القاهرة: نفى مسؤول بالكنيسة المصرية وجود أية علاقة بينها وبين جماعة الإخوان المسيحيين التي أنشأها نشطاء أقباط لتكون موازية لجماعة الإخوان المسلمين. ويأتي النفي وسط رفض مفكرين أقباط لخطوة إنشاء تلك الجماعة المسيحية، معتبرين أنها لن تفيد في تدعيم المشاركة السياسية القبطية لأنها تسعى إلى تقسيم المجتمع على أساس طائفي.

وقررت مجموعة من النشطاء الأقباط تأسيس جماعة quot;الإخوان المسيحيينquot; لتكون موازية لـ quot;جماعة الإخوان المسلمينquot;، هدفها quot;النضال اللاعنفىquot;، وجاء القرار بعد أيام من وصول الدكتور محمد مرسى رئيسًا للجمهورية.

وتسعى الجماعة لوضع كوادر لها وإنشاء فروع لها فى 16 محافظة وأربع دول خارج مصر ثلاث بأوروبا وفرع بأستراليا، وتستعد للإعداد لأول مؤتمر للإعلان عن تدشينها قريبًا، تحت عنوان quot;حال أقباط مصر فى ظل الحكم الدينىquot;.

وقال القمص صليب متى ساويرس، عضو المجلس الملي وكاهن كنيسة الجيوشي بحي شبرا بالقاهرة، quot;إن الكنيسة لا علاقة لها بأية تنظيمات سياسية لأن دورها روحيquot;، مشددًا على موقف الكنيسة الرافض بألا يكون للأقباط quot;أي دور سياسي على خلفية طائفية لكنها في الوقت نفسه تشجع الأقباط على الانخراط في الحياة العامة على أرضية المواطنة الكاملةquot;.

ودافع أمير عياد، مؤسس الجماعة، عنها مؤكدًا أنها تسعى إلى quot;دعم الوجود القبطيquot;، بينما قال ممدوح نخلة، المستشار القانونى لها إنها تبحث عن تكييف قانوني لأنشطتها باعتبارها جمعية خيرية تابعة للشئون الاجتماعية، وكشف أن عدد المنضمين إليها لا يتجاوز 5 آلاف عضو حتى الآن، لافتًا إلى أن الجماعة ستتقدم بطلب لإشهار حزب بنفس الاسم بعد 6 أشهر، ولن تضم وفق البروتوكول الخاص بها متطرفين ولن تتطرق لأية أمور عقائدية أو عرقية.

وانتقد مفكرون أقباط جماعة الإخوان المسيحيين بينهم جمال أسعد، عضو مجلس الشعب السابق، الذي اعتبر الجماعة امتدادًا لفكر quot;الأمة القبطيةquot; وهي جماعة متشددة ظهرت في أربعينيات القرن الماضي وكانت تتحرك على أرضية طائفية. وتوقع أسعد أن تنجح الجماعة في حشد الأقباط وخصوصاً الشباب في ظل مناخ الاستقطاب الذي تحياه البلاد.

وقال الباحث هاني لبيب، الباحث في شؤون المواطنة، أن ظهور مثل تلك الكيانات quot;الهشةquot; ترجمة لقلق بعض الأقباط من الممارسات التي تنسب لرموز الإسلام السياسي، واعتبر أنها كتبت نهايتها بيدها قبل أن تبدأ باعتبارها رد فعل لجماعة الإخوان المسلمين.

وكان المحامى نجيب جبرائيل، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، وصف جماعة الإخوان المسيحيين بأنها فكرة قديمة دعا لها المفكر القبطي ميشيل فهمى ثم عدل عنها. وقال: quot;فى حالة وجود هذه الجماعة سنقف كأقباط ضدها بغض النظر عن علامات استفهام الطرف الآخر وهى جماعة الإخوان المسلمين لأن هذه الجماعة ستزيد حدة الفتنة الطائفية وتكرس النزعة الطائفية بين أبناء الوطن الواحدquot;.

وأثارت التطورات السياسية الأخيرة في مصر قلق الأقباط وخاصة مع صعود الإسلاميين للسلطة، واستحواذهم على الأغلبية في البرلمان الذي صدر قرار من المحكمة الدستورية بحله، ثم وصول أول إسلامي للحكم من جماعة الإخوان المسلمين.

وكان محمد مرسي، رئيس الجمهورية، سعا إلى طمأنة الأقباط، وأكد في خطاباته قبل وبعد توليه منصبه على أنهم شركاء في الوطن، ووعد بتعيين نائب له من الأقباط.