عنصران في الجيش السوري الحر في إدلب

عمت التظاهرات مدينة حلب التي تشهد اشتباكات بين القوات النظامية والجيش الحر، هذا فيما تظاهر السوريون كذلك في عدة مدنفيما أطلقوا عليه جمعة quot;دير الزور... النصر القادم من الشرقquot;، وردد المحتجون شعارات تطالب بإعدام الرئيس بشار الأسد.


بيروت: خرجت تظاهرات حاشدة اليوم الجمعة في مدينة حلب التي تشهد معارك وهجمات متبادلة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين منذ اسبوعين، طالبت باسقاط النظام السوري برئاسة بشار الاسد، بحسب ما افاد صحافي في وكالة فرانس برس والمرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال الصحافي ان مئات خرجوا في حي الشعار في شرق المدينة ورددوا هتافات quot;الشعب يريد اعدام بشارquot;، وquot;الشعب يريد الحرية والسلامquot;.

وقال متظاهر في العشرين من عمره quot;نخرج الى الشارع بهدف وحيد هو تحرير البلادquot;، مضيفا quot;على الاقل اليوم يمكننا الخروج والتظاهر لانه لم يعد هناك شبيحةquot;.

ويؤكد الجيش السوري الحر انه يسيطر على خمسين في المئة من المدينة التي حشد فيها الاف العناصر في مواجهة القوات النظامية التي حشدت بدورها تعزيزات بشرية وعسكرية.

ويقول المتظاهر quot;نحن ندعم الجيش منذ عشرين عاما، الا ان هذا الجيش موجه ضدناquot;.

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان احياء

واظهر شريط فيديو بثه ناشطون على الانترنت خروج تظاهرة حاشدة في حي اقيول في حلب ردد فيها المتظاهرون هتافات quot;الجيش الحر للابد داعس ع راس الاسدquot;، وquot;لا اله الا الله والاسد عدو اللهquot;.

وذكر المرصد ان التظاهرات شملت احياء الهلك وسيف الدولة والشعار والسكري وحلب الجديدة والفردوس والفرقان وبستان القصر.

واشار المرصد وناشطون الى تظاهرات كذلك في عدد من القرى والبلدات في ريف حلب الذي يسيطر الجيش الحر على الجزء الاكبر منه.

وذكر الناشط الاعلامي ابو هشام الحلبي لوكالة فرانس برس ان quot;الحياة طبيعية في ريف حلب لكن النظام يقصف احيانا بعض المناطق مستخدما الطيران والمدفعية البعيدةquot;.

وبحسب صور تم بثها مباشرة على الانترنت، رفع متظاهرون في بلدة مارع في ريف حلب لافتات كتب عليها quot;الاسد ضرب كل الحدود ما عدا الحدود الاسرائيليةquot;، وquot;هناك دائما شيء يصعب القيام به، لكن ليس هناك من امر مستحيلquot;.

في ريف دمشق، اظهر شريط فيديو تظاهرة في مدينة دوما ردد فيها المشاركون هتاف quot;جايينك يا شام نكنس الاسد وندعس النظامquot;.

كما خرجت تظاهرات بحسب المرصد، في مناطق عدة من محافظات الحسكة (شرق) وادلب (شمال غرب) ودرعا (جنوب) وطرطوس (غرب) ودير الزور (شرق) وحماة (وسط).

وكانت المعارضة دعت الى التظاهر اليوم تحت شعار quot;دير الزور: النصر القادم من الشرقquot;.

ويأتي ذلك فيما اعترفت المعارضة السورية بمقتل 16 من مقاتليها في دمشق، وقالت مصادر المعارضة إن طائرات تابعة للجيش السوري قتلت اليوم الجمعة مسلحي المعارضة في قصف على سهل حوران الجنوبي. ونقلت وكالة رويترز عن المصادر وصفها لمقتل المسلحين بأنه quot;خسارة كبيرةquot; تصيب صفوف مقاتلي المعارضة.

وكانت المعارضة المسلحة قد هاجمت الخميس حاجزًا للجيش على الطريق قرب بلدة بصر الحرير وطاردتهم طائرات الهليكوبتر. وقالت المصادر إن مدفعية الجيش بدأت ايضًا قصف البلدة في وقت مبكر صباح الجمعة.

ميدانيًا، قتل 21 مدنيًا على الاقل بينهم طفلان في قصف بمدافع الهاون على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق لم يعرف مصدره، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الجمعة. في هذا الوقت، أفيد عن اشتباكات في حي التضامن في العاصمة وقصف على حي صلاح الدين في مدينة حلب في شمال سوريا.

وتسببت اعمال العنف الخميس في مناطق سورية مختلفة بمقتل 179 شخصًا بينهم 110 مدنيين. وقال المرصد في بيان quot;ارتفع الى 21 عدد الشهداء الذين سقطوا مساء الخميس اثر سقوط قذائف هاون على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بينهم طفلانquot;.

