الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة

دمشق: لا يتوقف إرهاب النظام السوري لمعارضيه على أبناء بلده من السوريين، فبعد الفلسطينيين ولجوء أكثر من 600 عائلة فلسطينية من مخيم اليرموك وحده إلى لبنان خلال 48 ساعة تلت اجتياح جيش النظام لمنطقة التضامن الملاصقة لمخيم اليرموك، يأتي الدور الآن على الأقليات العربية والأجنبية الأخرى، ومنها الأقلية الجزائرية التي ارتبطت بدمشق والجهاد في بيت المقدس لسنوات طويلة.

فقد ناشدت عائلة الأمير عبد القادر الجزائري، مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، والمقيمة في سوريا، الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، التدخل لدى السلطات السورية؛ من أجل إنقاذ حياة أحد أحفاد الأمير عبد القادر من الإعدام.

وجاء في رسالة وجهتها العائلة إلى بوتفليقة، ونشرتها صحيفة ldquo;الخبرrdquo; الجزائرية، أن إحدى المحاكم العسكرية السورية أصدرت منذ شهرين حكماً بالإعدام على أحد أفراد العائلة، ويدعى محمد خلدون الجزائري الحسني؛ بذريعة أنه من دعاة الدفاع عن حقوق الأمة السورية.

ودعت عائلة الأمير عبد القادر، الرئيس الجزائري، إلى التدخل السريع؛ من أجل إبعاد العائلة عن شبح الحرب الطائفية التى تدور رحاها في سوريا، وتستهدف العلماء والرموز، وعلى رأسهم الأمير خلدون ابن العالم النووي مكي الحسيني الجزائري، والذى اعتقل منذ شهرين على يد قوات الأمن.

تجدر الإشارة إلى أن عبد القادر بن محيي الدين، المعروف بالأمير عبد القادر أو عبد القادر الجزائري، يعد مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، حيث خاض معارك ضد الاحتلال الفرنسي للدفاع عن بلاده، ثم نفي إلى دمشق إلى أن توفي بها (26 مايو/أيار 1883).

ويمثل الأمير عبد القادر الجزائري واحداً من أهم رموز مدينة دمشق الذين حقنوا فتنها الطائفية والمذهبية، لا سيما أنه استقبل في بيته عشرات العائلات اللبنانية المسيحية التي لجأت إلى دمشق إبان الحرب الأهلية في منتصف القرن التاسع عشر، فراراً من حرب الجبل مع الدروز، وكان حريصاً على استضافتهم وحمايتهم في منزله الذي كان ملاذاً من ويلات الحرب الطائفية في المنطقة.