باتت سوريا دولة خارج القانون في ظل إنشغال الامن في قمع الثورة وملاحقة المعارضين، هذا فيما يتحدث مواطنون في شهادات لـquot;ايلافquot; عن انعدام الأمن وانتشار السرقات والاعمال غير القانونية، وفي ظل هذا الوضع لا يستطيع الطلبة حتى الذهاب لمدارسهم.


دبابة سوريا تقصف احياء حمص

يعيش المجتمع السوري حالة متصاعدة من انعدام الأمن والأمان في كل المحافظات في ظل انفلات أمني لم تشهده البلاد على الإطلاق، بحسب مواطنين سوريين.

وأكدت المواطنة السورية نهلة quot;قquot; أنquot; أبناءها في حالة شبه انقطاع كامل عن المدرسة منذ أكثر من أسبوعين رغم أنها تعيش في مدينة حلب التي اتسمت بهدوء نسبة الى بقية المحافظات السوريةquot;، وقالت لـquot;إيلافquot;: quot;ليست الاغتيالات التي تخيفها، ولكن هناك نوع من الهدوء الحذر في المدينة يشتد ليلاً حيث يقبع الناس في بيوتهم لا يغادرونهاquot;، ولفتت إلى quot;حالة من الخوف تنتاب الحلبيين، وإلى إستمرار انتشار التظاهرات في فروع الجامعات في حلب بنوعيها الخاصة والرسمية ودخول حلب على خارطة التظاهرات السوريةquot;.

من جانبها، أكدت سيدة سورية رفضت الافصاح عن اسمها الحقيقي في رسالة وصلت quot;إيلافquot; أنها quot;تعيش في دمشق وتعيش حالة من القلق اليومي على أبنائها الذين يذهبون إلى المدارس في ضواحي دمشق التي تعيش حالة من عدم الاستقرار الامني اضافة الى أن ابن من ابنائها يدرس في مدرسته أبناء مسؤولين سوريينquot;.

وأشارت الى quot;انتشار حالات السرقة وخطف حقائب الايدي، والتحرش دون أي رد فعل من السلطاتquot;.

واعتبر سوريون quot;ان كل من يريد ان يعمر بيتا مخالفاً أو ينجز صفقة غير شرعية فهذا هو quot;الوقت المناسبquot; حيث تغيب الدولة على الإطلاق في سوريا، وانصب دورها على محاولة قمع التظاهرات وملاحقة الثوارquot;. ولفتوا إلى quot;أن هذه الحالة العامة من الانفلات الأمني لم تشهدها البلاد على هذه القدر من التصاعد والانتشار حتى في فترة الثمانيناتquot;.

وتحدث موقع كلنا شركاء السوري quot;عن شكاوى عديدة من مواطنين ذهبوا لتقديم بلاغات سرقة ونصب إلى أقسام الشرطة التابعة لهم وقد فوجئوا بإهمال الشرطة لشكاويهمquot;.

وأكد الموقع quot;أن رؤساء اقسام الشرطة يرفضون تقديم الشكوى، بحجة أن الوضع لا يسمح وأن لديهم تعليمات واضحة من وزارة الداخلية بألا يثيروا المشاكل مع أحد من المواطنينquot;.

وكان تعميمات مشابهة قد صدرت الى عدد من المؤسسات في سوريا منذ بدء الثورات العربية. فيما يتحدث اعلام النظام السوري عن حوادث واغتيالات تنفذها عصابات مسلحة وعن عبوات ناسفة. وقالت الوكالة السورية للانباءquot;ساناquot; إن المجموعات الإرهابية المسلحة اغتالت النائب العام بإدلب نضال غزال والقاضي محمد زيادة وسائقهما خلال توجههم اليوم إلى عملهم في قصر العدل بالمدينة.

وأشارت الوكالة إلى اغتيال مجموعة إرهابية مسلحة أمس عضو مجلس مدينة حلب جمال البش في منطقة السفيرة بحلب، كما quot;استشهد أمس عنصران من قوات حفظ النظام بنيران مجموعة إرهابية مسلحة استهدفت ميكروباصا لنقل الركاب في منطقة مورك بحماة.quot;، وquot;استشهد أربعة مدنيين بينهم طالب مدرسة وثلاثة موظفين وجرح ثلاثة آخرون بquot;نيران مجموعة إرهابية مسلحة استهدفت باصا لنقل الركاب بين قريتي كفر الطون وتل سكين في ريف حماةquot;، بحسب الوكالة.

