شنّت قيادات ناصرية في إشارة إلى أنصار الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر هجوماً حادًا على الدكتور محمد مرسي عقب تنديده بفترة الستينات، واعتبارهامن أكثر الفترات ظلما، وتعذيبا للإخوان، وسلبًا لحريات الشعب، واعتبر أعضاء الحزب الناصري تصريحات مرسيإعلانابأنه جاء لتصفية الحسابات مع الناصريين وكل من شارك في تعذيب الإخوان، كما اعتبر البعض الآخر أن الرئيس لا يمثل كل المصريين، كما ادعى ذلك.


محمد مرسي

قال أحمد حسن، الأمين العام للحزب الناصري السابق، لـquot;إيلافquot; إن الرئيس محمد مرسي جانبه الصواب الكبير عند الحديث عن فترة الستينات، حيث إنه حصرها فقط في مسألة تعرض الإخوان للظلم من جانب نظام عبد الناصر، فقد تحدث عن قيام ثورة يناير من أجل التخلص من 60 عامًا من الظلم للإخوان، فالرئيس لم يتعامل بعد على أنه رئيس كل المصريين فما زال الفكر والعقيدة الإخوانية مسيطرين عليه.

وقال إن الرئيس محمد مرسي تناسى عن قصد أن صور الزعيم جمال عبد الناصر رفعت منذ اليوم الأول لثورة يناير، وما زالت حتى الآن في ميدان التحرير، وهناك البعض من الإخوان كانوا حاملين صورة عبد الناصر؛ لكونها كانت مصدر الإلهام والتشجيع على المطالبة بإسقاط النظام.

وقال إن الرئيس محمد مرسي يهاجم فترة حكم عبد الناصر، وفي الوقت نفسه نجده يستوحي أسلوبه عند مخاطبة الشعب، فنجد خطاب الدكتور مرسي في التحرير نموذجًا لخطابات عبد الناصر، وكانت سبباً في تجمع الشعب حوله، بدليل أن البعض أطلقوا على الدكتور مرسي لقب الزعيم كما كان يطلق على الراحل جمال عبد الناصر.

وقال الدكتور فاروق العشري القيادي في الحزب العربي الناصري لـquot;إيلافquot; إن تصريحات الرئيس محمد مرسي خيّبت توقعاتنا جميعاً، وكنا نحسبهجاء لتمثيل الشعب جميعا دون تمييز، ولكن من الواضح أن لغة تصفية الحسابات تعلو فوق مصالح الوطن.

وقال إن الرئيس مرسيبتصريحاته قد أهان فترة عظيمة من تاريخ مصر، وهو الآن يعمل على إعادتها مرة أخرى عن طريق وجود عدالة اجتماعية، والمساواة بين جموع الشعب دون تمييز، والحفاظ على حقوق العمال والفلاحين، ففترة عبد الناصر شهدت عودة حقيقية لكرامة المصري في الداخل والخارج ، ووحدة الصف العربي والأفريقي، وهي الأمور التي لن يستطيع تكرارها الرئيس المنتخب محمد مرسي.

مشيرا إلى أن الإخوان هم من طمعوا في السلطة بعد ثورة 52، وخانوا عبد الناصر بحثا عن مصالحهم، وكان من الطبيعي حماية البلاد، وكشف مخططهم وعزلهم عن الثورة، ولم يعمل عبد الناصر على تعذيب الإخوان حتى يؤكد مرسي في خطابه في التحرير أكثر من مرة على ظلم وجبروت حقبة حكم عبد الناصر في حين لم يذكر شيئا عن الفساد في حكم نظام مبارك، وهذا دليل على كون الجماعة من أكثر من استفادوا من هذا النظام الفاسد.

كما أعلن الدكتور محمد أبو العلا، القيادي الناصري عن الدعوة إلى اجتماع عاجل للهيئة العليا للحزب العربي الناصري؛ لبحث كيفية الرد على إهانة الرئيس محمد مرسي للناصريين، حيث إنه لا يجوز الصمت عن تلك السقطة من جانب الرئيس، وإعلانه في خطاباته المتكررة فتحه صفحة جديدة مع جميع التيارات السياسية، ولكن تصريحاته هذه كشفت عن مخطط الإخوان؛ لتصفية الحسابات مع خصوم الإخوان.

وقال إن عبد الناصر أول من احتوى الإخوان واعترف بهم وأعطى لهم حق المشاركة السياسية، ولكنهم كعادتهم دائما يبحثون عن السلطة فخانوا عبد الناصر، وتم إبعادهم؛ لمصلحة البلاد.

وأضاف أن تصريحات مرسي لم تجمع الشعب كما أكد أنصار الرئيس، لكنه استعدى جزءا كبيرا من الشعب من أحباب عبد الناصر، وهذا الجزء متمثلا في العمال والفلاحين الذين أعزهم عبد الناصر ويحاول مرسي إذلالهم.

ويرى الدكتور عبد السلام النويري أستاذ العلوم السياسية في جامعة أسيوط أن الرئيس وقع في خطأ سياسي وشعبي بمهاجمته الناصريين في مصر، خاصة أن لديهم جبهة شعبية كبيرة، وأن لهم تأثيرا في الإعلام ما سيشكل أزمة خلال الأيام القادمة للدكتور محمد مرسي قد تنتهي باعتذار رسمي للرئيس عما قيل في خطبة ميدان التحرير.

وقال لـquot;إيلافquot; إن سقطة الرئيس في خطابه أنه أهان فترة حكم عبد الناصر التي يراها الكثير من طبقات المجتمع أنها الأكثر نصرة للفقراء وأصحاب المظالم، وأن ما فعله عبد الناصر هو ما سيعيده مرسي مرة أخرى، وأهمها تحقيق العدالة الاجتماعية، والتي من أجلها قامت ثورة يناير العظيمة.

وقال إن الرئيس محمد مرسي إذا كان يريد تحقيق استقطاب جميع فئات المجتمع بأفكاره السياسية عليه البعد عن الإساءة لحكم أحد من الرؤساء السابقين حتى مبارك ،والذي يلتف حوله من يرفض الإساءة له.