سعيد جليلي |
أكد رئيس الوزراء العراقي نوري كامل المالكي أن العراق يدعم أي جهد يحقق للشعب السوري أهدافه بشكل سلمي وعبر الحوار والتفاهم.. فيما أكد وزير خارجيته هوشيار زيباري وصول الأمور هناك الى مرحلة مقلقة لدول المنطقة كافة بسبب تصاعد وتيرة العنف وغياب الأفق السياسي للحل، وذلك خلال اجتماعهما كل على انفراد مع أمين المجلس الأعلى للامن القومي الإيراني سعيد جليلي.
أسامة مهدي: خلال اجتماع بين المالكي وجليلي في بغداد اليوم تم بحث العلاقات بين البلدين والاوضاع في المنطقة، وخاصة منها الأزمة السورية. وأكد المالكي موقف العراق الداعم لأي جهد يحقق للشعب السوري اهدافه بشكل سلمي وعبر الحوار والتفاهم، وتجنيب سورية وشعبها المزيد من المآسي، وبما يساعد على حفظ أمن واستقرار المنطقة.
مباحثات لجليلي مع النجيفي وزيباري
قبل ذلك قال رئيس مجلس النواب العراقي اسامة النجيفي انه لم يتفق مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي الذي التقاه في بغداد اليوم على كل شيء يتعلق بالاوضاع في سوريا سوى الاتفاق على عدم اثارة طائفية النزاع هناك، داعيًا الحكومة العراقية الى المساعدة على حل الازمة السورية، لكنه لم يوضح اسباب الخلاف مع المسؤول الايراني.
وقال النجيفي في مؤتمر صحافي في بغداد انه بحث مع جليلي تطورات الاوضاع في المنطقة، لا سيما التي تشهدها سوريا، لكنه اكد أنه لم يتفق معه quot;على كل شيءquot; حول الامر من دون الادلاء بتوضيحات عن طبيعة الخلافات بينهما.
وقال لم نتفق على كل شيء طرح خلال اللقاء، لكن اتفقنا على الافكار العامة بعدم السماح باثارة النعرات المذهبية. واضافquot; جرى بيننا حوار تفصيلي خلال اللقاء الذي اراد جليلي خلاله معرفة وجهة النظر البرلمانية العراقية ازاء عموم القضايا، خاصة القضية السورية، وقد اكدنا ضرورة ان يكون للشعب السوري دور في مستقبله ومستقبل بلاده، ولا بد من اطفاء الحريق اولاً ليتسنى الحديث عن حلولquot;.
وأضاف أن سوريا بلد عزيز وشقيق والشعب السوري اصيل وأعان العراقيين وآوى الكثير من الباحثين عن الامن، مشددا على ضرورة معاملة اللاجئين السوريين الذين يصلون الى العراق معاملة ممتازة، انطلاقا من المبادئ العربية والسلامية والجيرة، ويجب احتضانهم وعدم منع اي منهم من دخول الاراضي العراقية.
وشدد النجيفي على ضرورة عمل الحكومة العراقية لحل الازمة السورية من خلال الوقوف مع الشعب السوري، وأن يكون العراق عاملا مساعدا لحل المشاكل هناك، موضحا ان كل دول المنطقة ضالعة في الازمة السورية وتتدخل في مشاكلها. كما اجرى جليلي بعد ذلك مباحثات مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، حيث تم بحث تطورات الاوضاع الدولية والاقليمية والعلاقات العراقية الايرانية وكذلك الازمة السورية.
كما جرى التشاور وتبادل الاراء حول الوضع في سوريا ووصول الامور الى مرحلة مقلقة لكل دول المنطقة بسبب تصاعد وتيرة العنف وغياب الافق السياسي للحل. واستعرض الجانبان آخر تطورات الملف النووي الايراني، وجرى التأكيد على الحاجة الى تحقيق تقدم ملموس في المباحثات النووية.
