التظاهرات تطالب برحيل العسكر

أصدر المجلس العسكري في مصر بيانا يوم الجمعة، حذر فيه من المساس بالمؤسسات العامة والخاصة، مؤكداً أن استباق النتائج الرسمية للإنتخابات الرئاسية ساهم في حالة الإنقسام والإرتباك الحالية، في وقت تشتعل التظاهرات ضده مطالبة برحيله.


صبري عبد الحفيظ حسنين: فيما تشتعل التظاهرات ضده، مطالبة برحيله وتسليم السلطة للرئيس المنتخب، والرجوع عن قرار حلّ البرلمان، والإعلان الدستوري المكمل، أصدر المجلس العسكري بياناً اليوم الجمعة 22 حزيران (يونيو)، حذر فيه من المساس بالمؤسسات العامة والخاصة، مؤكداً أن استباق النتائج الرسمية للإنتخابات الرئاسية بإعلان فوز أحد المرشحين ساهم في حالة الإنقسام والإرتباك الحالية، في إشارة إلى إعلان المرشح الإخواني محمد مرسي فوزه بالإنتخابات الرئاسية فجر الإثنين 18 حزيران (يونيو)، رغم عدم اكتمال أعمال فرز لجان الإقتراع، ولفت المجلس العسكري إلى أن الإعلان الدستوري المكمل الذي أًصدره، واستأثر فيه لنفسه بالسلطات الفعلية في البلاد، مقابل تقليص صلاحيات رئيس الجمهورية إلى أقصى حد، جاء quot;لضرورة فرضتها الظروف الحاليةquot;، وquot;حفاظاً على الأمن القومي المصريquot;.

تمهيد لإعلان فوز شفيق

وفي المقابل، تعرض المجلس العسكري للكثير من الإنتقادات بسبب هذا البيان، من جانب القوى الثورية، التي اعتبرت أنه لا يخلو من التهديدات المعتادة من العسكر، إضافة إلى أنه يعتبر تمهيداً لإعلان فوز الفريق أحمد شفيق بالرئاسة، وقال المهندس أحمد ماهر مؤسس حركة 6 أبريل، هذا البيان يحمل تهديدات صريحة للقوى الثورية، مشيراً إلى أن المجلس العسكري يحاول التمهيد لفكرة فرض شفيق بالقوة عن طريق اللجنة العليا للانتخابات المحصنة من الطعن بقراراتها.

وأضاف ماهر أن تهديد المجلس العسكري غير مقبول، وأن الإعلان الدستوري الذي أصدره المجلس العسكري غير مقبول ولن يتم الاعتراف به، معلناً أن حركة 6 أبريل ستستكمل كل مساعيها وضغوطها بمشاركة كل القوى السياسية من أجل إسقاطه. وحذر ماهر من أن أي محاولة لفرض شفيق كرئيس للجمهورية أو أي محاولة للمساس بجماهير الثورة، معناها إدخال البلد في نفق مظلم وإدخال مصر في فوضى بصورة متعمدة، ودعا ماهر المجلس العسكري إلى التوقف فورا عن كل محاولاته للسيطرة على السلطة والرحيل إلى ثكناته في أسرع وقت ممكن إحتراماً للإرادة الشعبية والشرعية الثورية.

يسقط حكم العسكر

وفي ميدان التحرير، هتف المتظاهرون عقب البيان: quot;يسقط يسقط حكم العسكرquot;، quot;قول متخفش المجلس لازم يمشيquot;، quot;بالطول بالعرض هنجيب شفيق الأرضquot;، quot;المشير باطلquot;، quot;الإعلان الدستوري المكمل.. باطلquot;، quot;حل مجلس الشعب.. باطلquot;، quot;إرحلquot;، quot;السلطة لازم تتسلمquot;، quot;يا مشير قول لعنان.. الثورة لسه في الميدانquot;، quot;لا دستور ولا إعلان.. الثورة لسه فى الميدانquot; quot;يا مشير قول الحق.. مرسي رئيسك ولا لاquot;.

