دمشق: لا يمكن للمرء أن يتعرف إلى حجم التخبط وقلة الحنكة والخبرة التي يتعامل من خلالها النظام مع أحداث الثورة السورية، إلا عبر الاطلاع على الوسائل والأشخاص الموكول إليهم التعاطي معها.

العماد حسن تركماني، رئيس هيئة خلية الأزمة الذي قضى في تفجير دمشق الأسبوع الماضي، كان أحد أبرز رموز النظام السابق فيما عرف لاحقاً بالحرس القديم، والذين حرص الحرس الجديد من أمثال آصف شوكت وماهر الأسد وغيرهما من الضباط الأمنيين الشباب quot;نسبياًquot; إبعادهم مع وصول الرئيس بشار الأسد إلى الحكم.

وتكمن أهمية العماد حسن تركماني الذي قتل في تفجير مكتب الأمن القومي في دمشق، في أنه يرأس خلية الأزمة التي تتعامل مع الثورة في سوريا، كما أنه تقلد منصب معاون نائب الرئيس للشؤون العسكرية.

وكان العماد تركماني قد عين في تشرين الثاني من العام الماضي رئيساً لـlaquo;خليّة الأزمة السوريةraquo;، خلفاً للأمين القطري المساعد لحزب البعث محمد سعيد بخيتان الذي أُعفي من منصبه. وكان تركماني، المولود في حلب عام 1935 لأبوين من أصل تركماني، شغل منصب نائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة ووزير الدفاع السوري منذ أيار العام 2004 وحتى حزيران العام 2009.

انتسب إلى الجيش السوري في العام 1954، وتخرج من الكلية الحربية برتبة ملازم واختصاص laquo;مدفعية ميدانraquo;، ثم خدم في سلاح المدفعية. شارك في دورات تأهيلية عسكرية مختلفة، بما فيها دورة القيادة وأركان حرب ودورة أركان عليا.

شغل مختلف الوظائف العسكرية في القوات المسلحة، حيث عُيّن قائداً لفوج مدفعية ميدان ثم قائداً لمدفعية فرقة مشاة العام 1968، وتولى قيادة فرقة مشاة ميكانيكية خلال حرب تشرين 1973، فضلاً عن أنه شارك في عمليات قوات الردع العربية في لبنان بين عامي 1977 و1978.

تدرج تركماني بالرتب العسكرية حتى وصل إلى رتبة لواء عام 1978، وإلى رتبة عماد عام 1988. ومن العام 1978، عمل في أجهزة القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة وذلك حتى العام 1982. وكان قد عين مديراً لإدارة شؤون الضباط في العام 1978، ومسؤولاً عن الإدارة السياسية في العام 1980.

في العام 1982، عين تركماني نائباً لرئيس الأركان العامة. وفي كانون الثاني العام 2002، صدر قرار بتعيينه رئيساً للأركان العامة خلفاً للعماد علي أصلان الذي أحيل إلى التقاعد.

في العام 2009، أصبح معاوناً لنائب رئيس الجمهورية. ويعرف عن تركماني ما يمتلكه من مهارات تفاوضية ودبلوماسية إضافة لهدوئه المعروف به رغم خلفيته العسكرية. وكان سبق أن تسلم إدارة العلاقة مع تركيا أيام العلاقات الطيبة بين دمشق وأنقرة، وكانت تركيا اعتبرته مسؤولاً عن ملف تحسين علاقاتها بسوريا بحكم جذوره وأصوله التركمانية، كما لعب وجوده في قيادة الأركان السورية على تحسين العلاقات بين الجيشين التركي والسوري إثر أزمة عبد الله أوجلان الذي سلمته سوريا إلى تركيا في أعقاب تهديدها باجتياح الشمال السوري بأكمله.

ويرى بعض المراقبين أن لجوء النظام إلى قيادات من الحرس القديم للاستفادة من خبرتهم في قمع ثورة حماة في ثمانينيات القرن الماضي يعبر عن حالة إفلاس سياسي وعسكري في ظل ضالة وضعف خبرة قادة الحرس الجديد الذين قتل معظمهم في تفجير دمشق، بعد أن أثبتوا فشلهم في قمع المظاهرات على مدار 16 شهراً.