وتحدثت الوكالة عن ملاحقة الجهات المختصة في حماة اليوم مجموعة إرهابية مسلحة كانت تستهدف قوات حفظ النظام والمواطنين، وأضافت الوكالة الرسمية أنه quot;قامت مجموعة ارهابية مسلحة يوم أمس بسلب وسرقة ثلاث قاطرات محملة بالقمح بالقرب من بلدة عقيربات بحماة، وتفكيك عناصر الهندسة اليوم أربع عبوات ناسفة زرعتها المجموعات الإرهابية المسلحة بهدف استهداف المواطنين وسكة الحديدquot;.

اتساع الثورة السورية لتشمل دمشق وحلب

من جانبه، اعتبر شلال كدو، القيادي في لجنة اقليم كردستان للمجلس الوطني الكردي في سوريا، في تصريح خاص لـquot;ايلافquot; أن الثورة السورية اتسعت لتشمل العاصمتين الاقتصادية والسياسية أي حلب ودمشق.

وقال quot;بعد انتقال المظاهرات والاحتجاجات بقوة إلى العاصمتين السياسية والاقتصادية، بدأ العد التنازلي لتتخذ الثورة السورية بُعداً آخر على الصعيد الداخلي السوري، لا سيما وأن حي المزة الراقي الواقع في قلب العاصمة دمشق، والذي يحتضن معظم السفارات والبعثات الاجنبية، وكذلك الفروع الامنية السيئة الصيت، اضافة الى قربه الشديد من القصر الجمهوري، قد شهد احتجاجات ومظاهرات عارمة، شارك فيها عشرات الألوف من المتظاهرين المطالبين بأسقاط النظام في الايام القلية الماضيةquot;.

وأضاف quot;ان مدينة حلب ثاني اكبر المدن السورية، الذي كان يعول النظام على هدوئها وسكونها، بدأت تشتعل وتشارك في الثورة بكثافة، ليس عبر ريفها أو اطرافها فحسب، وانما تشهد معظم انحائها حركة احتجاجية نشطة وقوية، رغم تشديد القبضة الامنية عليها وزج النظام اعداد كبيرة وهائلة من قوات الأمن والشبيحة اليها منذ بداية الثورة لقمع المتظاهرين، مما يعني بأن العد العكسي بدأ لتشمل الثورة معظم الاراضي السورية، بما فيها المدن الكبيرة التي ستكون لها القول الفصل في سرعة تداعي وانهيار النظام الاستبدادي المخابراتي الذي يحكم البلد منذ اربعة عقود من الزمنquot;.

واعتبر كدو quot;أن العامل الخارجي، بات بدوره يشكل ضغطاً كبيراً على النظام المترنح، خاصة وأن قرارالجمعية العمومية الاخير اثبت بأن المجتمع الدولي بغالبيته العظمى يقف صفاً واحداً لدعم الشعب السوري، وأن الفيتو الروسي - الصيني لا يستطيع توفير طوق النجاة لنظام البعث الشيوفيني التائه، ولايمكن ان يصمد موقف هاتان الدولتان امام هذا الحشد الدولي الكبير، الذي يدين سلوك النظام السوري الاستبدادي، وقمعه وتنكيله بالمتظاهرين العزل في طول البلاد وعرضه منذ اليوم الاول من الثورة، التي شارفت على انتهاء عامها الاولquot;.

ورأى quot;أن الانظار ترنو نحو مؤتمر اصدقاء سوريا، المزمع عقده في تونس في الرابع والعشرين من الشهر الجاري، والذي من شأنه ان يحشد الدعم والتأييد للثورة السورية، ويشكل في الوقت ذاته عامل ضغط اضافي وكبير على المعارضة السورية لتوحيد صفوفها، ولا سيما عقد تفاهم أو اعلان ائتلاف أو تحالف بين المجلسين الوطنيين الكردي في سوريا والوطني السوري، إضافة إلى الأطر المعارضة الأخرى، على قاعدة وحدة سوريا ارضاً وشعباً، والاعتراف الدستوري بحقوق الشعب الكردي.