وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع كوفي أنان في موسكو

في وقت ترفض فيه روسيا فرض أي عقوبات على نظام بشار الأسد، واستمرار الأزمة في سوريا، بدأ الغرب يتحدث عن أن أي تمديد لمهمة مراقبي الأمم المتحدة هناك لا بد وأن يكون مقترناً بتدابير صارمة.


القاهرة: مع استمرار ارتباك موقف المجتمع الدولي تجاه الأزمة السورية، بدأ يتحدث الغرب عن أن أي تمديد لمهمة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا لابد وأن يكون مقترناً بتدابير صارمة، في الوقت الذي ترفض فيه روسيا تماماً أي قرار قد يقضي بتطبيق تدابير عقابية.

وهو ما جعل صحيفة quot; كريستيان ساينس مونيتورquot; الأميركية تتساءل: من سيستسلم أولاً روسيا أم الغرب في معركة الخطوط الحمراء التي يخوضانها بشأن سوريا ؟

ولا يزال هناك موعد أخير أمام مجلس الأمن حتى يوم الجمعة المقبل لتمديد مهمة المراقبين التي تعنى، على الورق على أقل تقدير، بمتابعة وإعداد تقارير عن عملية وقف إطلاق النار في سوريا، التي تعتبر جزءًا من خطة سلام كوفي أنان المكونة من ست نقاط.

لكنّ روسيا والقوى الغربية في مجلس الأمن، المختلفين بشأن الأزمة الحاصلة في سوريا منذ أن بدأت قبل 16 شهراً، لم يظهرا أي إشارات دالة على تجاوزهما اختلافاتهما.

وفي ظل بقاء الأوضاع كما هي عليها، تكهنت الصحيفة من جهتها بألا يتم تمديد مهمة المراقبين. وذلك في الوقت الذي يتمسك فيه الغرب بضرورة أن يتم تدعيم المراقبين بصلاحيات أقوى، بينما ترفض روسيا بشكل قاطع أي قرار يجيز استخدام تدابير عقابية.

ومضت الصحيفة تقول إن أنان، الذي كان متواجداً في موسكو يوم أمس الاثنين، يحاول إيجاد طريقة يردم من خلالها هوة الخلافات قبل الموعد النهائي يوم الجمعة المقبل. وفي الوقت نفسه، سعى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، خلال تواجده في بكين، الى الضغط على مسؤولين صينيين لتقبل شكل من أشكال التسوية للسماح بتطبيق خطة أنان للسلام، التي وصفها باللعبة الوحيدة للمجتمع الدولي في سوريا.

لكن يبدو أن روسيا ليست منفتحة على مسألة التسوية، وبالتأكيد ليست متقبلة لأي قرار سيكون من شأنه تمكين المجلس من تفعيل قراراته. وقبل اجتماعه بأنان يوم أمس، اتهم سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، الغرب بـ quot;الابتزازquot; نظراً لربطه خطوة مد بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا بقرار يتم إصداره بموجب الفصل السابع. وأكد لافروف على أن هذا النهج quot;خطيرquot; وquot;غير مقبولquot; وquot;يأتي بنتائج عكسيةquot;.

ولم يقف لافروف عند هذا الحد، بل واصل بقوله إن الغرب يهدد بعدم مد مهمة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا إذا لم تصوت روسيا لصالح قرار قد يؤدي إلى تدخل عسكري.

وأشارت ساينس مونيتور إلى أن اتهام لافروف هذا جاء في الوقت الذي وصل فيه أنان إلى موسكو لإجراء محادثات مع الرئيس فلاديمير بوتين بشأن الطريقة التي يمكنه أن ينقذ من خلالها خطة السلام المتعثرة التي يشرف عليها بخصوص الوضع في سوريا.

غير أن الصحيفة رأت أن الروس قد اعترفوا على ما يبدو بعدم وجود فكرة لديهم بشأن ما يمكن فعله في سوريا، وأن لافروف اعترف بذلك، رغم معارضة بلاده الشديدة منذأشهر لمبادرات الغرب المناهضة للأسد، فضلاً عن عدم وجود أية حلول لدى الجانب الروسي يمكن أن يرتكز عليها لوقف انزلاق سوريا صوب دوامة الحرب الأهلية.

وبعد أن شدد لافروف على احترامهم لإرادة الشعب السوري، في ما يتعلق بحقه في اختيار رئيس البلاد، وأنهم لا يقفون مع الأسد أو يحمونه، وأنه يحظى بدعم قطاعات كبيرة من الشعب، نقلت الصحيفة عن خبراء قولهم إن تلك الخيارات يبدو أنها بدأت تتقلص الآن بصورة حادة، ومن ثم باتت روسيا أمام احتمالية فقدان آخر زبائنها في منطقة الشرق الأوسط، في الوقت الذي يتراجع فيه إحكام الأسد على السلطة بشكل مطرد.

وبينما أوضح جورجي ميرسكي، خبير لدى المعهد الرسمي للعلاقات الدولية والاقتصاد العالمي في موسكو، أن أنان يتعرض لضغوط بلا شك لليّ ذراع بوتين، قال خبراء روس إن بوتين سيخبر بالتأكيد أنان ndash; ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي سيصل موسكو بعد أيام قليلة - أن الكرملين مازال يدعم خطة أنان باعتبارها الطريق الأفضل الذي يمكن انتهاجه لتحقيق السلام في سوريا، وأنه سيسعد بالتوسط في التفاوض لتشكيل حكومة انتقالية لتحل محل الأسد في الأخير، لكن ذلك لن يخفف من رفضه لأي تدخل عسكري خارجي أو فرض عقوبات صارمة ضد نظام الأسد.