سكان حلب يهربون من قصف وعنف الجيش السوري

يلجأ سكان مدينة حلب ثاني أكبر المدن السورية والتي تحصّن فيها المتمردون ويحاصرها الجيش النظامي، الى المساجد للاختباء من القصف العنيف الذي يستهدف المدنيين، حيث يفضلون البقاء والاختباء على الهروب الذي يحتم عليهم المرور بحواجز النظام والمخاطرة بأرواحهم.


حلب: مع هبوط الظلام على حي سيف الدولة في حلب، يجازف بعض السكان بالخروج لإفراغ القمامة وجمع الغسيل قبل العودة سريعا الى داخل منازلهم، وسط تزايد حدة العنف في المدينة الذي يرغمهم على الاختباء.

وما زال مدنيون يقيمون في هذا الحي الواقع في وسط حلب، ثاني اكبر مدن سوريا، التي تحصن فيها المتمردون ويحاصرها الجيش السوري. لكن تقدم القوات السورية يدفع كثيرين منهم الى الرحيل.

وقالت ياسمين شاشاتي quot;نعرف اننا لسنا سوى ضحايا جانبية للنزاع وبشار الاسد يستهدف المدنيين عمداquot;.

وكانت تعد القهوة في قبو مسجد لمجموعة من مقاتلي الجيش السوري الحر، اكبر قوة معارضة مسلحة.

وقد لجأت الى المسجد مع اثنين من ابناء اختها بعدما اضطرت إلى مغادرة شقتها المجاورة عندما بدأت القذائف تسقط من كل الجهات لانها تؤوي مقاتلي الجيش الحر.

ويقول المتمردون انه تم رصد وجودهم نتيجة الاشارات غير العادية الصادرة عن هواتف نقالة. وتقول رواية اخرى ان احد سكان المبنى غادر المكان قبل ساعة من القصف وهو الذي كشف مكان وجودهم.

وعند واحد من اهم تقاطعات الطرق يركض جمال سريعا ليبلغ الشبان في الجيش السوري الحر بالطرق الآمنة.

ويؤكد والغضب واضح على وجهه ان quot;الجيش اطلق النار على شاحنة تحمل الطحين اليوم. القناصة يطلقون النار على كل ما يتحرك. انهم يريدون إعطاء درس بقتلهم مدنيين لدفع الآخرين الى الرحيلquot;.

وتقول ياسمين إن شقيقتها حنان قتلت برصاص قناص عندما استقلت سيارة أجرة لشراء الفاكهة التي كان يطلبها ابناها عبد القادر (سبعة اعوام) وفهد (عشرة اعوام) لكنها اصيبت برصاصة في العنق.

وقالت ياسمين quot;جئنا من حمص. هربنا من المعارك في بابا عمرو في بداية السنة وجئنا الى حلب لاننا اعتقدنا انها آمنة. بشار الاسد يتحمل مسؤولية كل ذلك لانه وحش متعطش للدماءquot;.

وتابعت أنها ارتدت معطفها فوق لباس النوم عندما قام الجيش السوري الحر بإجلائها مع عائلتها. وجلست على كرسي في قبو المسجد وهي تراقب ابن شقيقتها الذي كان يلهو ببطارية هاتف نقال متروكة.

وكان تم غسل الارض من دماء الجرحى الذين نقلوا الى المسجد.

وقالت ان quot;والده يقاتل في نواحي حمص وليست لدينا اي اخبار منه منذ ايامquot;.

ومغادرة سيف الدولة ليست سهلة واي محاولة قد تؤدي الى عواقب وخيمة، اذ يجب الافلات من الحواجز التي اقامها quot;الشبيحةquot; والجيش النظامي.

ويصل البعض بسيارات محملة بأكياس ومدنيين عبر الطريق الذي يربط بين حلب والحدود التركية الى الشمال.

لكن هناك آخرون لا يملكون هذه الفرصة.

حي سيف الدولة في مدينة حلب

وقال مقاتل عرف عن نفسه باسم ابو حيدر quot;هناك عائلات بأكملها لا تجد مكانا تذهب اليه. البعض لديه المال لكنهم لا يجدون مساعدة ولا بيتا ويعيشون في الشارعquot;.

واكدت ياسمين شاشاتي ان quot;عبد القادر وفهد اعتادا العيش في الشوارعquot;. واضافت quot;انهما يتحدثان من الآن عن الثأر لأمهما ولا أعرف ماذا سافعل بعد أن يرحل بشار وتنتهي هذه الحربquot;.

وتابعت quot;سامشي في شوارع حلب وحمص ودمشق وبيدي صورة لشقيقتي مكتوب عليها اهلا بكم في سوريا حنان الحرة اهلا بكم في الجنةquot;.