فيما يعكف الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي على تشكيل حكومته، أكد مستشاره السياسي أنه سيتم تعيين نائبين للرئيس أحدهما قبطي والآخر امرأة، مبينًا أن فريق مرسي لم يدع إلى إقامة جمهورية إسلامية في مصر.

القاهرة: أكد المستشار السياسي للرئيس المصري المنتخب، محمد مرسي، أنه سيتم تعيين نائبين للرئيس أحدهما قبطي والآخر لسيدة من سيدات مصر، وذلك كإحدى الخطوات الأولية الموجودة على الأجندة الرئاسية.

وأضاف المستشار، أحمد ضيف في تصريح لـ quot;سي ان انquot; quot;لأول مرة في تاريخ مصر سيتم تعيين سيدة في هذا المنصب، حيث لن يكون المنصب مجرد لقب، بل سيتمتع منصب نائب الرئيس بصلاحيات ونفوذ.quot;

وبين ضيف quot;إننا لم ندع لإقامة جمهورية إسلامية في مصر، وكان الدكتور مرسي واضحا لدرجة عالية في هذا الخصوص، حيثأكّد أننا نرغب في دولة دستورية ومدنية بالإضافة إلى كونها حضارية، وقائمة على احترام الثقافات والمبادئ والأديان.quot;

ويعكف مرسي على تشكيل حكومته بانتظار أن يسلمه المجلس العسكري الذي يحكم البلاد منذ سقوط الرئيس السابق حسني مبارك، السلطة التنفيذية نهاية الاسبوع. وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية ان الرئيس المنتخب بدأ تشكيل فريقه الرئاسي.

فيما يسعى الرئيس المصري المنتخب الى اسناد منصب رئيس الوزراء الى شخصية quot;مستقلةquot;، بحسب ما افاد الثلاثاء مقربون منه ووسائل اعلام حكومية.
وقال احد مساعدي مرسي ان هذا الاخير يجري مشاورات بهدف تعيين quot;شخصية وطنية مستقلةquot; لقيادة الحكومة الجديدة.

واضاف المصدر الذي طلب عدم كشف هويته لوكالة فرانس برس quot;ان اغلب اعضاء الحكومة سيكونون من الفنيينquot;.
واشارت صحيفة الاهرام الحكومية في صدر صفحتها الاولى اليوم الى quot;مشاورات لتشكيل حكومة برئاسة محمد البرادعي او حازم الببلاويquot;.

والبرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية وحائز نوبل للسلام في 2005، مقرب من الحركات التي اطلقت الانتفاضة ضد نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك بداية 2011.
اما الببلاوي فهو وزير مالية سابق في الحكومة الانتقالية التي شكلت عقب الاطاحة بمبارك في شباط/فبراير 2011، غير ان هذا الاخير قال ردا على سؤال وكالة فرانس برس الثلاثاء انه موجود في الخارج وان الرئاسة لم تتصل به حتى الان بهذا الشأن.

وينظر الى فتح الحكومة الجديدة على شخصيات من خارج الاسلاميين باعتباره اختبارا للإرادة التي اعلنها مرسي في ان يكون quot;رئيسا لكل المصريينquot;.
كما ان هذا الانفتاح يعد ضروريا بالنسبة إلى الرئيس المنتخب لتوسيع قاعدته السياسية في مواجهة المجلس العسكري الذي يحتفظ بسلطات واسعة.

واكد مصدر عسكري لوكالة الأنباء الفرنسية ان عملية انتقال السلطة من المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي كلفه مبارك قيادة البلاد عند تنحيته، الى مرسي ستجرى في الموعد المقرر قبل نهاية حزيران/يونيو.

وقدمت الحكومة المصرية برئاسة كمال الجنزوري الاثنين استقالتها الى المجلس الاعلى للقوات المسلحة، وقال وزير الاعلام احمد انيس إن quot;الحكومة مستمرة في عملها، كما طلب منها، لحين تشكيل حكومة جديدةquot;.

وعلقت جلسة تداولات البورصة المصرية الاثنين لفترة وجيزة بعد ان ارتفع مؤشرها الرئيس بنسبة 6%، وذلك غداة إعلان فوز محمد مرسي. وأنهت تعاملاتها اليوم مرتفعة بنسبة 7.59 بالمئة وهو اعلى ارتفاع تسجله منذ اكثر من عام. وقالت وكالة ستاندرد ان بورز الاثنين انها تراقب تصنيف مصر الائتماني.

وفي خطابه الاول الى الشعب كرئيس منتخب للبلاد وعد مرسي الاحد بان يكون رئيسا لكل المصريين quot;للمسلمين والمسيحيينquot; وquot;النساء والرجالquot; داعيا الى الوحدة الوطنية للعبور بمصر من هذه المرحلة الصعبة مشيدا بدور الجيش والقضاء ورجال الامن quot;الشرفاءquot;.

وقال quot;لا مجال للغة التصادم ولا مجال للتخوين بيننا (...) إن هذه الوحدة الوطنية هي السبيل الان للخروج بمصر من هذه المرحلة الصعبةquot;، مؤكدا انه quot;عازم (...) على بناء مصر الجديدة الدولة الوطنية الديمقراطية الحديثة وفق هويتنا ومرجعيتناquot;.

ورغم الشرعية الكبيرة التي يحظى بها كأول رئيس منتخب من الشعب بشكل حر لن يكون امام مرسي هامش مناورة كبير في مواجهة المجلس العسكري.

فقد استعاد الجيش السلطة التشريعية بعد ان حل البرلمان في منتصف الشهر الحالي بقرار من المحكمة الدستورية العليا التي قضت بquot;عدم دستورية انتخابات مجلس الشعب الاخيرةquot; واعتبرت في حيثيات حكمها ان المجلس، الذي كان الاسلاميون يحظون بالاغلبية فيه، يعد بالتالي quot;غير قائم بقوة القانونquot;.

ولا يزال السؤال المطروح الان هو امام اي جهة سيؤدي الرئيس المنتخب اليمين ليصبح رئيسا فعليا للبلاد. ولم يذكر مرسي الليلة الماضية شيئا بهذا الصدد. وعلى الصعيد الدولي، تعهد مرسي احترام اتفاقيات مصر الدولية، في اشارة واضحة الى معاهدة السلام مع اسرائيل. وقال quot;سنحافظ على المعاهدات والمواثيق الدولية - لقد جئنا برسالة سلام الى العالم - والالتزامات والاتفاقيات المصرية مع العالم كلهquot;.