مباحثات في دمشق
وفي وقت سابق اليوم بدأ سعيد جليلي امين المجلس الأعلى للامن القومي سعيد جليلي اليوم الاربعاء زيارة الى بغداد قادمًا اليها من دمشق لبحث الازمة السورية وتداعياتها على دول المنطقة مع المسؤولين العراقيين. ومن المنتظر ان يجري جليلي الذي استقبله في مطار بغداد الدولي مستشار الامن القومي العراق فالح الفياض مباحثات مع المسؤولين العراقيين يتقدمهم رئيس الوزراء نوري المالكي تتناول تطورات الازمة السورية وتداعياتها على المنطقة واختطاف الجيش السوري الحر الذي يقاتل قوات الاسد، لحوالى 48 ايرانيا في سوريا.
المالكي مجتمعا مع جليلي |
وفي تصريحات لهما قال الفياض ان لإيران حضورا فاعلا ومؤثرا في المنطقة ولها روابط وامكانات تؤهلها للعب دور فاعل في حل مشاكل المنطقة، وخاصة مسألة سوريا. وأضاف ان استبعاد إيران من أي حل وخاصة في قضية سوريا إنما هي استبعاد لأساس من أسس الحل المهمة.
وحول مسألة تحشيد قوات الجيش العراقي على الحدود، أوضح الفياض، انها عملية تأتي لمنع دخول المسلحين والأسلحة، وقال quot;نحن لسنا طرفا في هذا الصراع، وسنقوم بكل ما يتطلب الدور برعاية هذه الحدود من التسلل من وإلى العراق، مبيناً ان فتح الحدود امام اللاجئين السوريين انما هو دعم انساني للمتضررين، ولسنا ممن يتدخلون في الشأن السوريquot;.
من جانبه قال سعيد جليلي quot;نحن تربطنا علاقات وطيدة واستراتيجية مع دول الجوار، ونرفض أية ضغوطات على شعب وحكومة سوريا، حيث إن الحل في سوريا يجب ان يكون داخلياًquot;.
بالتزامن مع وصول جليلي الى بغداد أكد المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ ان موقف العراق من الازمة السورية واضح ولا لبس او تغيير فيه وهو ما جعله احد اكثر المواقف توازنا وتعقلا من هذه الازمة. وقال ان quot;العراق يؤيد انتقالا سلميا في سوريا يضمن للشعب السوري الشقيق العيش بحرية وكرامة واختيار نظام الحكم المناسب وفقا للخطة الدولية المدعومة من قبل الجامعة العربيةquot;.
وبشأن بعض الدعوات التي تريد تطبيق النموذج اليمني لنقل السلطة في سوريا، قال الدباغ quot;لا يمكن استنساخ تجارب اخرى وتطبيقها على الحالة السورية، لان لكل بلد ظروفه والياته، وان الالية المعتمدة هي الاسلوب السلمي طبقا لما يتم التوافق عليه بين السوريين انفسهمquot;. وجدد الدباغ التأكيد على quot;رفض العراق القاطع لاستخدام القوة، لان من شأن ذلك خلق تداعيات وتبعات في المنطقة، لن يسلم منها احد، بمن في ذلك الداعون اليهاquot; كما نقل عنه المركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي الرسمية.
وتدعم بعض الدول العربية إنهاء الازمة السورية عبر التدخل العسكري أو تسليح المعارضة السورية، وهو ما رفضه العراق بقوة خلال الاشهر الماضية. وتولت جامعة الدول العربية في الاسبوع الحالي عقد مؤتمر في القاهرة للمعارضة السورية، وبمشاركة العراق ومصر وقطر والكويت فضلاً عن وزراء خارجية تركيا وفرنسا وتونس ونائب المبعوث الدائم للأمم المتحدة من اجل مناقشة وثيقة العهد الوطني ووثيقة تتعلق بالرؤية السياسية المشتركة للمعارضة السورية للوضع الحالي التي تعانيه دولة سوريا.
