الأكراد متوحدون مع بقية السوريين ضد الأسد |
أكثر ما تخشاه تركيا من الصراع الدائر الآن في سوريا، هو أن يؤدي في نهاية المطاف إلى حصول أكراد سوريا على حكم ذاتي، ومن ثم استخدام حزب العمال الكردستاني المنطقة الجديدة لشن هجمات ضد تركيا.
بالنسبة لمعظم القوى الأجنبية، تعتبر الأحداث الأخيرة التي وقعت في المحافظات السورية ذات الأكثرية الكردية بمثابة جزء جانبي للصراع في البلاد التي تنزلق نحو الحرب الأهلية القاتلة، لكن الأمر مختلف للغاية بالنسبة لتركيا.
اتخذ بعض الاكراد السوريين في الاسابيع الاخيرة خطوات جذرية نحو الحكم الذاتي، الأمر الذي أدى إلى إعادة إحياء مخاوف أنقرة الوجودية، وهي أن عدوها الأكبر (حزب العمال الكردستاني)، يمكن أن يعزز نفوذه في سوريا، وحتى أن يقوم باستخدام المنطقة كقاعدة لمهاجمة تركيا.
ويخشى قادة تركيا أيضاً أنه في حال حصل الأكراد في سوريا على الحكم الذاتي والرسمي، كما أقاربهم في شمال العراق، فإن أكراد تركيا الذين يبلغ عددهم 12 إلى 15 مليوناً سيتجرأون على المطالبة بالاستقلال الذاتي أيضاً.
وذكرت وسائل الإعلام التركية أن أنقرة نفذت يوم الاربعاء تدريبات عسكرية بمشاركة 25 دبابة في منطقة نصيبين، على طول حدود تركيا الجنوبية مع المنطقة الكردية في سوريا، في رد فعل ليس فقط على التطورات الكردية، بل على احتمالات امتداد العنف واللاجئين من سوريا إلى الداخل التركي.
إلى جانب ذلك، وصل وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، إلى اربيل، عاصمة المنطقة الكردية في العراق، لاجراء محادثات مع الزعيم الكردي العراقي مسعود بارزاني حول الحكم الذاتي للأكراد السوريين. واتفق الزعيمان على أن quot;أي محاولة لاستغلال الفراغ في السلطة من قبل أي جماعة أو تنظيم عنيف سينظر إليه باعتباره تهديداً مشتركاً ينبغي معالجتهquot;، وفقاً لما قالته وزارة الخارجية التركية.
وبدأت الجماعات الكردية السورية، التي يعيش معظمها في المجتمعات المتجانسة على طول الحدود الشمالية للبلاد مع تركيا، باكتساب المزيد من الحقوق في نيسان/أبريل 2011، عندما منح الأسد الأكراد حق تقديم طلب للحصول على الجنسية كجزء من جهد أوسع لدعم شعبيته.
وقال الأكراد السوريون الذين وصلوا مؤخراً إلى نصيبين، على مسافة قصيرة من مدينة القامشلي في سوريا، إنهم فروا من بلدهم بسبب نقص المواد الغذائية والمخاوف الأمنية.
في هذا السياق، أشارت صحيفة الـ quot;وول ستريت جورنالquot; أن الأحزاب السياسية الكردية والجماعات شبه العسكرية قد اغتصبت أجهزة الدولة في الأسابيع الأخيرة وتسيطر الآن على عملية توزيع الغذاء والماء. ويرتفع علم الأكراد باللون الأحمر، الأبيض والأخضر فوق مباني البلدية، وعلى البنى البارزة مثل أبراج المياه وحاويات الغاز.
ويقول سكان نصيبين إن القوات السورية قد انسحبت الى ثكناتها، وتركت الأمن لحزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا، وهي جماعة كردية مسلحة.
ونقلت الصحيفة عن أردال، شاب كردي (33 عاماً) من بلدة القامشلي الذي جاء الى نصيبين الاسبوع الماضي مع زوجته وطفليه، قوله إن quot;الدولة السورية موجودة رمزياً فقط ... والآن لا يوجد أي وجود عسكري في منطقتناquot;، مضيفاً quot;ليتهم رحلوا منذ زمن طويل، فالوضع مريح اكثر بكثير من قبلquot;.
أثارت الأعلام الكردية التي ترفع في القامشلي غضب المسؤولين في أنقرة، لا سيما وأن المنظمة الكردية اعترفت بحزب العمال الكردستاني. وتوقعت وسائل الاعلام التركية نشوء نوع من quot;جمهورية حزب العمال الكردستانيquot; أو quot;غربي كردستانquot; في الجهة الجنوبية من البلاد، في الوقت الذي تقول فيه السلطات التركية إن نشاط حزب العمال الكردستاني قد ارتفع داخل سوريا في الاشهر الاخيرة.
ويقول قادة المجلس الوطني السوري والجيش السوري الحر إن حزب الاتحاد الديمقراطي يتواطأ مع دمشق لمساعدتها على التركيز على قمع الانتفاضة وعلى زعزعة الاستقرار في تركيا.
quot;إن هيمنة حزب الاتحاد الديمقراطي تثير مخاوف الناسquot;، يقول آلان، وهو كردي (18 عاماً) من القامشلي الذي وصل الى اسطنبول هذا الاسبوع بعد فراره من سوريا.
وأضاف: quot;الجميع يعرف أن حزب الاتحاد الديمقراطي هو حزب العمال الكردستانيquot;.
التعليقات