عنصر من الجيش الحر في حلب |
دمشق: تأسست جبهة علماء حلب في مواجهة سطوة المؤسسة الدينية الرسمية التي والت النظام السوري، وأيدت كل تحركاته العسكرية والسياسية، فكانت الجبهة خروجاً عن الصف الرسمي لعلماء حلب، فأطلقت بيانها الذي ترافق مع بداية الهجوم لقوات النظام على المدينة، داعية الجميع إلى الاستعداد لإعلان النفير العام.
- دعوتم أهل حلب إلى الاستعداد في حال الإعلان عن النفير العام، بداية ماذا تقصدون بهذه الدعوة؟ وما المقصود بالنفير العام والمعروف أن إعلانه من صلاحيات الحاكم أو الإمامة العامة؟
الجبهة كانت تتوقع دخول حلب فيما دخلت به باقي المحافظات، والعاقل من يتعظ بغيره ولا يتعظ بنفسه، فكان الواجب إرشاد الشباب لأخذ الاستعداد الكامل لأسوأ الاحتمالات، والتخطيط يجب أن يكون تبعاً لأسوأ الاحتمالات لا تبعاً لأفضلها. والمقصود بإعلان النفير العام استنفار جميع الأفراد للقتال بالنفس لدفع عدو يفتك بالأمة أو جزء منها، وهذا من صلاحيات الحاكم كما تفضلتم، ووجوده سيكون قريباً.
لكننا في حالة تشبه النفير العام، وهي تستدعي خروج من تتحقق بهم الكفاية للدفاع عن الضروريات الخمس التي تنتهك في بلاد الشام، ومع عدم تحقق الكفاية في الأفراد يجب على من خلفهم أن يعضدوهم بالأفراد.
والتآمر العالمي الظاهر ضد المسلمين في بلاد الشام يستدعي استنفار جميع الطاقات في العالم في مواجهة الحرب العالمية ضد الإسلام والمسلمين. صحيح أن المقاتلين الظاهرين في الواجهة هم سوريون وإيرانيون ولبنانيون وروس، لكن سوريا أصبحت ساحة لحرب عالمية بدماء سورية، فإما أن ينتصر الحق والعدالة في العالم، وإما أن تزداد قوى الطغيان تجبراً وطغياناً.
-ما دور علماء الدين في مثل هذه الظروف التي تمر بها سوريا من وجهة نظركم؟
قبل أن نتكلم عن دور علماء الدين يجب أن نذكر دور المشايخ (الوعاظ)، وهو تقريب الناس إلى الله، وحثهم على الصبر وبذل الجهد كاملاً في إزالة الفراعنة الأسديين أو غيرهم ممن استعبدوا الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً. أما دور علماء الدين فهو دور كبير جداً على كافة الأصعدة:
1- بيان الأحكام الفقهية لجميع المسائل الطارئة أثناء الحراك وما بعد الحراك الحالي.
2- توعية الناس شرعياً وقانونياً واجتماعياً وإعلامياً في كيفية التعامل مع الأزمة.
3- رسم استراتيجيات واضحة للشباب ليسيروا عليها خطوة خطوة، ومساعدتهم على توحيد صفوفهم وتنسيق العمل، وتدريبهم على كيفية بناء المؤسسات وكيفية العمل المؤسساتي.
4- مخالطة العلماء للناس في كل ما ينصحونهم به ليكون وجودهم في المجتمع حقيقياً؛ لا نظرياً ولا تنظيرياً.
- كيف تنظرون إلى ممالأة بعض العلماء للنظام السوري في حربه وتبريرهم لقصفه للمدن واقتحام البيوت وانتهاك الحرمات؟
يجب أن نكون واقعيين في نظرتنا لبنية المجتمع، فهناك عوامل عدة دفعت لذلك، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
1-الفساد الاجتماعي يحسب بالنسبة المئوية، وهو يشمل كل قطاعات المجتمع، فإذا قلنا إن 60% هي نسبة الفساد في المجتمع على سبيل المثال، فهي تعني فساد 60% من المتعالمين الذين يسمون أنفسهم علماء؛ لأن الفساد مرتبط بالتنشئة الاجتماعية، وليس مرتبطاً بنوع المادة التي يتم تعليمها.
فالحقوقي على سبيل المثال، إن كان يخاف الله، فهو يسعى لإقامة العدل في الأرض، وإذا أضله الله فهو يستخدم القانون للإفساد في الأرض، ولا نقول حينئذ: أنت حقوقي فلماذا تسرق وتحتال على القانون؟! وكذا لا نقول للطبيب: أنت طبيب فلماذا تمرض؟!، ولهذا نجد النصوص الشرعية تعد النفاق مرضاً، وربما يصاب به الإنسان وهو يظن نفسه قمة في الصلاح والهداية!
