منذ الصغر كانت اهتماماته وهوايته مغايرة عن اهتمامات أقرانه، حيث اختار الشاب الفلسطيني جمال العمواسياصطياد وتربية الأفاعي للتعرف عليها وعلى عالمها حين كان بعمر الستة عشر ربيعًا.


رام الله: لا يتوانى الشاب الفلسطيني جمال العمواسي البالغ من العمر 37 عاماً عن تقديم المساعدة والخدمات لمن يقصده بمشكلة تتعلق بالأفاعي والثعابين حيث بات منقذاً للكثيرين.
العمواسي بات الرقم الصعب في فلسطين من حيث اصطياد وتربية الأفاعي بعد سنوات طوال في هوايته الغريبة عن المجتمع الفلسطيني.
وبحسب صياد الأفاعي في لقاء خاص مع quot;إيلافquot; فإنه نشأ على هذه الهواية منذ كان عمره ستة عشر عامًا، حيث يقوم باصطياد الأفاعي والتعرف على طبيعتها وشكلها وأماكن عيشها.
وقال العمواسي: quot;كبرت هذه الهواية معي وأصبحت أكثر ممارسة ودراية حيث تمكنت من التعرف على طبيعة وأنواع الأفاعي المنتشرة في فلسطين ودرجة سميتهاquot;.
وأكد أنه استطاع معرفة الأنواع الأكثر سمية جراء هذه الهواية حيث يوجد في فلسطين نحو سبعة وعشرين نوعاً من الأفاعي والثعابين منها تسعة أنواع شديدة السمية وخمسة أنواع قليلة السمية والباقي غير سام.
ونظرًا لغياب الجهات المختصة في الإشراف على متابعة مثل هذه الأمور أصبح العمواسي محط أنظار وإعجاب الجميع ومطلب المواطنين لاصطياد الأفاعي التي تهاجم منازلهم أو حظائر المواشي والدواجن والطيور.

وأوضح العمواسي، أنه تمكن من إنقاذ العديد من الحظائر بعد طلبه من قبل الأهالي للتدخل، وقام بنشر عدد من الأفلام القصيرة على اليوتيوب أثناء اصطياده لمثل هذه الأفاعي.
وبين أن نحو 99% من الأفاعي والثعابين التي تتعرض للقتل على أيدي المواطنين هي غير سامة، إلا أن المواطنين يعتقدون دائمًا أن الأفعى سامة ويجب التخلص منها.
وأشار إلى نوع من الثعابين يطلق عليه اسم quot;العربيدquot; ونوع من الأفاعي تكون ذات طبع بقلاوية هي غير سامة وتقتل الأفاعي السامة وتتخلص منها، منوهًا في الوقت ذاته، إلى أن هذين النوعين هما الأكثر انتشارًا والأكثر تعرضاً للقتل نظراً لجهل المواطنين.

الاصطياد والتربية
وبخصوص الأفاعي التي يصطادها في فلسطين، أكد العمواسي، أن الافاعي التي يصطادها في فلسطين لا يربيها وإنما يقوم بفحصها والتعرف عليها وعلى طبيعتها وأماكن انتشارها وشكلها ودرجة سميتها ويعيدها للطبيعة.
وفي ما يتعلق بتربيته للأفاعي، أوضح أنه يقوم بتربية نحو عشرين نوعًا من الأفاعي quot;الشبكية الأسيوية والأناكوندا الخضراء والأصلة البرمية وأفاعي البوءةquot;.
وعن آلية التربية بين أنه يقوم بتربيتها في حديقة له قريبة من المنزل حيث يعمل على توفير بيئة مناسبة ويقدم لها الطعام المناسب، لافتًا إلى أنه نجح بعد أربع سنوات من تربية هذه الأنواع من انتاج فراخ أصلات.
ويقوم العمواسي بتربية الأرانب والدواجن في ذات المكان بهدف تقديمها كوجبات للأفاعي التي يضعها في بيوت زجاجية أشبه ما تكون بالمختبرات العلمية.
وأوضح أن اصطياد الأفاعي يحتاج إلى جرأة وقدرة على التعامل معها، منوهًا إلى أن الاحتفاظ بالأفاعي وتربيتها يعد أمرًا عاديًا في الخارج، ولكنه مستغرب فلسطينيًا وعربيًا.

وعن طبيعة الفائدة التي استطاع تحقيقها جراء هذه الهواية غير الاعتيادية، قال العمواسي: quot;إن الاستفادة التي حققتها كانت كبيرة جدًا حيث تمكنت من تحديد أنواع الأفاعي ودرجة سميتها وأماكن انتشارها وأنقذت العديد من الأشخاص والماشية والدواجن والطيور منها ومن خطرها المحدقquot;.
وأضاف: quot;أن تحديد الأفاعي السامة من غيرها يعد أمرًا هامًا عند تعرض المواطنين للدغاتها، الأمر الذي يسهم في إمكانية تقديم العلاج على وجه السرعةquot;.
وبحسب العمواسي، فإن تحديد مدى سمية الأفعى يقدم خدمة للأطباء عند معالجة الذين تعرضوا للدغات، فالبعض يحتاج لأمصال مضادة إذا كانت السمية عالية، والبعض لا يحتاج إذا كانت السمية قليلة، وهو ما حدث مع بعض الأشخاص الذين ساهم باخراجهم من المشافي دون أمصال مضادة لأن اللدغات كانت من أفاعي غير سامة.
وبالنسبة لتصنيع الأمصال المضادة أكد أنها غير متوفرة في فلسطين في حين تكون متوفرة في إسرائيل بالنوعية المشابهة للأفاعي.
ورغم هذه الهواية التي تعد خطرة، فإن العمواسي يعرض خدماته للمواطنين بالمجان وهو جاهز لتقديم أي مشورة أو نصيحة أو معلومة للمواطنين والقطاع الطبي، حيث يعرض رقمًا لهاتف طوارئ لاستقبال المكالمات والاستفسارات، كما يتواصل مع المواطنين من خلال صفحته على الفيسبوك التي تعد مرجعًا وتوثيقًا لكل ما قام به.
وعن طرق مساعدته للمصابين والملدوغين والأطباء، ذكر صياد الأفاعي، أن مواطنًا من مدينة رام الله، تعرض مؤخرًا للدغة أفعى وجرى نقله للعناية المركزة بأحد المستشفيات وتم إبلاغه من قبل أحد أقارب المصاب.
وقال العمواسي: quot;حين وردتني هذه المعلومات توجهت على الفور إلى المكان الذي جرت فيه الحادثة وقمت باصطياد الأفعى وأيقنت أنها غير سامة وتوجهت على الفور للمشفى وأخبرت الطاقم الطبي بذلك، وأن المصاب ليس بحاجة لمصل مضاد وأن الأعراض التي يعاني منها هي جراء الخوفquot;.
وبين أنه لو تمت عملية حقن المصاب بالمصل المضاد لحدثت أمور عكسية وآثار سلبية.
وفي سياق ذي صلة، وبحسب ما نشرت وكالة الأنباء الصينية quot;شينخواquot; في لقاء لها مع مدير جمعية quot;الحياة البرية في الضفة الغربيةquot; عماد الأطرش حول هذا الموضوع، فإن تربية الأفاعي داخل المنازل أمر مرفوض كونه يشكل خطرًا على السكان ولدورها الهام في الحفاظ على التوازن البيئي.