الاسرائيليون يخشون برنامج ايران النووي ويعتبرونها عدوتهم اللدودة

يخشى الإيرانيون المقيمون في إسرائيل، وقوع حرب بين مسقط رأسهم وبين الدولة التي يقيمون فيها، حيث يكنون المشاعر تجاه الاثنين، في حين ينظر الاسرائيليون الى طهران على أنها عدوة اسرائيل اللدودة.


بيروت: يحتفظ كمال بنهاسي بممتلكاته العزيزة على الرف في مطبعته الخاصة، تماماً فوق علم ما قبل الثورة الإيرانية، وأمام صورة للشاه السابق التي علقها في الغرفة. من بين هذه الممتلكات وعاء صغير من البلاستيك، مليء بمحتوى ثمين للغاية: حفنة من تراب طهران، المدينة التي غادرها مع عائلته في عام 1980 ليستقر في مدينة حولون جنوب تل أبيب.
يقول بنهاسي: quot;أفكر طوال الوقت بدولتي إيران. كانت الجنة بالنسبة ليquot;.

في هذا السياق، أشارت صحيفة الـ quot;فاينانشال تايمزquot; إلى أن معظم الإسرائيليين لا يتطلعون إلى طهران بهذه العاطفة الحالمة، بل بخوف عميق إذ يعتبرون أن برنامج إيران النووي يمثل تهديداً وجودياً للدولة اليهودية، وينظرون بقلق إلى القيادة الإيرانية الحالية التي تعتبر quot;عدوة اسرائيل اللدودةquot;.
شهد العام الماضي ارتفاعاً حاداً في التكهنات حول ضربة جوية اسرائيلية ضد إيران، مما أثار القلق من احتمال توجيه الصراع إلى قتال عسكري بين الجانبين.
بالنسبة لبنهاسي، الذي يرأس جمعية الصداقة الإيرانية ndash; الإسرائيلية التي تضم 121 عضواً، فالحديث عن حرب بين مسقط رأسه والدولة التي يقيم فيها أمر محزن للغاية.

وأضاف quot;أشعر بالسوء. أنا أحب إسرائيل وأحب إيران أيضاً - وأنا أعرف أن الصراع بين البلدين سيؤدي إلى مقتل العديد من الناس. الحل العسكري ليس حلاً جيداًquot;.
مثل غيره من الإسرائيليين في إيران، يتألم بنهاسي لمجرد التفكير في الحرب، ومن الخلاف الذي يقول انه بدأ يستعر بين جماعته وبقية البلاد. quot;العديد من الإسرائيليين لا يعرفون عن الثقافة الإيرانية. يرون فقط إيران على أنها شيء سيىءquot;، كما يقول.

أمير منشه، الذي يدير صوت إذاعة إسرائيل الفارسية، يشعر بإحباط مماثل فيقول:quot;أنزعج كثيراً عندما يتحدث الإسرائيليون بالسوء عن إيران بينما هم يقصدون النظام. إنهم يعتقدون أن إيران هي الرئيس محمود أحمدي نجادquot;.
هناك ما يقدر ب000 250 إسرائيلي ولدوا إما في إيران أو من الأسر التي تأتي من هناك. ترك البعض وطنهم القديم بعد قيام الثورة الاسلامية في العام 1979، خوفاً من أن النظام الجديد سيكون فاتحاً لعهد قاسٍ على الجالية اليهودية في إيران القديمة.

ما يجعل هذا المجتمع فريداً من نوعه هو أن إيران هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط خارج اسرائيل التي تحتفظ بمجتمع يهودي كبير، يقدر بنحو 20000. وهذا يعني أن الايرانيينفي اسرائيل- على عكس نظرائهم في العراق أو سوريا - لا يزالون قادرين على الحفاظ على العلاقات مع الأقارب والأصدقاء في مسقط رأسهم، إذ يمكن لمعظمهم تذكر الأيام الخوالي، في عهد الشاه، عندما كانت إيران واسرائيل حلفاء، وكانت الاتصالات والسفر بين البلدين سهلة وطبيعية للغاية.

quot;إن المجتمع الإيراني في إسرائيل أمر غير طبيعي، بمعنى أنه متعلق بشكل كبير بالماضي والثقافة الإيرانية. حتى الجيل الثالث، والناس الذين ولدوا هنا في إسرائيل، يقولون إنهم لا يزالون متعلقين إلى حد كبير بوراثة عائلاتهم quot;، كما يقول أمير.
في السنوات الأخيرة، وجد المجتمع نفسه وسط أزمة متصاعدة بين إسرائيل وإيران. ويقول الإسرائيليون إن لديهم سببًا ليبغضوا النظام الحالي في طهران أكثر من معظم الأنظمة الأخرى، لكنهم يشعرون أيضاً بالقلق من التصريحات الاسرائيلية القاسية ومن التهديد بتنفيذ ضربات جوية ضد إيران.

quot;هناك صلة قرابة بين الاسرائيليين وشعب إيرانquot;، يقول مير جيفدانفار، المحلل الاسرائيلي، الإيراني المولد، الذي يدرس السياسة الإيرانية المعاصرة في مركز هرتسيليا المتعدد الاختصاصات.
ويضيف: quot;كل الإيرانيين في إسرائيل لا يحبون نظام طهران. لكن شعوري هو أن هناك القليل جداً من الذين يدعمون الخيار العسكري من جانب واحد من قبل اسرائيلquot;.

الايرانيون المقيمون في اسرائيل قلقون من احتمال ضربة عسكرية اسرائيلية على مسقط رأسهم

العلاقة الوثيقة بين الإيرانيين في اسرائيل والإيرانيين في إيران تكون موضوع الحلقة الأسبوعية كل ليلة أحد عندما يعرض المذيع أمير حلقته على إذاعة صوت إسرائيل باللغة الفارسية.
وخصصت الحلقة الأخيرة للحديث عن مسألة تضخم الأسعار في إيران، وأثارت سلسلة من الشكاوى بشأن ارتفاع تكاليف الدجاج واللحوم ndash; وذلك في مقابل السعر المنخفض بشكل مثير للريبة لـ quot;ويسكي سكوتشquot; المهربة.
ما أن انتهت الحلقة الإذاعية، يزيل أمير سماعات الرأس ويقول إنه يأمل تجنب الحرب بين البلدين، مضيفاً: quot;أنا إيراني، وأنا أعرف الثقافة الإيرانية. وأعتقد أن الإيرانيين هم ناس يتميزون بالهدوء والسلام. لكن المشكلة تكمن في القيادةquot;.