2-أصدر بعض علماء بلاد الشام فتاوى أدت الى كوارث، فلما لم ندرك خطورتها في وقتها ذقنا لوعاتها اليوم؛ فهناك من أوجب على الفلسطينيين الهجرة من فلسطين ليتركوها لليهود! وهناك من أباح قتل الإسلاميين في الجزائر على أنهم محاربون!! وعندما كنا نتكلم عن ذلك لتصويب تلك الأخطاء في حينها كانت تقوم الدنيا ولا تقعد من المتعصبين لأولئك العلماء. ثم ها نحن اليوم نقتل كما قتل الإسلاميون في الجزائر، ونهجر كما هجر الفلسطينيون من قبل. فنصيحتنا للناس أن يتجنبوا التعصب الأعمى للأفراد، وأن يكون لهم مقياس فقهي علمي للتعامل مع القضايا والمسائل.
ونصيحتنا الأخرى لأولئك الذين يرون ما تمر به بلاد الشام ولا يهتمون ألا يتخاذلوا أو يتقاعسوا كما تخاذلنا وتقاعسنا من قبل، فيصيبهم بعض الذي أصابنا.
- هل أضحى الوضع في سوريا أقرب إلى حال الدفاع عن الصائل في الشريعة الإسلامية،حيث يباح للمرء حمل السلاح والدفاع عن نفسه في مواجهة أي خطر خارجي يتهدده مباشرة؟
هو حالياً حالة دفع للصيال الجماعي من دولة بخيلها ورجلها، ولكن قريباً بعد أن يتم اختيار قيادة موحدة لكل محافظة ولكل سوريا، فسيتغيّر التوصيف القانوني الشرعي لتأخذ العصابات الأسدية حكم المحاربين.
- ما رسالة جبهة علماء حلب باختصار وأهدافها؟
رسالة جبهة علماء حلب هي الإصلاح الاجتماعي السياسي بطريقة شرعية علمية. أما أهدافها فهي كما تظهر في النظام الداخلي لها، والذي تم نشره على الصفحة العلنية للجبهة:
الأهداف الرئيسية:
1-توحيد صف العاملين في مجال العلوم الشرعية، عملاً بقوله تعالى: { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا)
2-تعميم العلوم الشرعية في جميع مفاصل المجتمع، تحقيقاً لرفعة المجتمع الواردة في قوله تعالى: { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) .
الأهداف الفرعية:
1- تكوين مرجعية إسلامية مؤسساتية موثوقة لدى المقيمين في حلب من المواطنين والوافدين.
2- توضيح الأحكام الشرعية للمسائل والقضايا الحادثة، ومتابعة تفعيل وتطبيق هذه الأحكام.
3-تحقيق التكامل والتعايش والاحترام المتبادل، على الصعيد الداخلي والخارجي.
4- العناية بالدراسات والبحوث ذات الصلة بالعلوم الإسلامية.
5- نشر الوعي الديني الصحيح في المجتمع.
6- حماية عقيدة الأمة وقيمها، وأصالتها الفكرية، والخلقية، والثقافية.
7- تحقيق التفاعل الكامل بين العاملين في المجال الشرعي والناس.
-ما النداء الذي توجهونه إلى الشعب السوري بكافة شرائحه وأطيافه وتياراته؟
نداؤنا لهم هو قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ، وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا، وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً، وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ . ندعوهم جميعاً أن يتذكروا الله الذي هم مجمعون على عبادته، وأن يتقوه جميعاً. وندعوهم لتذكر الرحم التي بينهم، فكلهم أولاد آدم وحواء، وفرقتهم ستزيد من محنتهم، فليجمعوا ويتفقوا على من ينصح لهم ويخاف الله فيهم.
ونذكر غير المسلمين بأنهم عزوا بعز الإسلام والمسلمين، وذلوا بذلهم، والحرية الدينية التي قدمها الإسلام لكل الأديان هي التي سمحت باستمرارها في بلاد الشام إلى زماننا هذا، والتاريخ خير شاهد على ذلك.
فلنتوحد جميعاً لنشر العدالة والرحمة في الأرض كما مُلئت ظلماً وجوراً، فلعل الله يعوض فيما بقي شيئاً مما مضى. والحمد لله على نعمة الإسلام الذي أعطى البشرية أكثر مما أخذ منها.
التعليقات