وكان سعيد جليلي، ممثل المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية قال خلال لقائه الرئيس السوري بشار الاسد في دمشق امس ان بلاده لن تسمح quot;بكسر محور المقاومةquot; الذي تشكل سوريا quot;ضلعا اساسيا فيهquot;. واضاف quot;ان ما يجري في سوريا ليس قضية داخلية وانما هو صراع بين محور المقاومة من جهة واعداء هذا المحور في المنطقة والعالم من جهة اخرىquot;، مؤكدا ان quot;الهدف هو ضرب دور سوريا المقاومquot;. وقال ان quot;ايران لن تسمح باي شكل من الاشكال بكسر محور المقاومة الذي تعتبر سوريا ضلعا اساسيا فيهquot;.
وتم خلال اللقاء، بحسب دمشق quot;بحث علاقات التعاون الوثيقة والاستراتيجية بين سوريا وايران والاوضاع في الشرق الاوسط والمحاولات الجارية من قبل بعض الدول الغربية وحلفائها في المنطقة لضرب محور المقاومة عبر استهداف سوريا من خلال دعم الارهاب فيها لزعزعة امنها واستقرارهاquot;.
وفي وقت لاحق، اعتبر جليلي في مؤتمر صحافي عقده في مقر السفارة الايرانية في دمشق، بحسب الترجمة من الفارسية الى العربية، quot;ان كل هذا التآمر ضد سوريا عبارة عن أحقاد يريد أصحابها ان ينتقموا من الدور السوري المشرف مع المقاومةquot;.
وشدد ممثل المرشد الاعلى على ضرورة الحل الداخلي للازمة السورية، معربا عن رفضه أي شكل من اشكال التدخل الخارجي في الشؤون السورية. وقال quot;الشعب السوري حكيم وناضج، واي تصور لحل الازمة في سوريا لا يمكن ان يكون الا حلا سوريا داخلياquot;.
وحول اقامة منطقة عازلة على الحدود السورية التركية، شدد جليلي على ان quot;اي طريق لحل الازمة هو داخلي سوري، وينبغي للجميع ان يحترم الحدود السورية، سواء المعنوية او الماديةquot;، لافتا الى ان quot;الامن كل لا يتجزأquot;. كما استبعد جليلي اي عدوان اسرائيلي على ايران بسبب مفاعلها النووي، معتبرا ان quot;الكيان الصهيوني اليوم أضعف من ان يفكر مجرد تفكير في مثل هذا العمل ضد ايرانquot;.
وأدان المبعوث الايراني عملية خطف الايرانيين السبت قائلا quot;انها للاسف احدى الظواهر المؤسفة التي لا يمكن لاي عاقل ان يرضى بهاquot;. وأكد ان بلاده quot;لن تألو جهدًا، وستستخدم كل الادوات للعمل على تحرير المختطفين الايرانيين الابرياء وعودتهم سالمين الى ديارهمquot;.
واعلنت quot;كتيبة البراءquot; التي تبنت عملية احتجاز 48 ايرانيا في سوريا في بيان عاجل على موقع فايسبوك الاثنين عن مقتل ثلاثة من المخطوفين في عملية قصف من قوات النظام في ريف دمشق.
وايران هي الحليفة الرئيسة لسوريا في المنطقة، وتتهم طهران الولايات المتحدة والسعودية وقطر وتركيا بتقديم الدعم العسكري للمعارضة السورية لاسقاط النظام. بينما يتهم المعارضون السوريون والولايات المتحدة ايران بدعم النظام السوري عسكريا.
وتنظم ايران اجتماعا وزاريا تشاوريا الخميس للدول التي لها quot;موقف واقعيquot; من الازمة السورية بحسب ما اعلنت الاثنين، مشيرة الى ان عشر دول ستشارك في الاجتماع.
التعليقات