أنقرة: قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو quot;إن هناك علاقات تاريخية أصيلة تربط بلاده بإيران، موضحا أنهم دائما وأبدا يولون أهمية كبيرة للعلاقات القائمة مع إيران. وأضاف الوزير التركي في حديث له إلى الصحافيين على متن الطائرة متوجها إلى ميانمار، quot;أن من حق بلاده أن تنتظر التقدير والاحترام من دولة تربطها بها علاقات تاريخية كبيرة، وأن ترى في تصريحات مسؤوليها القيمة التي تعطيها للعلاقات التي تربطها بتركياquot;.

واشار دواد أوغلو إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تصدر مثل هذه التصريحات عن أحد مسؤولي إيران، موضحا أنه لما بلغ نظيره الإيراني علي أكبر صالحي بهذه الأمور أخبره quot;بان الأشخاص المخولين بالحديث باسم إيران رئيس البلاد وآية الله خامنئي وهوquot;، طالبا منه ألا يهتم بأي تصريحات أخرى.

وتابع الوزير التركي quot;أن صدور مثل هذه التصريحات من مسؤول إيراني بحجم رئيس الأركان العامة الإيرانية أمر غير مقبول بأي حال من الأحوالquot;، مشيرا إلى أن بلاده لم تقدم إلى الإدلاء بأي تصريحات بهذا الشأن إلا بعد أن أعلن الوزير الإيراني رغبته في زيارة تركيا.

وأكد داود أوغلو على أن العلاقات الثنائية بين أي بلدين يجب أن تقوم على الاحترام والاهتمام المتبادلين، موضحا quot;أنهم ينتظرون من دولة عريقة مثل العراق أيضا أن يتصرف مسؤولوها في كافة المواقع والمناصب بقدر من الجدية والاحترامquot;

وقال داود أوغلو quot;إن تركيا لديها قناعات تختلف عن تلك التي تراها إيران في الشأن السوريquot;، مؤكدا على أن الحكومة التركية لم تقفل قنوات الحوار مع إيران بأي حال من الأحوال، وأنها تعبر عن ارائها في هذا الموضوع للجانب الإيراني بكل وضوح وشفافية.

وتابع قائلا: quot;الشئ الذي أزعجنا في تلك التصريحات التي صدرت عن المسؤول الإيراني، هو مساعي ذلك المسؤول بإلقاء مسؤولية ما يجري في سوريا على تركيا. وهذا شيء لا نقبله ولا نقبل بأي أعذار لهquot;، مضيفا أن الغريب في الأمر هو أن إيران تقوم بمواصلة علاقاتها مع الإدارة السورية المسؤولة عن قتل مئات الالاف من السوريين، وتدعمها، ثم تاتي بعد ذلك بإلقاء اللوم على تركيا.

وأوضح داود أوغلو أنه تحدث عن هذه الأمور بصراحة مع نظيره الإيراني، مبينا له أن المسؤول عن القتل والدماء التي تنزف في سوريا إنما هو النظام السوري ومن يدعمه.

وأشار داود أوغلو إلى أن مسألة الإيرانيين المختطفين في سوريا مسألة إنسانية لا علاقة لها بالخلافات السياسية على الإطلاق، مؤكدا على أن بلاده إذا كان لديها ما يمكنها تقديمه في هذا الأمر ستقدمه على الفور دون توانِ كعادتها دائما وابدا.

ولفت الوزير التركي إلى أن انقسام سوريا ليس من مصلحة أحد على الإطلاق، مضيفا quot;أن تركيا ترى الوضع في سوريا على أنه مشكلة شعب يتكون من مذاهب وأديان وأعراق، مع نظام مستبد ظالم، ولا تراه على أنه مسألة طائفية، وأنهم يسعون إلى بذل كل مساعيهم للحيلولة دون تحول تلك الأمور إلى حرب طائفيةquot;، بحسب قوله

وعما أثير من أنباء عن قيام حزب العمال الكردستاني الانفصالي بأنشطة له في بعض المدن شمالي سوريا قال داود أوغلو: quot;سياسة تركيا المتعلقة بالمنطقة هى أن يتحقق التغيير الذي سيعكس إرادة الشعوب، بشكل سلميquot;، موضحا أن بلاده تبذل مساعيها من أجل هذا فقط، ومؤكدا على أن الموقف الذي يتخذه النظام السوري هو السبب في سيطرة الفوضى على المشهد العام للبلاد.

وأضاف أن حزبي العمال الكردستاني والوحدة الديمقراطي الكردي السوري والنظام السوري هم من يظلمون الشعب السوري مع النظام السوري، ويسعون إلى الحصول عن منافع من الفوضى في البلاد.

وتابع قائلا: quot;إذا بقى الأسد فإن كانو سيشكلون تأثيرا بالتعاون الذي سيقيومون معه. وإذا ذهب الأسد فإنهم سيحاولون الاستفادة من الفراغ السياسي الحاصل، لكنهم لن ينجحوا في ذلك، والكل شاهد على هؤلاء في سوريا من عرب وكرد وتركمانquot;.

ولفت داود أوغلو إلى أن تركيا كان لديها بعد النظر بخصوص ما يمكن أن يظهر من فوضى في هذه الفترة الانتقالية، وما زال لديها ذلك، مشيرا إلى أنهم فكروا في كل السيناريوهات التي من الممكن أن تظهر على سطح الأحداث عقب رحيل الأسد.

وذكر الوزير التركي أن عناصر quot;الكردستانيquot; التي انتقلت إلى منطقتي عفرين وكوباني في الشمال السوري ودعمها الأسد بالأسلحة، يمثل تهديدا لتركيا، وأن تركيا اتخذت التدابير اللازمة حيال ذلك ومستمرة في اتخاذ ما تراه مناسبا من تدابير أخرى.