فتح مؤيدون للجيش السوري الحر مكتب اتصالات في واشنطن يقوم بدور اللوبي، في وقت تناقش إدارة اوباما تسليح المعارضة السورية عن بعد أو التدخل بصورة مباشرة في النزاع السوري.


واشنطن: قالت المنظمة التي أطلقت المبادرة باسم quot;مجموعة دعم سورياquot; انها ستعمل على نيل الدعم من الكونغرس والبيت الأبيض والأجهزة الفيدرالية ذات العلاقة لإيصال السلاح وغيره من المعدات العسكرية الى الجيش السوري الحر في معركته ضد نظام الرئيس بشار الأسد.

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن لؤي سقا وهو مواطن كندي ـ سوري شارك في إنشاء مجموعة الدعم ان عملها quot;يركز على قدرات الجيش السوري الحر لإسقاط الأسد بمفرده إذا جرى مدّه بالمعدات والمعلومات المناسبةquot;.

وكانت ادارة اوباما استبعدت مدّ المعارضة بأسلحة اميركية ولكن وكالة المخابرات المركزية ووزارة الخارجية كثفتا اتصالاتهما بالجيش السوري الحر عن طريق قواعده في بلدان مثل تركيا ولبنان.

وتهدف الاتصالات بالدرجة الرئيسة الى تقييم امكانات الجيش السوري الحر، ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين اميركيين ان وكالة المخابرات المركزية ساعدت ايضا في ايجاد طرق لوجستية وتدريب افراد الجيش السوري الحر في مجال الاتصالات.

سوريون في أميركا يحاولون كسب دعم استخباراتي وعسكري للجيش الحرّ

وقال مسؤولون ومحللون اميركيون في تقييمات جديدة ان قدرات الجيش السوري الحر شهدت تطورا في الأشهر الأخيرة ولكنه يبقى سيئ التنظيم.

واشار محللون الى ان نضوب الموارد المالية المتاحة للرئيس السوري وتنامي قوة الجيش السوري الحر يقللان احتمالات تمكن نظامه من استعادة السيطرة الكاملة على الوضع في أي وقت لاحق.

وقال جوزيف هاليداي الخبير في الشؤون السورية في معهد دراسة الحرب quot;ان النزاع في سوريا يقترب من نقطة حرجة تسيطر فيها المعارضة المسلحة على اراضي أوسع من تلك التي يسيطر عليها النظامquot;.

ولكن مسؤولين استخباراتيين اميركيين قالوا ان من المرجح ان يستمر النزاع فترة مديدة فيما يقاتل النظام والمعارضة من اجل انتصار احدهما على الآخر دون ان يلوح حل في الأفق المنظور.

وقال مسؤول استخباراتي اميركي رفيع quot;لا يبدو لنا ان أياً من الطرفين في هذه المرحلة في موقع يحقق له الهيمنة أو الانتصار على المدى القريبquot;.

واشار المسؤولون الاستخباراتيون الاميركيون الى ان نظام الرئيس بشار الأسد ومقاتلي المعارضة تبادلا تفوق احدهما على الآخر مرات متكررة خلال الأشهر الستة الماضية.

ويرى محللون ان ما يُسهم في حالة التعادل دون حسم طبيعة قوى المعارضة المشتتة، ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤول استخباراتي اميركي رفيع ان المجلس الوطني السوري لم يصبح حتى الآن قوة توحيد لفصائل المعارضة في الداخل، واضاف المسؤول quot;ليس هناك ما يشير الى انه الآن معارضة مسلحة متماسكةquot;.

في غضون ذلك ما زالت الانشقاقات في صفوف الجيش السوري تقتصر على المراتب الدنيا في الغالب حيث لم ينتقل الى صفوف المعارضة إلا عدد صغير من الضباط، بحسب مسؤولين استخباراتيين اميركيين.

ونقلت صحيفة ووول ستريت جورنال عن احد المسؤولين وصفه الانشقاقات بأنها quot;تحدث بالقطّارةquot;، ولاحظ المسؤولون ان حلقة الأسد الداخلية ما زالت سليمة من حيث الأساس وان اوساط الأعمال السنية لم تنفض يدها من النظام حتى الآن.

وقال محللون عسكريون وخبراء ان الأسد ما زال يسيطر على المدن الرئيسة مثل دمشق وحلب واللاذقية، واشار خبراء الى ان حمص، ثالث أكبر المدن السورية، تخضع لسيطرة النظام ولكن الثوار ينازعونه هذه السيطرة وان مناطق واسعة من سوريا، لا سيما في محافظة ادلب في الشمال ومحافظة درعا في الجنوب، تقع الآن خارج سيطرة النظام.

ويستمر البيت الأبيض في التعامل بحذر مع الجيش السوري الحر للاشتباه بوجود ارتباطات مع متطرفين اسلاميين، وما زالت ادارة اوباما تخشى من ان يؤدي مد المعارضة بأسلحة اميركية الى تفاقم انعدام الاستقرار.

وفي واشنطن من المتوقع ان تبقى اتصالات الادارة الرسمية مع مجموعة دعم سوريا على مستويات متدنية، ولكن من المرجح ان يسهم وجود المجموعة في تعريف اعضاء الكونغرس والرأي العام الاميركي بالثوار على نحو أفضل.

وقال سقا انه ومغتربين سوريين آخرين كانوا في البداية يدعمون الانتقال السياسي السلمي. ولكن موقفه تغير في نيسان/ابريل 2011 بعد اتهام قوات النظام بقتل مئات خلال احتجاج سلمي في حمص ، في ما اصبح معروفا بمجزرة برج الساعة.

ومنذ ذلك الحين يعمل سقا مع مغتربين وضباط سوريين متقاعدين ومستشارين غربيين لتسليح الجيش السوري الحر وتنظيمه. كما حاولوا طمأنة المخاوف الاميركية. ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن سقا ان مجموعة دعم سوريا ركزت على إبعاد المتطرفين الاسلاميين من صفوف الجيش السوري الحر.

وقام سقا ومدير العلاقات الرسمية في مجموعة دعم سوريا براين سايرز بجولة في واشنطن خلال الأيام الأخيرة للقاء موظفين في الكونغرس ومؤسسات ابحاث تعمل في العاصمة الاميركية.

وقال سايرز وهو مسؤول سياسي سابق في منظمة حلف شمالي الأطلسي ان مجموعة دعم سوريا تبحث عن راع في الكونغرس من وزن عضو الكونغرس الراحل تشارلي ولسن من تكساس الذي تصدر الحملة من اجل تسليح المجاهدين الافغان ضد الاتحاد السوفيتي في الثمانينات.

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن سايرز quot;ان هناك فرصة متاحة وما نفعله الآن سيؤثر في المنطقة خلال العشرين الى ثلاثين سنة القادمةquot;.