تحفل حياة محمد مرسي الرئيس المصري المنتخب بالكثير من المحطات، لكن دراسته في الولايات المتحدة أبرزها، حيث تقول زوجته إنها أحبّت أميركا ولم تكن ترغب بالعودة إلى مصر.


محمد مرسي الرئيس المصري المنتخب

الحصول على منحة دراسية في كاليفورنيا في سبعينيات القرن الماضي كان حلماً صعب المنال بالنسبة للملايين من الشباب عبر أرجاء العالم، وذلك في حقبة كانت تعتبر فيها تلك المنطقة جنة يعيش المرء فيها الحياة الرغيدة والمتعة والفرح. أما بالنسبة لـ quot;محمد وأم أحمدquot; فتلك الفرصة كانت مختلفة للغاية، فرصة للعمل وفرض الذات، لا غير.

quot;محمدquot; الذي تتحدث عنه صحيفة الـ quot;تليغرافquot; ما هو إلا الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي، الذي أقسم السبت اليمين الدستورية كرئيس جديد لجمهورية مصر العربية، وquot;أم أحمدquot; هي زوجته وسيدة مصر الأولى نجلاء محمود.

درس مرسي علوم الهندسة ودرَّسها في الجامعات الأميركية. وفي الوقت الذي كان فيه زملاء الدراسة في الجامعة يدخنون ويشربون الكحول، كان هو محافظاً، يقيم الصلوات الخمس في مواعيدها. وعلى الرغم من أن مرسي لم يُطِل لحيته في أيام الدراسة، إلا أنه كان يحافظ على شاربيه.

الرئيس المصري كان متفوقاً في رسالة الدكتوراه في مجال هندسة الصواريخ. وفي ذلك الوقت كان مرسي يعتبر بمثابة العجلة الاحتياطية في صفوف حركة الإخوان المسلمين، التي كان ينتمي إليها إلى حين استقالته مؤخرًا إثر وصوله إلى سدة الرئاسة.

وما عزز هذا الرأي هو اختيار مرسي ليكون مرشح الإخوان بعد خيرت الشاطر الذي يفوقه في الكاريزما والقوة، وذلك بعد أن مُنع من خوض غمار سباق الانتخابات الرئاسية الأخير quot;لأسباب قانونيةquot;.

أما زوجة مرسي، فتقول لـ quot;تليغرافquot; أنها أحبّت أميركا، ولم تكن ترغب بالعودة إلى مصر. غير أن زوجها كان يريد أن يتربَّى أبناؤهما في مصر.

أما اليوم، فسببت quot;أم أحمدquot; وسيدة مصر الأولى جدلاً في عيون بعض المصريات اللواتي لا يرين فيها أصالة السيدة المصرية التي تحرص على التمسك ببلدها وبتراثها. ونقلت الصحيفة عن سارة عبيد، شابة مصرية كتبت على تويتر رسالة قصيرة، اعتبرت فيها أن السيدة الأولى quot;لا تمثلني على الإطلاقquot;.

زوجة مرسي صارت بمظهرها التقليدي رمزاً للحرب الثقافية في البلاد، حيث ترتدي quot;نجلاء عليquot; محمود غطاء رأس ينسدل حتى الركبتين، وترفض لقب السيدة الأولى وتفضل عليه كنية أم أحمد التقليدية، التي تعرّف بها على أنها والدة أحمد، أكبر أبنائها.

وأعلنت عن رفضها القاطع لوصفها بسيدة مصر الأولى، مشددة على أنه لا يوجد شيء اسمه quot;سيدة مصر بل توجد خادمة مصر الأولىquot;. وأضافت أن الجميع مواطنون لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات.

وأضافت أنلقبها هوquot;أم أحمدquot; أو quot;الأخت نجلاءquot; أو quot;الحاجةquot; ، مشيرة الى أن الإسلام لا يميّز بين امرأة وأخرى أو بين شخص وآخر، quot;فنحن جميعاً مصريون يداً واحدة من أجل وطنناquot;.

وجاء هذا التصريح منسجماً بالكامل مع ما سبق وصرحت به لإحدى الصحف المحلية قائلة إن quot;الإسلام علمنا أن الرئيس هو خادم مصرالأول، وذلك معناه أن زوجته هي أيضاً خادمة مصر، وأي لقب فرض علينا لا بد أن ينتهي ويختفي من قاموس حياتنا السياسية والاجتماعيةquot;.

نجلاء علي محمود، زوجة الرئيس المصري الجديد، تبلغ من العمر 50 عاماً. وهي امرأة عادية وبسيطة لا تكاد تختلف في شيء عن سيدات مصر الأخريات فهي ترتدي زيًا إسلامياً، كما ظلت محتفظة باسمها الحقيقي ولم تضف إليه اسم زوجها، كما فعلت سوزان مبارك وجيهان السادات من قبل، بل وتسعد أكثر عندما يناديها الناس باسم quot;أم أحمدquot;.

وفي حوار لها مع جريدة حزب quot;الحرية والعدالةquot; قالت السيدة الأولى إنها تعلم أن الأمر صعب للغاية فهي لن تستطيع إرضاء الجميع، فإن شاركت في الأنشطة والحياة الاجتماعية ستكون دائمًا في وضع مقارنة مع سوزان مبارك، وإن لم تشارك ولزمت بيتها سيقول الناس إن رئيس البلاد لا يريد لزوجته الظهور أمام الآخرين وهكذا يفكر الإسلاميون.

بدأت السيدة نجلاء حياتها مع محمد مرسي ابن عمها عندما زفت إليه، وهي في السابعة عشرة من العمر وكانت لا تزال في المدرسة الثانوية. وبعد ثلاثة أيام من الزفاف تركها زوجها ليغادر إلى الولايات المتحدة لإكمال دراسته العليا في مجال الفيزياء. بينما أنهت هي المدرسة الثانوية والتحقت بفصول خاصة لتعلم الإنكليزية لتغادر بدورها مصر بعد عام ونصف لتكون مع زوجها في لوس أنجلوس. وهناك تطوعت للعمل مترجمة في بيت الطلاب المسلمين.

وفي لوس أنجلوس، أنجبت أول طفلين لها، ولذا فهما يحملان الجنسية الأميركية، كما أعجبت بالحياة في المدينة ولم تكن تفضل العودة إلا أن زوجها أصر على العودة لأنه أراد تربية أطفاله في بلده الأم.

بعد عودتهما إلى مصر عام 1985 قام الدكتور مرسي بالتدريس في الجامعة بينما شاركت أم أحمد في تعليم الفتيات الصغيرات أشياء مفيدة عن الزواج في أحد المراكز النسائية. كانت حياة الزوجين صعبة خاصة أن الدكتور مرسي بدأ في التدرج في المناصب القيادية في جماعة الإخوان المسلمين التي كانت محظورة تحت حكم مبارك، وهو ما عرضه مراراً لمضايقة السلطات والاعتقال أحياناً حتى إنه لم يعد لمنزله لمدة سبعة أشهر كاملة قضاها في السجن بعد مظاهرة احتجاجية في العام 2006.