عراقيل تقف بوجه مساعي الغرب لوقف اراقة الدماء

من البديهي أن تكون روسيا العقبة الرئيسة على الساحة الدولية لجهود الولايات المتحدة من أجل إنهاء العنف في سوريا، لكن على أرض الواقع يبدو أن إيران هي القوة الرئيسة التي تدعم نظام الرئيس بشار الأسد من الخارج.


بيروت:تدرك الولايات المتحدة على نحو متزايد أنها في الوقت الذي تسعى فيه إلى وضع حد للعنف في سوريا الذي يشنه الرئيس السوري بشار الاسد للبقاء في السلطة، تقف عراقيل كثيرة في وجه جهودها لكنها من قبل إيران لا من قبل روسيا كما يتصور البعض.
من بين الاثنتين، كانت روسيا المسؤولة عن إحباط الجهود الأميركية على الساحة الدولية من أجل وقف 18 شهراً من إراقة الدماء في سوريا. لكن على أرض الواقع، يقول الخبراء إن إيران هي الأكثر نشاطاً في الجهود المبذولة لدعم النظام المتداعي.

وزير الدفاع ليون بانيتا يقول إن ايران quot;تلعب دوراً أكبر في سوريا في نواح كثيرة. ومعظم نشاطاتها تثير القلق العميق من جانب الولايات المتحدةquot;. هذا التصريح تبعته تعليقات وزيرة الخارجية هيلاري رودهام كلينتون التي قالت إن الولايات المتحدة تعمل على تصعيد الجهود الرامية إلى قطع الصلات بين الاسد وايران quot;ووكيلها حزب الله في لبنانquot;.
وفي حديثه للصحافيين يوم الثلاثاء، قال بانيتا إن quot;وجود ايران المتزايدquot; يؤدي إلى ارتفاع عمليات القتل التي تجري في سوريا، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة لديها أدلة على أن إيران تسعى إلى تدريب ونشر ميليشيا جديدة للقتال نيابة عن الأسد.

في هذا السياق، اعتبرت صحيفة الـ quot;كريستيان ساينس مونيتورquot; أن تصريحات بانيتا أتت بعد معلومات كثيرة من قبل عدد من المصادر، بما في ذلك المجموعات الإيرانية المنفية، تشير إلى أن quot;الحجاجquot; الإيرانيين الذين اختطفوا من قبل الثوار كانوا في الواقع أعضاء في الحرس الثوري الذين أتوا لدعم النظام.
ووفقاً لمجاهدي خلق، وهي جماعة منفية معارضة لنظام رجال الدين في ايران، فإن الـ 48 معتقلا هم جزء من مشروع أكبر من وحدة تضم 150 عضواً من الحرس الثوري النخبة، والتي أرسلت الى دمشق لمساعدة الاسد.

وتقول منظمة مجاهدي خلق إن نشر قوات الحرس الثوري هي علامة واحدة فقط على عزم ايران للحفاظ على حليفها الأسد في السلطة - وهي سياسة النظام الايراني التي لم تخجل الجمهورية الإسلامية من إعلانها.
خلال زيارته الأخيرة إلى دمشق، قال سعيد جليلي، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران وممثل المرشد الأعلى علي خامنئي، على شاشة التلفزيون السوري إن الحرب على سوريا هي quot;صراع بين محور المقاومة وأعدائه في المنطقة والعالمquot;.

ودفعت هذه العوامل بعض المحللين الإقليميين لاعتبار أن طهران متمسكة بالأسد واستثمرت الكثير في وجوده في السلطة، على استعداد للذهاب أبعد من ذلك لاستمراره ndash; ربما أكثر من روسيا.
قامت موسكو بحماية الأسد من التدخل الدولي في سوريا من خلال الأمم المتحدة، لكنها تصر على أنها تعارض أي تدخل خارجي في ما تقول انه صراع داخلي سوري. ويعتقد العديد من الخبراء أن روسيا قد تتخلى عن دعمها للأسد في حال رأت ان قبضته على السلطة لن تكون محكمة، وإذا تأكدت أن مصالحها لن تعاني في سوريا بعد الاسد.

وتقول منظمة مجاهدي خلق ان احتجاز الايرانيين الـ 48 دفع بقيادة الحرس الثوري في دمشق لترتيب عودة باقي أعضاء الفرقة الـ 150 إلى إيران. لكنها تعتقد أن الحرس الثوري لا يزال يعمل على تعزيز وجوده في سوريا، وتحقيقا لهذه الغاية، تقول مصادر إيرانية إن طهران نقلت قائد الحرس الثوري الإيراني في لبنان إلى دمشق.
منذ عام 1997 كانت منظمة مجاهدي خلق على لائحة وزارة الخارجية الأميركية للمنظمات الارهابية، على خلفية أعمال العنف التي نفذتها في إيران خلال الحرب الإيرانية - العراقية، لكنها تحاول الآن إزالة اسمها عن القائمة عبر القضاء.
وتدعي المنظمة انها تخلت عن العنف وتقول انها زودت حكومة الولايات المتحدة بمعلومات استخباراتية بشأن البرنامج النووي الايراني والأنشطة العالمية.