معارضون سوريون في أحد أحياء حلب

فيما أعلنت وسائل إعلام أميركية أنّ الرئيس باراك أوباما وقع وثيقة سرية تسمح بتقديم المساعدة للمقاتلين المعارضين السوريين، قتلت القوات النظامية 43 شخصًا في ريف دمشق بعضهم في إطلاق نار وآخرون في إعدامات ميدانية.


بيروت: قتل 43 شخصا الاربعاء في عملية عسكرية نفذتها القوات النظامية السورية في بلدة جديدة عرطوز في ريف دمشق الاربعاء، بعضهم في اطلاق نار وآخرون في quot;اعدامات ميدانيةquot;، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم الخميس.

وقال المرصد في بيان quot;تم توثيق اسماء 43 قتيلا سقطوا خلال العملية العسكرية التي شهدتها بلدة جديدة عرطوز ورافقها اطلاق نار وسقوط قذائف واعدامات ميدانية نفذتها القوات النظامية السوريةquot;.

وكان المرصد افاد بعد ظهر الاربعاء عن اقتحام قوات النظام للبلدة الواقعة على بعد 14 كلم جنوب شرق دمشق حيث quot;اعتقلت اكثر من 100 شاب واقتادتهم الى مدرسةquot;، مشيرا الى انه تم سماع اصوات من المدرسة quot;تدل على تعرض هؤلاء الشبان للتعذيبquot;.

وتسببت اعمال العنف في سوريا الاربعاء بمقتل 163 شخصا هم 98 مدنيا وعشرون مقاتلا معارضا و45 عنصرا من قوات النظام قتلوا خلال اشتباكات في محافظات دمشق وحلب (شمال) وادلب (شمال غرب) ودرعا (جنوب) واللاذقية (غرب) ودير الزور (شرق) وحمص (وسط).

أوباما يسمح بتقديم المساعدة للمعارضين السوريين

من جانب آخر، ذكرت محطات تلفزيونية اميركية الاربعاء ان الرئيس الاميركي باراك أوباما وقع وثيقة سرية تسمح بتقديم المساعدة للمقاتلين المعارضين السوريين الذين يسعون للاطاحة بنظام بشار الأسد. وافادت محطتا quot;ان بي سيquot; وquot;سي ان انquot; نقلا عن مصادر لم تحددها ان الامر جاء من ضمن ما يعرف بquot;التقرير الرئاسيquot; وهي مذكرة تجيز لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) القيام بتحركات سرية.

ورفض مسؤولون في البيت الابيض التعليق على هذه المعلومات لكنهم لم يستبعدوا ان تكون واشنطن تقدم للقوات المناهضة للأسد المزيد من الدعم في مجال الاستخبارات مما تم الاعتراف به سابقا. وكانت واشنطن اعلنت من قبل انها تقدم مساعدة طبية ولوجستية لمقاتلي المعارضة السورية الا انها ترفض تقديم اسلحة محذرة من ان اضفاء طابع عسكري اكبر الى النزاع الجاري في سوريا لن يكون مثمرا.

ووردت هذه المعلومات عن توطيد العلاقة بين الولايات المتحدة والمعارضة السورية في وقت تدور معارك طاحنة في حلب ثاني مدن سوريا بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة في ما وصف بـ quot;أم المعاركquot;.

كما تتزامن من تشديد الضغط السياسي على البيض الابيض لحضه على تقديم المزيد من الدعم للمعارضة السورية بالرغم من تمنع الولايات المتحدة عن الانخراط بشكل مباشر اكثر في حرب جديدة في الشرق الاوسط. ولم يتضح ما اذا كان أوباما وقع المذكرة السرية، ولم ترد اي مؤشرات تكشف عما اذا كانت واشنطن بدلت سياستها المتبعة حتى الان والتي تقضي بعدم امداد المقاتلين السوريين بالاسلحة بشكل مباشر.

واجرى أوباما الاثنين مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اتفقا خلالها على quot;تسريع الانتقال السياسيquot; في سوريا، بحسب ما اعلن البيت الابيض. وراى البيت الابيض في بيان ان ذلك quot;سيتضمن رحيل بشار الأسد وسيستجيب للتطلعات المشروعة للشعب السوريquot;.

وتشهد سوريا حركة احتجاج بدأت سلمية قبل 17 شهرا وتحولت الى مواجهات واشتباكات يقابلها النظام بحملة قمع شديدة. واوقعت المواجهات حتى الان اكثر من 20 الف قتيل بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

تأجيل التصويت على مشروع القرار بشأن سوريا

إلى ذلك، أجلت الجمعية العامة للأمم المتحدة جلسة التصويت على مشروع قرار سعودي معدل يدين العنف في سوريا إلى يوم الجمعة 3 آب (أغسطس). وكانت الجمعية قررت في وقت سابق أن يكون التصويت يوم الخميس ولكن تم تأجيله يوما واحدا لاجراء المزيد من النقاشات حوله مع جماعات إقليمية متنوعة بمقر المنظمة الدولية في نيويورك.

ويدعو مشروع القرار الذي تدعمه دول عربية، سورية إلى إنهاء الصراع وعدم استخدام أو نقل الأسلحة الكيماوية أو البيولوجية، إضافة إلى بدء محادثات من شأنها أن تؤدي إلى تحول سياسي لإقامة نظام حكم ديمقراطي.

وتوقع دبلوماسيون أن ينال مشروع القرار تأييدا قويا من أعضاء الجمعية. وعرف نص القرار تعديلات حيث أنه يستبعد الدعوة لفرض عقوبات من جانب واحد على دمشق، ويعتبر أن تنحي الرئيس السوري بشار الأسد شرطٌ ضروري لنقل السلطة.

موازاةً مع ذلك أفادت مصادرُ فرنسيةٌ بأن اجتماعَ مجلسِ الأمن الطارئَ على مستوى وزراء الخارجية تم تأجيلُه إلى الاسبوع المقبل، في حين أعلنت فرنسا التي تولت الأربعاء رئاسة مجلس الأمن إنها ستحدد قريبا خُططَها لإعطاء دُفعة لمجلس الأمن للتحرك بشأن الأزمة السورية.