مقاتل سوري يوجه سلاحه نحو طائرة تابعة للجيش النظامي

سخر قائد معركة حلب من إعلان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ تقديم مساعدات quot;غير فتاكةquot; بقيمة 5 ملايين جنيه استرليني للمعارضة المسلحة بوصفها عديمة الجدوى في مواجهة طائرات النظام ودباباته.


لندن: قال قائد معركة حلب عبد القادر صالح الحجي لصحيفة الديلي تلغراف البريطانية إن قوات النظام متفوقة على مقاتليه عددًا وعُدة وانها تقصفهم من الجو. وصوّب الحجي جهاز اللاسلكي الصغير الذي يحمله نحو السماء قائلا باستهجان quot;قل لصاحبك مستر هيغ (في اشارة إلى وزير الدفاع البريطاني وليام هيغ) انني هكذا أُقاتل العدوquot;.

وأضاف الحجي المعروف بلقب حجي ماري quot;طلبنا من الأمم المتحدة ان تساعدنا ولكن السيد هيغ بعد كل هذا القصف في المدينة قال انه سيرسل الينا اجهزة اتصالات. ما فائدة هذه الأجهزة ضد القصف؟ انها كمن تأتي الى رجل يحتضر وتقدم له نظارات شمسية. ستكون لديه نظارات شمسية ولكنه سيموت مع ذلكquot;.

وكان وزير الخارجية البريطاني اعلن يوم الجمعة الماضي توجيه المساعدات الجديدة الى مقاتلي المعارضة المسلحة مباشرة لأول مرة. وقال انها ستُرصد لشراء معدات اتصالات وامدادات طبية تساعد في حماية السوريين ضد قوات الرئيس بشار الأسد.

وقال عبد القادر الحجي قائد لواء التوحيد الذي يسيطر على نصف حلب على الأقل ان مقاتليه يحتاجون الى عتاد. وأضاف quot;على أية حال، سأقف أمام كل القنوات التلفزيونية في العالم وأشكر وليام هيغ على ارسال اجهزة اتصالاتquot;. في هذه الأثناء رن هاتف الحجي الخلوي من نوع نوكيا فقال quot;سأُعطي هذا الى السيد هيغ في المقابلquot;.

وكان الحجي البالغ من العمر 32 عاما لكنه يبدو أكبر من عمره تاجر حبوب في مدينة ماري التاريخية قرب حلب حتى اندلاع الانتفاضة حين بادر الى تشكيل لواء التوحيد مع قادة كتائب الثوار في البلدات المجاورة. ولم ينل قرارهم شن هجوم خاطف على حلب موافقة الجيش السوري الحر المدعوم دوليا. ولاحظ محللون ان القتال الذي اندلع بعد ذلك كشف عجز الجيش الحر عن توفير السلاح للمقاتلين.

وقال عبد العزيز السلامة الذي شارك مع حجي ماري في تشكيل لواء التوحيد ان مقاتلي اللواء تسلموا شحنتين فقط من السلاح منذ بدء العمليات، شحنة تتألف من 300 بندقية مع كمية من العتاد و700 قذيفة آر بي جي والشحنة الأخرى 3000 قنبلة يدوية.

وأكد عبد العزيز ان نقص العتاد يشكل العقبة الرئيسة امام المقاتلين وقال لصحيفة الديلي تلغراف quot;اعطونا طلقات وسنأخذ سورياquot;. ودأب الغرب على رفضه التدخل العسكري في سوريا واصطدمت القوى التي تريد اتخاذ اجراءات أشد حسما ضد نظام الأسد بالفيتو الروسي والصيني في مجلس الأمن.

واغتنمت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلنتون ونظيرها التركي احمد داود اوغلو فرصة اجتماعهما في تركيا يوم السبت للتلويح بفرض منطقة حظر جوي. ولكن كلنتون اضافت quot;ان الحديث عن اجراءات ممكنة من كل صنف شيء ولكن ليس بالامكان اتخاذ قرار معلَّل من دون تحليل مكثف وتخطيط عملياتيquot;.

وتوصل المقاتلون على الأرض الى قناعة بأن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا تستطيع ان تعلن بل ويجب ان تعلن اقامة منطقة حظر جوي احادي لمنع الهجمات الجوية وتغيير ميزان القوى ضد النظام كما حدث في ليبيا العام الماضي. وقال احمد العمداني وهو صاحب متجر كان يشارك في جنازة مقاتل من لواء التوحيد في بلدة تل رفعت quot;ان ضمير العالم ميتquot;.

وحذر من ان السوريين quot;لن يغفروا هذا الموقف ابدا. فنحن لسنا ارهابيين بل ندافع عن أنفسنا ونحتاج الى شيء من الجو لوقف هذه الطائرات الروسيةquot;. ويرى العمداني، مثله مثل الكثير من السوريين، ان الغرب تدخل في ليبيا ولا يريد التدخل في سوريا بسبب النفط الذي تملكه ليبيا.

ورغم شجاعة حجي ماري فان في مقره جوا من الكبرياء الذي يشوبه احساس باليأس من وصول امدادات. وأُعد بجانب الباب صندوق من الزجاجات الحارقة (كوكتيل مولوتوف) لاستخدامها عندما تنفذ قذائف آر بي جي ضد دبابات النظام.

في غضون ذلك قالت صحيفة quot;الوطنquot; الموالية للنظام السوري ان قواته تتقدم ضد قوات المعارضة في حلب متوقعة توسيع عملياتها الى حي السكري جنوبي المدينة بعد انسحاب المقاتلين من حي صلاح الدين.