بينما تشير المعلومات إلى تورط جماعات إسلامية متشددة في أحداث سيناء، التي راح ضحيتها 16 جندياً قتيلاً وسبعة جرحى آخرين، تنفي غالبية الإسلاميين في مصر هذا الإحتمال، وتميل إلى أن إسرائيل تقف وراء الحادث بطريقة أو بأخرى، ومن هؤلاء الدكتور كمال الهلباوي المتحدث باسم التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين السابق.


صبري عبد الحفيظ من القاهرة: قال الدكتور كمال الهلباوي المتحدث باسم التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين السابق في تصريحات لـquot;إيلافquot; إن إسرائيل لديها مصلحة مباشرة في أحداث رفح، مشدداً على ضرورة تعديل إتفاقية السلام مع إسرائيل، وتنمية سيناء وزرعها بالبشر من أجل إقتلاع جذور الإرهاب منها.

كمال الهلباوي

ليسوا فلسطينيين
أوضح الدكتور كمال الهلباوي أنه بعدما تدارس أمر أحداث سيناء خلال الأيام الماضية، إنتهى إلى أنه لا يمكن لأي فلسطيني أن يقوم بها، مشيراً إلى أن الفلسطينيين هم الخاسر الأول من تلك العملية الإرهابية.

وأكد في تصريحات خاصة لـquot;إيلافquot; أن الدليل على ذلك إغلاق معبر رفح، إضافة إلى تشديد الحصار على قطاع غزة، ومنح إسرائيل ذريعة من أجل ضربها بالدبابات والطائرات، بحجة محاربة الإرهاب، وسوف يتعطل التواصل بين مصر وقيادات حركة حماس، ومنهم إسماعيل هنية وخالد مشعل وغيرهما. وأضاف الهلباوي: من أجل ذلك أنا على يقين من أن الفلسطينيين لم يقتلوا المصريين.

إسرائيل المستفيد
في ما يخصّ إحتمال تورّط الجماعات الإسلامية المتشددة في سيناء في تلك العملية، قال الهلباوي، إن الجماعات الإسلامية لا تقتل لمجرد القتل، بل تستهدف الغرب بالأساس، ولا تستهدف المدنيين، بل تستهدف العسكريين، الذين يحتلون الأراضي العربية أو الإسلامية، بما فيها تنظيم القاعدة.

وتابع الهلباوي قائلاً إن إسرائيل وأميركا هما المستفيدان بشكل مباشر من العملية، ولفت إلى أنه لا يمكن أن يكون لأي طرف عربي مصلحة في القيام بالعملية، باستثناء من وصفهم بـquot;الفلولquot; أنصار الثورة المضادة في مصر.

وأوضح أن فلول النظام السابق لديهم القدرة المادية والإمكانيات للقيام بعملية مثل هذه، بهدف إحراج الرئيس محمد مرسي، وإظهاره بمظهر الضعيف، وفي الوقت نفسه إلقاء التهمة على الفلسطينيين، بهدف قطع الطريق على أية علاقة متينة مع قطاع غزة.

محاربة الإرهاب
غير أن الهلباوي يرجّح أن تكون تل أبيب تقف وراء العملية، موضحاً أن تل أبيب ربحت من وراء العملية أمورًا عدة، أولها إيقاف التواصل المصري مع غزة، وإغلاق معبر رفح، وتشديد الحصار على الفلسطينيين، ومنحها الذريعة لضرب غزة مستقبلاً بحجة محاربة الإرهاب، إضافة إلى إظهار أن مصر لا تستطيع إحكام قبضتها على سيناء، وأن أمن إسرائيل مهدد، مما يمكنها من ممارسة المزيد من الضغوط على مصر في هذا الصدد. مشيراً إلى أن هناك مبدأ في علم الجريمة، يقول quot;إبحث عن المستفيدquot;، والمستفيد من عملية رفح هي إسرائيل، وليسوا الفلسطينيين، أو حتى الجماعات الإسلامية في سيناء.

مراجعة إتفاقية السلام
ودعا الهلباوي إلى ضرورة إعادة النظر في إتفاقية السلام مع إسرائيل. وقال إن الأحداث الأخيرة كشفت أن يدي مصر مكبلتان في سيناء، مشيراً إلى ضرورة أن يتم منح مصر القدرة على بسط سيطرتها وسيادتها على كامل أراضي سيناء.

معتبراً أن إتفاقية السلام تضم بنوداً مجحفة في حق مصر، ويجب تنقيتها من هذه البنود، وزيادة أعداد القوات والمعدات العسكرية في سيناء، لتكون على قدم المساواة مع إسرائيل. كما دعا الهلباوي إلى أهمية أن تولي الحكومة المصرية إهتمامها بسيناء، وتعمل على تنميتها ورزعها بالبشر، مشيراً إلى أن النظام السابق أهمل سيناء طوال السنوات الماضية، حيث صارت بيئة خصبة للجماعات المتشددة، وصارت مطمعاً لإسرائيل.

القاعدة عنقودية
حول تواجد القاعدة في سيناء بقوة وتهديد أمن مصر، قال الهلباوي إن اسم quot;القاعدةquot; صار يطلق على أية جماعات إسلامية تتبنى منهج حمل السلاح، مشيراً إلى أن الجماعات الإسلامية في سيناء لا ترتبط بالقاعدة بشكل مباشر، بل تتبع الأسلوب نفسه في العمل من حيث إستخدام العنف و التشدد وتكفير بعض فئات المجتمع.

واعتبر أن القاعدة صارت تنظيماً عنقودياً، وقال إن تنظيمات quot;فتح الإسلامquot; في لبنان وسوريا، وquot;شباب المجاهدينquot; في الصومال، وتنظيم quot;الدولة الإسلاميةquot; في العراق ، وquot;جيش الإسلامquot; في فلسطين، كلها يمكن وصفها بتنظيمات عنقودية من تنظيم القاعدة في أفغانستان.