يعاني الناشطون السوريون المعارضون لنظام الرئيس بشار الأسد نقصًا مستمرًا في الأسلحة التي تصلهم من الدول المجاورة، والتي تشير التوقعات إلى مرورها عبر الأراضي التركية.


قال ناشطون سوريون إن تدفّق السلاح الى الثوار تباطأ خلال الأسبوعين الماضيين وإن تأخر وصوله قد يكون موقتا لكنه يمكن ان يعكس ايضا وجود مخاوف متزايدة من عسكرة النزاع المستمر منذ 16 شهرا.

ويقدم الناشطون أسبابا مختلفة لعدم وصول شحنات السلاح على الطريق المعهود عبر الحدود التركية السورية.
وأشار قيادي في المعارضة السورية الى ان العائق امام وصول الأسلحة هو قلق تركيا في اعقاب إسقاط المضادات السورية طائرة مقاتلة تركية في حزيران/يونيو. ونقلت صحيفة فايننشيال تايمز عن القيادي quot;ان اجتماعات تُعقد كل يوم مع الاتراك ونأمل بحل القضية في وقت قريبquot;.

برهان غليون يتوسط عددا من المسلحين المعارضين للنظام

وقال ناشط آخر يعمل مع الجيش السوري الحر ان هناك انحسارا سواء في شحنات السلاح أو التمويل من قبل دول عربية، وان السبب هو منح التحركات الدبلوماسية من أجل انهاء الأزمة فرصة للنجاح. وتوقع الناشط ان تخفض روسيا ايضا شحنات اسلحتها الى النظام السوري .
وقال لؤي مقداد المنسق اللوجستي مع الجيش السوري الحر انه quot;ايا يكن الدافع فالنتيجة واحدة هي انخفاضquot; شحنات السلاح.

وكان مسؤول روسي اشار في وقت سابق الى وقف شحنات السلاح للنظام السوري ولكنه اضاف لاحقا ان العقود الموقعة سابقا ستُنفذ. ويقول دبلوماسيون غربيون انهم لا يرون أيعلامات واضحة تبين ان موسكو ، الحليف الأكبر للرئيس السوري بشار الأسد على الساحة الدولية ، مستعدة للحد من مساعداتها العسكرية إليه.

وفي حين ان بعض الدول العربية دعمت تسليح الثوارفإن أيًّا من تلك الدول لا تؤكدقيامهما بأي دور رسمي. وتنفي تركيا انها تساعد على تيسير وصول السلاح الى الثوار فيما يقول ناشطون ان الاستخبارات التركية تقوم عادة بنقل الأسلحة الى الثوار على الجانب السوري من الحدود ، بحسب فايننشيال تايمز. وحذرت حكومات غربية من ان تسليح الثوار يؤدي الى تصعيد النزاع وتفاقمه.
وكانت quot;لجنة العلماء لدعم سورياquot; اعلنت على فايسبوك الشهر الماضي ان اعضاءها الذين بينهم العديد من الشيوخ السلفيين العاملين خارج الاطار المعترف به رسميا أوقفوا حملة التبرعات استجابة لمطالب السلطات في البلاد التي يجمعون فيها التبرعات.

وقال محللون انالدول التي تقدم التبرعاتتصر على إيصال جميع التبرعات المخصصة أساسا للمساعدات الانسانية ، عبر القنوات الرسمية لتفادي وصولها الى العنصر الجهادي في الانتفاضة السورية ولا سيما ان الأمم المتحدة تصف الجهاديين بأنهم طرف ثالث في الأزمة السورية.

ولأسباب منها تدفق السلاح بكميات متزايدة شهدت قدرات الثوار العسكرية تحسنا في الأشهر الأخيرة ، وتمكنوا من إنزال خسائر متعاظمة بجيش النظام. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بريطانيا ان 4348 على الأقل من افراد قوى الأمن الموالية لنظام الأسد قُتلوا منذ اندلاع الانتفاضة في آذار/مارس 2011. كما قُتل 11897 مدنيا ومعارضا مسلحا الى جانب انشقاق 884 جنديا.

وحذر ناشطون سياسيون سوريون يدعمون تسليح المعارضة من ان العقبات التي ظهرت خلال الاسبوعين الماضيين امام إيصال السلاح يمكن ان تضعف الثوار. وقال ناشط مطلع على هذه التأخيرات لصحيفة فايننشيال تايمز quot;انه ظلم لأننا لا نحتفظ بأي مستودعات لخزن السلاح في الداخل ونحن لا نستطيع ان نقاتل النظام بلا عتادquot;. واضاف انها معركة ليست متوازنة quot;بين دبابات في مواجهة أجسامquot;.
ولكن العميد مصطفى الشيخ القيادي في المعارضة المسلحة قلل من شأن الأضرار التي يمكن ان يلحقها تأخر وصول السلاح بقدرات الثوار. وقال ان استراتيجية المقاتلين ترتكز على الاستيلاء على السلاح والذخيرة من الجيش النظامي.

وأكد العميد الشيخ ان الثوار لا يراهنون على المساعدات الخارجية وان ما يتسلمونه لا يغطي حتى 30 كلم من ارض المعركة. واضاف quot;نحن نعلم ان هناك ضغطا على المعارضة ونشعر بأن لا أحد يريد المساعدةquot;.