الجناح العسكري لآل مقداد يتولى عمليات الخطف

تتردد أصداء النزاع السوري مرة أخرى في لبنان على شكل أزمة رهائن توتر البلد وتستنفر حكومته وتذكر بممارسات الحرب الاهلية (1975-1990).


بيروت: في خطوة تشكل سابقة في لبنان منذ عمليات خطف الاجانب والخطف على الهوية خلال الحرب، تحتجز عشيرة شيعية منذ الاربعاء اكثر من عشرين سوريًا، حسب ما أكدت، من quot;عناصر الجيش السوري الحر أو مموليه أو المرتبطين بهquot;، وذلك ردًا على اعلان الجيش الحر قبل يومين خطف أحد ابناء العشيرة حسان المقداد في دمشق.

واثارت هذه العمليات الهلع لدى مواطنين من دول الخليج الذين غادر قسم كبير منهم لبنان تجاوبًا مع دعوات بهذا الصدد من حكوماتهم، لا سيما أن شاشات التلفزة نقلت تهديدات من اقرباء المخطوفين اللبنانيين في سوريا تطال الدول الداعمة للمعارضة السورية، لا سيما قطر والسعودية.

واعلنت رابطة عشيرة آل المقداد الشيعية مسؤوليتها عن معظم عمليات الخطف، مشيرة الى أن quot;الجناح العسكريquot; فيها أقدم على تنفيذ العمليات في مناطق لبنانية مختلفة. وهي المرة الاولى التي يعلن فيها عن مثل هذا الجناح.

وعشيرة آل المقداد عشيرة شيعية نافذة، ويوجد مقر رابطتها في منطقة الرويس في الضاحية الجنوبية لبيروت التي تعتبر معقلاً لحزب الله الشيعي. واكدت العشيرة أنها لا تحظى بأي تغطية من حزب الله أو من حركة امل الشيعيين، ابرز حلفاء النظام السوري في لبنان. وقد رفض الحزب والحركة التعليق على عمليات الخطف.

وابلغ ماهر المقداد، امين سر رابطة آل المقداد التي تمثل العشيرة، في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس الخميس أن الرابطة quot;اوقفت عملياتها العسكريةquot; وأنها quot;ستكتفي بعدد المخطوفين لديها الذين لن تفرج عنهم قبل الافراج عن حسان المقدادquot;.

واضاف أن الضحية الاولى بين المخطوفين سيكون الرهينة التركي quot;الذي سيكون اول من يقتل في حال قتل ابننا في سورياquot;. وافاد مصدر أمني أن اربعة مسلحين اقدموا صباح الخميس على خطف السوري حسام يحيى خشروم من مواليد 1970 في بلدة جلالا قرب شتورا في منطقة البقاع (شرق لبنان)، بعد أن اعترضوه خلال مروره بسيارته في المنطقة.

واكد ماهر المقداد أن عدد المخطوفين لدى ابناء العشيرة quot;يفوق العشرينquot;. وكان حاتم المقداد، شقيق حسان المقداد، اعلن الاربعاء أن عدد المخطوفين 33. وتسري شائعات عديدة عن خطف مواطنين سوريين هنا وهناك، بعضها تأكد وبعضها الآخر تبين أنه عار عن الصحة.

وفي لبنان المنقسم اصلاً بين مؤيدين للنظام السوري ومتحمسين للمعارضة، تطورت الامور سريعًا على الارض واتخذت بعدًا طائفيًا. فقد قام عدد كبير من اقرباء الشيعة الاحد عشر المخطوفين في سوريا منذ 22 ايار/مايو مساء الاربعاء بقطع طريق مطار بيروت الدولي جنوب العاصمة بالاطارات المشتعلة لساعات طويلة ومنعوا أي سيارة من المرور من والى المطار.

وتخللت قطع الطريق مشاهد غضب وشتائم ضد الدولة، وكل من تركيا وقطر اللتين يتهمهما اهالي المخطوفين بدعم المعارضين السوريين والجيش الحر، وحتى تهديدات بخطف مواطني هاتين الدولتين.

وفي خطوة مضادة، قطع عدد كبير من السنة منذ الاربعاء وحتى عصر الخميس عند نقطة المصنع الحدودية في شرق البلاد الطريق بالخيم والعوائق ويوقفون السيارات المتوجهة الى سوريا أو القادمة منها ويسمحون بمرور بعضها ويمنعون سيارات أخرى. ويؤكدون أنهم لن يفتحوا الطريق قبل الافراج عن المواطنين السوريين.

واعلن رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي الخميس أن quot;استنابات قضائيةquot; ستصدر في حق quot;كل من أخل بالامنquot; وأن quot;طريق المطار لن تقطع بعد اليومquot;. وانعقد بعد ظهر الخميس مجلس الوزراء للبحث في حل المسألة.

وسبق ذلك اعلان ميقاتي أن وفدًا من هيئة الحوار الوطني التي تضم ممثلين عن كل الاطراف اللبنانية، والتي التأمت اليوم برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان سيقوم quot;بجولة على الدول المؤثرة في المسألة بهدف الضغط والسعي الى الافراج عن المخطوفين في سورياquot;.

وكان ميقاتي اكد الاربعاء quot;أن اعمال الخطف مرفوضة (...) وتعيدنا الى حقبات الحرب الأليمة التي عزم اللبنانيون على طي صفحتهاquot;. وقال سليمان الخميس أنه اجرى اتصالات مع القادة الامنيين لحل مسألة الخطف والخطف المضاد، معرباً عن امله في أن تحل المسألة quot;دبلوماسيًاquot;.

واضاف quot;إن شاء الله يتم اطلاق المخطوفين اللبنانيين في سوريا والافراج عن المخطوفين السوريين في لبنانquot;. وقال المقداد إن اجتماعًا حصل بين ممثلين عن الرابطة ووزير الخارجية اللبناني عدنان منصور المحسوب على حركة امل، مشيرًا الى أن الوزير لم يسأل الا عن المواطن التركي المخطوف، وطلب الافراج عنه، لكن العشيرة رفضت.

واكدت وزارة الخارجية التركية أن احد مواطنيها ويدعى ايدين توفان تيكين خطف في بيروت الاربعاء، مشيرة الى أن الوزارة والسفارة التركية في بيروت quot;تبذلان جهوداً مكثفة من اجل الافراج عن مواطننا المخطوف سالمًاquot;.

وبث تلفزيون quot;المؤسسة اللبنانية للارسالquot; الاربعاء مقابلة مع التركي المخطوفي قال إن الخاطفين اصطحبوه الى هنا،وإنه في صحة جيدة ويعامل معاملة حسنة. وقال ماهر المقداد quot;منذ اربعة اشهر والحكومة اللبنانية تقول إنها تتفاوض حول المخطوفين الـ11 ولم يتمكنوا بعد من تحريرهمquot;، مضيفاً quot;بعد أن خطف ابن عائلتنا، اضطررنا لتحصيل حقنا بيدناquot;.