وكانت حصيلة سابقة للمرصد افادت عن مقتل 15 شخصًا. واوضح رئيس المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس أن مصدر القصف غير معروف، وقد تزامن مع اشتباكات بين مجموعات مقاتلة معارضة والقوات النظامية في حي التضامن القريب.

ويضم مخيم اليرموك اكبر عدد من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، وتقول الامم المتحدة إن عدد المسجلين لديها في المخيم هو 148500. وذكر ناشطون أن العديد من الفلسطينيين حملوا السلاح الى جانب المعارضين السوريين ضد النظام.

وفي شريط فيديو بثه ناشطون على موقع quot;يوتيوبquot; على شبكة الانترنت، يمكن مشاهدة تظاهرة مناهضة للنظام سارت مساء امس في شوارع مخيم اليرموك، وبين الهتافات التي اطلقها المتظاهرون quot;احمد جبريل، دمك مهدورquot;، في اشارة الى زعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة، المؤيد للنظام.

وافاد المرصد صباحًا عن quot;اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في حي التضامن تترافق مع سقوط قذائف على الحيquot;. واشارت الهيئة العامة للثورة السورية الى استقدام قوات النظام quot;تعزيزات من قوات الفرقة الرابعة الى الحيquot;.

وقال المرصد إن قصفًا سجل بعد منتصف الليل على بلدة جديدة عرطوز في ريف دمشق التي قتل فيها الاربعاء 43 شخصًا في عمليات قصف واطلاق نار وquot;اعدامات ميدانيةquot; على ايدي عناصر من قوات النظام، بحسب المرصد.

وذكرت لجان التنسيق المحلية أن قوات النظام اغلقت في الصباح الباكر طريق الجديدة وسط انقطاع للتيار الكهربائي، مشيرة الى وجود quot;حالة ذعر بين الاهالي من ارتكاب مجزرة جديدةquot;.

وفي حلب حيث يؤكد الجيش السوري الحر أنه يسيطر على خمسين في المئة من المدينة وتحشد قوات النظام قواتها استعدادًا لهجمات جديدة على معاقل المقاتلين المعارضين، تعرض حي صلاح الدين في جنوب المدينة صباح الجمعة لقصف من القوات النظامية، بحسب المرصد الذي اشار الى اشتباكات في حي الزبدية.

وقتل مواطن بعد منتصف ليل الخميس الجمعة جراء قصف مروحي على قرية المهدوم في ريف حلب. في محافظة حمص (وسط)، قتل ثلاثة اشخاص في قصف من القوات النظامية على منطقة الحولة التي شهدت مجزرة في ايار/مايو راح ضحيتها حوالي مئة شخص.

وقتل اكثر من عشرين ألف شخص في سوريا منذ بدء الانتفاضة ضد نظام الرئيس بشار الاسد في منتصف آذار/مارس 2011، وفق حصيلة أعدها المرصد.

مناورات تركية قرب الحدود

وذكرت وكالة انباء الاناضول الجمعة ان الجيش التركي قام الجمعة بمناورات عسكرية جديدة على طول الحدود بين تركيا وسوريا.

وشاركت في هذه المناورات دبابات ثقيلة وناقلات جند وقاذفات صواريخ ارض-جو عند نقطة اونجوبينار الحدودية في محافظة كيليس (جنوب شرق).

واضافت الوكالة ان التدريبات العسكرية على الحدود بين سوريا وتركيا ستنظم دوريا لفترة غير محددة.

وكان الجيش التركي اجرى الخميس مناورات عسكرية شاركت فيها دبابات قرب الحدود مع سوريا، هي الثانية في 24 ساعة، فيما اتهمت انقرة النظام السوري بتسهيل تمركز متمردي حزب العمال الكردستاني في شمال سوريا.

وذكرت وكالة انباء الاناضول ان مناورات الخميس جرت قرب قرية سوروتش في محافظة سنليورفا (جنوب شرق) المجاورة للحدود السورية.

وكانت مناورات مماثلة جرت الاربعاء في نصيبين بمحافظة ماردين على بعد حوالى 250 كلم شرق سوروتش على طول الحدود السورية.

ويأتي هذا الانتشار في حين اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الاسبوع الماضي النظام السوري بتسليم مناطق عدة في شمال سوريا للمتمردين الاكراد لالحاق الضرر بالمصالح التركية.

وحذر من ان تركيا قد تمارس حقها في ملاحقة هؤلاء المتمردين وذراعهم في سوريا، حزب الاتحاد الديموقراطي، داخل الاراضي السورية.

واعتبرت هذه المناورات اختبار قوة ضد دمشق حليفة تركيا سابقا لكن هذه العلاقة تحولت الى عداوة منذ قمع النظام السوري حركة احتجاج انطلقت في اذار/مارس 2011 ما اسفر عن سقوط 20 الف قتيل بحسب مجموعات للدفاع عن حقوق الانسان.

وتوترت العلاقات بين انقرة ودمشق بعدما اسقطت الدفاعات الجوية السورية مقاتلة تركية من طراز quot;اف 4quot; قبالة سواحلها في 22 حزيران/يونيو.