بيروت: أعلنت جامعة حلب الخميس تعليق الدروس في كافة كلياتها quot;بسبب الظروف الحاليةquot; وذلك بعد ساعات على مقتل أربعة طلاب برصاص الأمن عقب خروج تظاهرة معارضة، فيما دعا المجلس الوطني السوري المعارض الطلاب السوريين الى الاضراب.
وكتب الموقع الالكتروني للجامعة على الانترنت quot;نظرا للظروف الحالية تعطل الكليات النظرية حتى موعد الامتحانات، وتعطل الكليات التطبيقية والمعاهد حتى تاريخ 13 ايار/مايوquot;.
وقال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي لوكالة فرانس برس ان quot;طلاب الجامعة منعوا من دخول الجامعة وابلغوا بهذا القرار كما ابلغوا بقرار اغلاق المدينة الجامعية (سكن الطلاب) حتى اجل غير مسمىquot;.
واضاف ان عناصر الامن quot;اقتحموا مساكن الطلاب قبل الظهر وطردوا الطلاب ورموا حاجياتهم واحرقوا بعض الغرفquot;.
وليلا، اقتحم عناصر في اجهزة الامن المدينة الجامعية باعداد كبيرة واطلقوا النار في حرم الجامعة وذلك عقب خروج تظاهرة طلابية حاشدة تنادي باسقاط النظام، بحسب الحلبي.
واسفر ذلك عن مقتل اربعة طلاب وجرح ما لا يقل عن 28 آخرين واعتقال نحو مئتين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
ودعا المجلس الوطني السوري المعارض في بيان الخميس الطلاب السوريين الى quot;الاضراب تضامنا مع زملائهم في جامعة حلبquot;.
ودعا المجلس اتحادات الطلبة العرب الى quot;التضامن مع الطلبة السوريين بكل أشكال التضامن والدعمquot;، مطالبا المؤسسات الدولية quot;ان تتحرك بشكل عاجل لضمان حرمة الجامعات السورية، والعمل على إعادة فتح جامعة حلب، وإعادة الطلاب المفصولين من الجامعة والطلاب المحرومين من السكن الجامعي الى جامعاتهم وسكنهم، واطلاق سراح المعتقلين منهمquot;.
وطالب بيان المجلس المراقبين الدوليين الموجودين في سوريا quot;التحرك لكشف ما يجري في حلبquot;، ومجلس الامن الدولي quot;ان يصدر قرارات حازمة لاجبار النظام السوري على وقف العبث بأمن واستقرار سورية والمنطقة بالاساليب التي يفهما نظام منفلت العقالquot;.
وصباح اليوم خرجت تظاهرات في عدد من المناطق السورية تضامنا مع جامعة حلب، لا سيما في مدينة حلب، ودرعا (جنوب) ودير الزور (شرق)، بحسب ما افادت لجان التنسيق المحلية.
وتشهد مدينة حلب منذ اشهر تصاعدا في الحركة الاحتجاجية والتظاهرات والتحركات الطلابية والنقابية.
القوات السورية تثير الذعر في جامعة حلب
عندما اقتحمت قوات الامن السورية فجر الخميس جامعة حلب، شمال البلاد، سادت حالة فزع شديد طلاب المدينة الجامعية الذين القى بعضهم بنفسه من النوافذ فيما تعرض اخرون للسباب والضرب بعد الامساك بهم.
وهذه الجامعة وهي ثاني الجامعات السورية مع عشرات الالاف من الطلبة الوافدين من جميع انحاء البلاد تعد المركز الرئيسي لحركة التعبئة في حلب، المدينة التجارية الكبرى شمال البلاد التي بقيت لوقت طويل بمناى عن حركة الاحتجاجات الشعبية ضد نظام بشار الاسد.
وقتل اربعة من الطلاب فجر اليوم واصيب 28 اخرون عندما اطلقت قوات الشرطة النار اثر تظاهرة احتجاجية في اعنف هجوم يستهدف جامعة. والقي القبض على 200 طالب اخر على الاقل.
وقال حسين (20 سنة) طالب الهندسة المدنية لفرانس برس عبر سكايب quot;كنا 800 طالب نتظاهر من اجل الحرية ومن اجل الافراج عن المعتقلين في سوريا قبل ان يتم تفريقنا بالغازات المسيلة للدموعquot;.
واضاف quot;ما كدنا نعود الى مساكننا في المدينة الجامعية حتى وصلت 13 حافلة وثماني سيارات بيك آب لتبدا قوات الامن في اطلاق النار على المبنىquot; مشيرا الى ان quot;اطلاق نار كان كثيفا جدا ولم يتوقف من الساعة 22,00 حتى الساعة الرابعة صباحاquot;.
ومن حظ حسين انه كان في الطابق السادس الذي لم تصل اليه قوات النظام التي قامت بتفتيش الغرف quot;غرفة غرفةquot; في الطوابق الاخرى حيث تعرض الطلبة للرعب والاذلال.
من جانبه قال ابو تيم (22 سنة) الطالب في كلية علوم التربية quot;قاموا بمطاردة الطلاب في الممرات. ورايت العديد من الغرف تحرق وزجاجها يحطمquot;.
واستنادا الى شهادات مختلفة فان عددا من الطلبة لم يتردد في المخاطرة بحياته للفرار من قوات الامن.
وقال ابو عمر المتحدث باسم quot;الطلبة الناشطينquot; في الجامعة quot;لقد فضلوا الالقاء بانفسهم من الطابق الثالث والرابع عن الوقوع في قبضة قوات الامن. وقد اصيب بعضهم بكسر في الساق او الحوضquot;.
واكد ان عناصر الامن quot;حطموا كل شيء واحدثوا خسائر في الغرف. وقاموا حتى باعتقال فتياتquot;.
واظهرت عدة اشرطة فيديو وضعها الطلبة على الانترنت نوافذ محطمة واسرة مقلوبة وارفف محطمة وملابس مبعثرة.
الا ان الاتي كان اعظم. ويقول ابو تيم quot;انزلونا ووضونا امام مبنى الفتيات وارغمونا على خلع ملابسنا والاستلقاء ارضا على بطونناquot; ويضيف quot;اخذوا يسيرون فوقنا وهم يطلقون الشتائمquot;.
ونقل ابو عمر عن شهود وقائع ليلة الجحيم هذه وقال quot;ارغموا العديد من الطلبة على التجرد من الملابس امام عنبر الفتيات وطرحوهم ارضا وداسوا عليهم بالاقدام وهم يصيحون +تريدون الحرية؟ ها هي+quot;.
ويقول الطلبة انها اعنف عملية قمع بعد اشهر من التظاهرات والتعبئة في هذه الجامعة. ولم تتمكن وكالة فرانس برس من التحقق من هذه الوقائع بسبب القيود الصارمة المفروضة على وسائل الاعلام في تغطية الازمة في سوريا.
ويقول رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان ان هذه الاحداث يمكن ان تغير الامور في حلب وتدفع من لا يزال مترددا من سكانها الى quot;التضامن مع الطلبةquot;.
ومساء الخميس يستعد المئات من الطلبة لقضاء الليل في الشارع بعد ان قررت ادارة الجامعة تعليق الدراسة واغلاق المدينة الجامعية مؤقتا quot;بسبب الظروف الحاليةquot;، بحسب ما جاء في الموقع الالكتروني للجامعة.
التعليقات