دمشق: قال المسؤول الإعلامي للهيئة العامة للثورة السورية أبو عبيدة إن وتيرة الإنشقاقات ستتزايد في الأيام المقبلة ضمن الرتب العليا في جيش النظام السوري. واضاف أنه لا إمكانية تلوح في الأفق تدفع النظام للإلتزام بتطبيق خطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية المشترك كوفي عنان والمكونة من البنود الستة التي تدعو لوقف إطلاق النار.

وقيم أبو عبيدة التطورات الأخيرة على الساحة السورية مذكراً بالمجزرتان اللتان إعترف بوقوعهما المراقبون الدولييون واللتان حدثتا بعد 12 نيسان أي بعد دخول خطة عنان حيز التطبيق، كما ذكّر أيضاً بمنع النظام المراقبين الدوليين من الوصول إلى المناطق التي ارتكبت فيها المجازر وعلق قائلاً quot;لم يف النظام بتعهدات كثيرة قدمها لعدة زعماء، لذا فإنه لمن السذاجة أن يفكر المرء بأن النظام قد يقوم بتطبيق خطة عنانquot;.

وأوضح أن quot;نظام الأسد أبلغ وزير الخارجية الروسي سيرجيه لافروف أن العمليات العسكرية في حمص ماهي إلا عملية جراحية سيتم من خلالها القضاء على بؤر المقاومة وستكون فترة محدودة، لكن ما حدث لم يكن عبارة عن عملية جراحية إنما عن عملية تدمير لحمص، فالكثير من الأطفال ناموا نومتهم الأخيرة على سرير تلك العمليات الجراحيةquot;.

وشرح معاناة سكان حمص مؤكدا quot;بسبب القصف العشوائي الذي تعرضت له أحياء حمص كباب عمرو والخالدية والإنشاءات فقد الآلاف حياتهم، ولم يجرؤ الأهالي على نقل مصابيهم إلى المشافي خوفاً من الإعتقال، مما أدى إلى وفاة الكثير من الجرحى بسبب عدم توفر الأدوية أو المعدات الطبية اللازمة، وخوفاً من القناصة إضطر الأهالي على دفن أبنائهم في حدائق منازلهم، هذا فضلاً عن قيام الأمن بإطلاق النار على خزانات المياه، لم يتركوا في حمص حجراً على حجرquot;.

وختم قائلاً quot;كل ما آمله أن يتوقف العنف الموجه ضد الشعب وأن يتبدل نظام الحكم دون سكب المزيد من الدماء لكي نعيش جميعا في بلد سعيد متقدمquot;.

quot;يونيوquot; الأكثر دموية في سوريا منذ بدء الثورة

من جانب آخر، نقلت مجلة quot;إيكونوميستquot; البريطانية عن خبير في الأمم المتحدة أن 40 % من الأراضي السورية باتت خارج سيطرة النظام، وقالت إن quot;الثوار يوسعون مناطق نفوذهم، خصوصاً في (شمال غربي البلاد وشرقها).

وذكرت المجلة الأسبوعية الواسعة الإنتشار أن quot;الإشتباكات تضاعفت في سوريا ما بين مارس ويونيو وكانت الأكثر دموية منذ بدء الثورةquot; حيث بلغ عدد القتلى يومياً حسب تنسيقيات الثورة قرابة مئة قتيل. كما تزايدت حالات الإنشقاق بين الضباط في الأسبوع الماضي، وكان أبرزها وأكثرها دلالة انشقاق العميد quot;مناف طلاسquot; صديق الرئيس السوري منذ الطفولة حسب ما أشارت مصادر المعارضة.

وفي الخامس من يونيو، نقلت تنسيقات الثورة عن عبور خمسة وثمانين ضابطاً سورياً منشقاً الحدود إلى تركيا مع عائلاتهم. وتأتي هذه الأحداث رغم ما تخللها من انعقاد لمؤتمرين دوليين في جنيف وباريس ولقاء للمعارضة السورية برعاية الجامعة العربية في القاهرة لوضع تسوية للأزمة في سوريا، ووضع خطة لما بعد نظام بشار الأسد.