أعمدة الدخان تتصاعد بعد تنفيذ الهجوم

وجهت اسرائيل الاتهام لايران وحزب الله حول مسؤوليتهما عن التفجير الذي وقع في بورغاس في بلغاريا وأودى بحياة سبعة سيّاح اسرائيليين، الا أن المحلل المتخصص في الشأن الإيراني، قال إنه مازال من المبكر للغاية تحديد الجهة المسؤولة.


القاهرة: اتهم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الخميس حزب الله الشيعي اللبناني بتنفيذ التفجير الذي استهدف حافلة ركاب اسرائيليين في مطار بلغاري.

وقال نتنياهو في مؤتمر صحافي عقده في القدس إن quot;اعتداء الامس في بلغاريا نفذه حزب الله الذراع الارهابية الرئيسية لايرانquot;.

وفور الإعلان عن خبر الهجوم الذي استهدف حافلة تقل سياحاً بقنبلة في بلغاريا، ما أسفر عن مقتل سبعة سياح إسرائيليين وإصابة العشرات منهم، بادرت إسرائيل على الفور بتوجيه أصابع الاتهام لإيران، وهو الاتهام الذي جاء على لسان رئيس الحكومة.

واستهدف التفجير عدة حافلات في مطار في مدينة بورغاس الواقعة على ساحل البحر الأسود، والتي تعد نقطة جذب كبرى للسيّاح المتجهين للمنتجعات القريبة. ومازال من غير الواضح ما إن كان التفجير انتحارياً أو عن طريق قنبلة تم وضعها في مقدمة إحدى الحافلات.

ولفتت في هذا الصدد صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية للأهمية التي يحظى بها قطاع السياحة في بلغاريا، تلك الدولة التي يقدر عدد سكانها بحوالي 7 ملايين نسمة وزارها 8.7 ملايين سائح أجنبي العام الماضي، منهم 140 ألفاً تقريباً من إسرائيل.

وأشارت الصحيفة كذلك إلى أن بلغاريا تحظى بسمعة جيدة بين السيّاح الإسرائيليين باعتبارها مكاناً رخيصاً لإتمام الزيجات ولعب القمار، وفقاً لما أكده الصحافي البلغاري بيتار كارابويف. هذا وقد سبق أن تم تشديد الإجراءات الأمنية على السياح الإسرائيليين في بلغاريا بعد أن تم إحباط محاولة لتفجير حافلة كانت تقل إسرائيليين كانوا في طريقهم لمنتجع تزلج بالقرب من صوفيا في كانون الثاني (يناير) الماضي.

وأعقبت الصحيفة بنقلها عن أنطوني غيورغيف، صحافي بلغاري ومؤلف كتاب عن بلغاريا اليهودية، قوله:quot; قد يحدث هذا الحادث في أي مكان بالعالم لكن بلغاريا تحديداً مستهدفة نظراً لعدم تمتع الشرطة بخبرات على صعيد مكافحة الأنشطة الإرهابيةquot;.

ثم مضت الصحيفة تشير إلى أن بلغاريا لم تشهد ما يعرف بالإرهاب السياسي في مرحلة ما بعد الشيوعية. وكان آخرهجوم تم تنفيذه بواسطة القنابل، بدوافع سياسية،ذلك الذي نفذ في منتصف ثمانينات القرن الماضي خلال مرحلة التصادمات التي وقعت بين النظام الشيوعي وبين الأقلية المسلمة. ورغم وجود نسبة تقدر بحوالي 10 % من المسلمين بين السكان في بلغاريا، إلا أنهم معتدلو الفكر بشكل كبير.

ورغم ظهور تقارير تشير إلى وجود خلايا جهادية بين المعسكرات القائمة في مقدونيا وكوسوفا والبوسنة، إلا أنها لا تحظى بأي نفوذ بين السكان ككل، ولم تذكر مثل هذه الادعاءات في بلغاريا. وأكد غيورغيف أن المجتمع اليهودي الضئيل في بلغاريا متكامل للغاية، لافتاً في السياق نفسهإلى عدم وجود مشاعر معادية للسامية في بلغاريا.

وهو ما أكدته الصحيفة بلفتها إلى أن كثيرين من المواطنين البلغاريين يشعرون بتقارب مع إسرائيللأسباب عدة، من بينها فخرهم بموقف بلادهم أثناء الحرب العالمية الثانية، حيث حالت الضغوط التي مورست وقتها من عدة أطراف دون ترحيل يهود بلغاريا، وفقاً لما كان يريده حلفاء البلاد النازيون. وعلى الرغم من ذلك، فقد استمرت عمليات الترحيل في يوغوسلافيا واليونان اللذين كانا يقعان تحت وطأة الاحتلال البلغاري.

وقد أشارت إسرائيل بالفعل إلى تورط أطراف خارجية في ذلك الهجوم الأخير، حيث قال مسؤولون ومحللون إسرائيليون إن الهجوم الذي وقع في بورغاس يعد جزءًا من حملة إرهابية متواصلة من جانب طهران وحليفها المسلح في لبنان حزب الله.

وختمت الصحيفة بنقلها عن مير جيفدانفار، المحلل المتخصص في الشأن الإيراني لدى المركز متعدد المجالات في هرتسليا، قوله إنه ورغم إشارة إسرائيل بأصابع الاتهام لإيران باعتبارها المشتبه به الرئيسي، إلا أنه مازال من المبكر للغاية تحديد الجهة المسؤولة. وتابع حديثه بالقول :quot; اتهام نتنياهو بوقوف إيران وراء الهجوم سيصعد بالطبع من التوترات. وإن ثبت تورط إيران، فإن الأوضاع المتوترة ستزداد توتراًquot;.