حبس المصريون أنفاسهم الأخيرة قبل أن تعلن لجنة الإنتخابات فوز مرشح الأخوان المسلمين، محمد مرسي، رئيسًا لمصر في جولة الإعادة بنسبة 51.7 % على منافسه الفريق أحمد شفيق بنسبة 48.3% الذي كان رئيسًا لآخر حكومات النظام السابق.


القاهرة: بعد عدَّة تأجيلات أعلنت اللجنة العليا للإنتخابات المصريَّة والمتمثِّلة بالمستشار فاروق سلطان، محمد مرسي، مرشح الأخوان المسلمين أوَّل رئيس لجمهوريَّة مصر العربيَّة بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير بنسبة 51.7%، بعد أن تفوَّق على منافسه، أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء في عهد نظامحسني مبارك، الذي حصد نسبة 48.3% من أصوات الناخبين.

وكشفت اللجنة عن تلقيها 456 طعنًا من المرشّحين، واستمعت إلى دفاع الطاعنين على مدة خمس ساعات، وانكبت على الفحص لأيَّامٍ عدَّةٍ، وطلبت أوراق اللجان وأعادت الفرز في وقت آخر، وانتهت إلى تعديل نتائج لجان بعينها من دون أن تؤثِّر هذه الطعون على النتيجة الإجماليَّة بشكلٍ كبيرٍ.

إلى ذلك، سادت حالة من الإحتقان في الشَّارع المصري قبيل إعلان النتيجة خصوصًا بعد نسب كل حملة الفوز لمرشحها، حيث تجمَّع أنصار الأخوان المسلمين وأنصار التَّحركات الثَّوريَّة في ميدان التَّحرير، فيما تجمّع أنصار شفيق والمجلس العسكري في مدينة نصر، ما شكَّل حالةً من القلق لدى المجلس العسكري والكوادر الأمنيَّة الَّتي استبقت النتائج الإنتخابيَّة ببيانات تحذر من العبث بأمن واستقرار البلاد، خصوصًا بعد أن أكَّدت جهات سياديَّة عليا احتمال تدهور الأوضاع في مصر إذا جرى إعلان فوز شفيق بخلاف ما أشارت إليه النتائج.

ويخلف مرسي حسني مبارك، ليكون أوَّل رئيس مدني للبلاد منذ الإطاحة بالنظام الملكي في ثورة 23 يوليو/تموز 1952، إذ تعاقب منذ ذلك التَّاريخ على قيادة البلاد رؤساء منحدرون من المؤسَّسة العسكريَّة.

وبعد ثورة 25 يناير الأخيرة، يتفق المحلِّلون على أنَّ أرض الفراعنة تحتاج في أوَّل تحول ديمقراطي لها إلى رئيس ذي مواصفات خاصَّة، فهي لم تعد بحاجةٍ إلى الزعيم الملهم أو الرَّئيس المؤمن أو بطل الحرب والسلم، وهناك أسئلة تطرح حول جدارة الأخوان المسلمين بالثقة الَّتي منحهم إيَّاها الشَّعب المصري في ظلِّ التَّحديات الَّتي يواجههاوالأمال الأكبر المعقودة على الجماعة.

للمزيد من التَّفاصيل تابعونا في هذا التَّقرير المصوَّر: