ليس لنا رأي خاص حول النص على مسألة التطبيع مع إسرائيل، والقرار الذي يتخذه المجلس الوطني التأسيسي سنوافق عليه ونحترمه.

هل تطالبون بإدراج لغتكم العبرية ضمن المناهج التربوية ؟

قد يكون ذلك ممكنًا ولكن عدد اليهود القليل جدًا، قد يدفعنا الى عدم القيام بذلك.

وكم يبلغ عدد الطائفة اليهودية في تونس وأين تتواجد ؟

الطائفة اليهودية صغيرة في تونس وهي لا تتجاوز 1650 نفرًا منهم 1200 يهودي في جربة و 200 يهودي في جرجيس و 250 يهودياً في تونس العاصمة .

وما وهي وضعية الطائفة اليهودية في تونس بعد الثورة ؟

وضعنا في تونس بعد الثورة أحسن بكثير مما كنا عليه قبلها، ففي ظل النظام السابق لم نكن نعرف شيئًا مما يحصل في البلاد ولا يعرف بقية التونسيين عنا شيئًا وقد كنا نعمل ونأكل ونشرب ولا دراية لنا بالشأن العام، أما اليوم وبعد الثورة، فقد فتح المجال أمام اليهود للتعبير عن مشاغلهم، وتمت استضافتهم في وسائل الإعلام، فشعرنا فعلا أننا مواطنون تونسيون لا فرق بيننا وبقية التونسيين المسلمين، وحتى زيارة الغريبة أخيرًا تم تصويرها والتكلم عنها في الإعلام. من جهة ثانية، كان أعوان الأمن يقومون بحراستنا قبل الثورة، ولكن اليوم ورغم غياب الحراسة فلا أحد اعتدى علينا بل أنّ الإحترام هو الذي يميز علاقتنا ببقية التونسيين ونحن مرتاحون تمامًا ولا نشعر بأي قلق.

وماذا عن زيارة اليهود لكنيس الغريبة منذ شهر تقريبًا ؟

لقد أصرينا هذا العام على قيام اليهود من كل مكان، بزيارة كنيس الغريبة، لنبيّن أنّ تونس بلد آمن ويعيش فيه الجميع دون تفرقة، وفي كنف الإحترام والتعايش السلمي وحتى نعطي صورة جيدة للبلدان الغربية كي يقبل السيّاح على تونس ويعود الوضع كما كان وأفضل، وفي العام الحالي، ومنذ شهر تقريبا زار كنيس الغريبة نحو 1500 يهودي وقد حضر للمرة الأولى بعض الإعلاميين التونسيين الذين صوروا وتحادثوا مع الزائرين اليهود، وقد أثار ذلك فرحنا، ونحن متأكدون أنّه في موسم الحجّ القادم في السنة القادمة، سيتوافد اليهود بأعداد كبيرة تصل إلى خمسة آلاف يهودي، لأن تونس تغيّرت كثيرًا نحو الأفضل على مستوى الحريات والديمقراطية .

اليهود في تونس معروفون بالتجارة ولكنهم قليلون. كيف يساهمون في تنمية الإقتصاد الوطني ؟

اليهود معروفون بالعمل في التجارة ومنذ عشرين سنة تقريبًا كانوا يسيطرون على قطاع المواد الغذائية، وعمومًا، فهم، و رغم عددهم القليل يساهمون فعليًا في تنمية الإقتصاد الوطني.