تونس: قال وزير الشؤون الدينية (الأوقاف) نور الدين الخادمي، الأربعاء إن غالبية مساجد بلاده مستقرة، ولكن القليل منها لا يزال يشكو من اضطرابات واحداث عنف.

واضاف الخادمي في مؤتمر صحافي عقده بمعية عدد من مساعديه quot;لا بد من وضع حد لظاهرة الاستيلاء على المساجد مع تحميل المسؤولية لكل متجاوزquot;، منوهًا بخصوص وقائع عنف في بعض المساجد بأن quot;صلاحيات الوزارة ممارسة القوة الادارية وفي وقائع العنف، لا نستطيع التدخل، بل نحذر منه، والتدخل هو من صلاحيات الجهات الأخرى، وهناك تنسيق مع وزارتي العدل والداخلية في سياق الشرعية، وبعيداً عن أي توظيف حزبي وارباك المساجد هو ارباك للثورة ومحاولة للإجهاض عليهاquot;.

من جهة اخرى اتهم الخادمي عناصر من حزب التجمع المنحل (حزب الرئيس الخلوع بن علي) واصحاب سوابق، اضافة الى من اسماهم بأتباع تيارات فكرية، باثارة الفوضى في بعض المساجد، منوها بأن وزارته ليست مسؤولة عن تجاوزات بعض السلفيين.

واعلن مصطفى العرفاوي، احد مستشاري الوزير التونسي القبض على بعض المشتبه فيهم ومن المتورطين في قضايا اجرامية في بعض المساجد بنية احداث اعمال هرج وفتنة فيها.

هذا وتحدث الوزير الخادمي عن التعليم الزيتوني وازمة امامة هذا المسجد، وقال في هذا الصدد quot;من يدير الشأن الديني في المساجد ويعين الاطارات والإئمة هي الوزارة وهي المسؤولة عن اي تجاوز يحدث فيهاquot;.

اما العرفاوي فقال من جهته لوكالة (آكي) الايطالية للانباء ان الوزارة عينت إمامًا جديدا على جامع الزيتونة، اشهر مساجد البلاد عوضًا من الامام حسين العبيدي، الذي quot;يعتبر ان لديه صكًا على بياض لادارة المسجد والفرع التعليميquot; المرتبط به.

واكد العرفاوي ان وزارته متحسبة لرد فعل من العبيدي، الذي قال انه سيرفض تولي الامام الجديد منصبه الجمعة المقبل، وقال quot;هو (العبيدي) صرح برفضه قرار التعيين، ونحن مستعدون مع الاطراف الامنية في حال تسجيل اية خروقاتquot;.

هذا وقد اكدت ثلاث وزارات تونسية هي وزارة الشؤون الدينية والتربية والتعليم العالي في بيان مشترك ان تشاورًا تم مع رئاسة الحكومة، وافضى الى quot;ضرورة ان تتولى الدولة تنظيم دور جامع الزيتونة التعليمي بشكل يعمق السند الشرعي، ووفقا لخطة مدروسة، تساهم في بلورتها وزارات عدة وعلماء الزيتونة وسائر اهل العلم والخبرة وتنظيم مؤتمر علمي وطني قبل نهاية العام الجاريquot;.

وكان الامام حسين العبيدي قد اتهم الحكومة بسعيها الى بسط نفوذها على التعليم الديني في المسجد المذكور بعد حظر قارب الخمسين عاما، ملفتا الى ان ادارة الاشراف على هذا التعليم quot;مستقلة، وستقوم بتدريس مناهج تعليمية عديدة من بينها الطب و العلوم مع استثناء تقديم دروس في مناهج اخرى بينها منع تدريس الفرنسيةquot;.