تهديدات للشعب

العسكري حذر من المساس بالمؤسسات العامة والخاصة

وقال إسلام حاتم عضو جماعة الإخوان، المعتصمين في ميدان التحرير منذ الثلاثاء الماضي، إن بيان المجلس العسكري كان من المفترض أن يتحلى بضبط النفس، وألا يتضمن تهديدات للشعب المصري، وأوضح حاتم لـquot;إيلافquot; أن البيان يحاول أن يسلب المصريين أهم إنجازات ثورتهم، ألا وهو الإحتجاج السلمي في الميادين العامة، وأضاف أن هذا البيان يؤكد أن العسكر هم تلاميذ مبارك، وأنهم ورثوا عنه العناد إلى أقصى درجة، مشيراً إلى أن عليهم أن يتذكروا أن العناد أمام الشعب هو ما أوصل مبارك إلى ما هو عليه الآن، داعياً إياهم إلى النزول عند إرادته، وسحب الإعلان الدستوري المكمل، وعدم تزوير إنتخابات الرئاسة، حفاظاً على مصلحة البلاد العليا، إذا كانوا حقاً يريدون الحفاظ عليها.

لا نخاف الدبابة

فيما يرى الناشط الحقوقي جمال عيد، مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان أن quot;العسكر يحكمون الوطن رغما عنهquot;، وأضاف في رسالة له عبر صفحته على موقع تويتر: quot;نحن نرفض إعلانكم وحكمكم، ولا شرعية لكم، ولن نخاف الدبابة.quot; وتابع: quot;التحرير اليوم لمصر، وليس للإخوان، والإعلان العسكري الظالم يطال الجميع، فلا تصدق دعاة التفرقة، إخوانا، يسارا، قوميا، ليبراليا سلفيا ضد الإعلان.quot; وواصل: quot;أشعر أن التلفزيون يدار الآن عبر وزارة الإرشاد القومي لمجلس قيادة يوليو، لكنه كان صاحب حركة التغيير، ومجلس هذه الأيام لا شرعية لهquot;.

رسالة للإخوان

فيما وصف عصام الشريف المنسق العام لحركة الجبهة الحرة للتغيير السلمي البيان بأنه رسالة موجهة لجماعة الإخوان المسلمين، وقال لـquot;إيلافquot; إن البيان يحمل رسالة تهديدية وتحذرية للجماعة، لاسيما في ظل إعلان بعض قادتها اللجوء إلى العنف في حالة تزوير الإنتخابات لصالح الفريق أحمد شفيق، ولفت الشريف إلى أن المجلس العسكري يقول للإخوان: أنتم أخطأتم بالإعلان عن فوز مرسي بالإنتخابات الرئاسية مبكراً، وعليكم أن تتحملوا النتائج إذا حدث عنف أو تخريب، إذا ما جاءت النتائج عكس ما تتمنونquot;، مشيراً إلى أن المجلس العسكري وجماعة الإخوان المسلمين يتحملون المسؤولية كاملة عن إدخال البلاد في نفق مظلم، ومحاولة القضاء على الثورة وإعادة إنتاج النظام السابق إما بالدكتور محمد مرسي مرشح الإخوان أو بالفريق أحمد شفيق مرشح العسكر، ولفت الشريف إلى أن كليهما يمثل النظام السابق، وأشار الشريف إلى أن الطرفين ـ العسكر والإخوان ـ أدخلا مصر في نفق مظلم، وحاولا إجهاض الثورة، وإبقاءها عند الحد الذي وصلت إليه ، أي الإطاحة برأس النظام والحفاظ على باقي أركانه كما هي ثابتة من دون أي تغيير.

إنقاذ مصر

وقال إن تدخل الولايات المتحدة الأميركية عبر وزيرة خارجيتها للضغط على المجلس العسكري من أجل إعلان النتائج لصالح أحد المرشحين مؤشر خطير، على أن صناعة القرار تتم في الخارج، وعبر تفاهمات مع الداخل، داعياً إلى الإفصاح عن طبيعة الإتصالات التي جرت مع أميركا مع أي من المرشحين وما التنازلات التي قدمت إلى أميركا من أجل دعمه، معتبراً أن ما يحدث يمس السيادة المصرية.
كما دعا الشريف عقلاء الأمة إلى التدخل من أجل إنقاذ مصر من العسكر والإخوان، وأعلن الشريف أن الحركة تدرس التحول إلى حزب سياسي بهدف لم شمل القوى الثورية وشبابها، من أجل إعادة صياغة المشهد السياسي وتحقيق توازن بين العسكر والإخوان، والمنافسة على الإنتخابات البرلمانية المقبلة والمحليات.