يضيف الرئيس باراك أوباما وأفراد أسرته عبئا خاصا الى الإجراءات الأمنية الصارمة المتبعة لحماية الرؤساء الأميركيين، يتمثل في كونه أول رئيس أسود للبلاد. والآن تفيد الأنباء أن ضابطا أمنيا مرافقا لعقيلته هدد باغتيالها، ورفع بالتالي درجة التوتر في واشنطن إلى أقصاها.



تمر واشنطن بحالة من التوتر العالي مع إعفاء ضابط أمني مرافق لميشيل أوباما وعدد معلوم من كبار مسؤولي البيت الأبيض في تنقلاتهم الرسمية من هذه المهمة، وإزاحته الى أخرى إدارية بانتظار البت في أمره. وينشأ السبب في هذا من تقرير للشرطة يقول إنه سُمع وهو يتوعد باغتيال السيدة الأولى.
ووفقا لصحيفة laquo;واشنطن بوستraquo;، نقلا عن عدد من مصادرها الأمنية، فقد بدأت إدارة الشؤون الداخلية بإدارة الشرطة تحقيقاتها في هذه المزاعم وأخطرت هيئات الخدمات السرية (الاستخبارات) بذلك رسميا. وقالت الصحيفة إنها لا تستطيع الكشف عن هويّات مصادرها إذ ليس مخولا لهم الإدلاء بأي تصريحات رسمية عن هذا الأمر.

ميشيل أوباما هاجس أمني خاص لأنها تحب الاختلاط بالجمهور

وقالت هذه المصادر إن المتهم ضابط laquo;موتوسيكلraquo; سُمع وهو يظهر نيته اغتيال ميشيل على هامش اجتماع صباح الأربعاء لضباط وحدة العمليات الخاصة كان يناقش كيفية مواجهة مختلف التهديدات باغتيال أفراد أسرة الرئيس. ولا تُعرف حتى الآن الظروف التي أحاطت بإلقاء المتهم تهديداته من جهته، أو لمن تحديدا، أو عدد الضباط الذين حضروا هذا الاجتماع.
لكن ما تسرّب يفيد أن المتهم قال إنه سيطلق الرصاص على السيدة الأولى. ومضى ليخرج هاتفه الجوال كي يري الجهة التي كان يتحدث اليها صورة السلاح الذي سيستخدمه لهذا الغرض. لكن زميلا له سمعه فتوجه فورا لإبلاغ ضابط برتبة ملازم في وحدة الشرطة. ومن جهته رفع هذا الأخير الأمر لرؤسائه على سبيل الطوارئ.

وكان أقصى ما صدر عن دائرة الشرطة قول الناطقة باسمها غويندولين كرامب في رسالة إلكترونية laquo;إيميلraquo; ردا على استفسارالصحيفة: laquo;ورد الينا ما يفيد أن تصريحات غير لائقة صدرت عن جهة ما، ونقوم الآن بالتحقيق في طبيعتهاraquo;. ومن جهتهم امتنع بقية مسؤولو الشرطة عن الكشف عن هويّة الضابط المتهم أو الإدلاء بأي تصريحات حول الأمر. ولكن يُعرف أنه أعفي من مهامه المعتادة وأنه نُقل الى قسم إداري بانتظار الخطوة التالية في ما يتعلق به.
وليس خفيّاً أن الرئيس باراك اوباما وأفراد أسرته يشكلون تحديا خاصا للسلطات الأميركية عندما يتصل الأمر بالإجراءات الأمنية المفروضة حولهم. فبغض النظر عن الاختلافات السياسية والحزبية والآيدلوجية والغبائن الشخصية التي قد تدفع شخصا ما لمحاولة الرئيس الأميركي، يضيف أوباما حالته الخاصة وهي لونه الأسود في بلاد ظلت تعاني من غياب الحريات المدنية للسود حتى أوائل الستينات ولا تزال عاجزة عن محو الحدود العرقية حتى اليوم.

لكن اوباما وأسرته لا يزالان يتمتعان بأمن شخصي نسبي لم تنجح أي محاولة جادة لاختراقه. وتبعا لموسوعة laquo;ويكيبيدياraquo; الحرة ففي 11 نوفمبر / تشرين الثااني 2011، أطلق هسباني يدعى اوسكار اورتيغا - هيرنانديز سبع طلقات من بندقيته على مبنى البيت الأبيض فحطم زجاج إحدى نوافذه. واعتقل هذا الرجل في بنسلفانيا وواجه تهمة محاولة اغتيال الرئيس. لكن أوباما نفسه كان في مأمن تام من كل هذا لأنه كان يحضر مؤتمرا للتعاون الاقتصادي بين حوض المحيط الهادي وآسيا في هونولولو عاصمة هاوي.