بدأ يتحدث ناشطون سوريون عن تخوفهم من احتمالية أن تؤدي العملية العسكرية التي تشهدها مدينة حلب السورية إلى نشوب أزمة إنسانية، خاصة مع احتدامها يوماً بعد الآخر، ودنوها من أماكن وأحياء راقية، حيث بدأ يعرب السكان هناك عن تخوفهم وقلقهم من المصير الذي ينتظرهم، لاسيما مع تكرار سماع دوي الانفجارات يومياً.


ثوار يتأهبون للقتالضد قوات الأسد في شارع قرب حلب

أشرف أبوجلالة من القاهرة: أوردت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية عن أب يقطن أحد هذه الأحياء الراقية، وله من الأبناء سبعة، قوله quot; هل سمعت ذلك؟، (في إشارة إلى دوي انفجارين سمعهما أثناء تحاوره مع مراسل الصحيفة وقت صلاة العشاء). فهذا يتكرر كل ليلةquot;.

وقد أعرب هذا الأب، المعارض للأسد بشدة، عن تخوفه من احتمالية أن يتمكن الثوار، الذين نجحوا في التسلل إلى هناك، من فرض سيطرتهم على الحي الذي يقيم فيه، في ظل المساعي التي يبذلونها بغية فرض الهيمنة على حلب، التي تعتبر محوراً تجارياً مهماً.

وتابع هذا الأب، وهو أحد تجار المدينة، بقوله: quot;ما فعله الثوار كان خطأً، بقدومهم وإجبارهم كل هؤلاء المدنيين على مغادرة منازلهم، والعيش في المدارس. وأنا أقول لهم أنتم أتيتم لكي تحموا المدنيين، لكنكم تأذونهم الآن. وقد جانبهم الصواب في ما فعلوهquot;.

وفي الوقت الذي بدأ يحتدم القتال داخل تلك المدينة، التي كانت في منأى عن أعمال العنف التي ضربت مناطق كثيرة في سوريا، بدأ يعرب بعض ناشطي المعارضة عن تخوفهم من أن الذين حملوا السلاح ضد الأسد قد أخطأوا في حساباتهم بشكل كبير هنا.

وأعربوا عن تخوفهم في الوقت عينه من أن تتسبب العملية التي تشهدها حلب في حدوث أزمة إنسانية، هم غير مستعدين للتعامل معها، وقد تثير الكثير من الذين تورطوا ضد الثوار.

ومضت الصحيفة تنقل عن مارسيل شيهوارو، خريجة كلية طب الأسنان، وإحدى الناشطات البارزات، قولها: quot;جاءت العملية العسكرية في حلب بشكل مبكر للغاية، لأن الناس هنا لم يروا العنف الحكومي، الذي يجعلهم يعتقدون أن هناك حاجة إلى الجيش الحرquot;.

وأشار عبد العزيز أبو جمعة سلامة، الذي يترأس ائتلافاً مكوناً من عشرات الميليشيات، يطلق عليه اسم كتيبة التوحيد، إلى أن المدينة ربما لم تكن في حاجة إلى بدء عملية الثوار في وقت مبكر للغاية، مضيفاً: quot;لكنّ أمراً كهذا لا يهم، فللثورة توقيتهاquot;.

مسلح من الجيش الحر خلال مواجهات في باب النصر في حلب

وتابع سلامة حديثه بالقول: quot;أنهت محافظات أخرى ثورتها، بينما لم تبدأ حلب ثورتها بعد. ويمكنك الانتظار 100 عام، وحينها ستجد أن حلب لم تأخذ وضع الاستعداد بعدquot;.

حتى مع استمرار تدفق الثوار إلى حلب، أوضحت الصحيفة أن هناك خلافاً مريراً بشأن ما إن كانوا سيتمكنون من فرض كلمتهم على السكان المقيمين هناك أم لا. ونوهت الصحيفة في هذا السياق بأن معظم تظاهرات المعارضة في حلب لم تكن تدوم لأكثر من نصف ساعة قبل ما يقرب من شهرين.

وأضافت أن المشهد هناك الآن هو شوارع ممتلئة بأبنية متداعية في ظل اختفاء واضح لمعظم وسائل النقل العامة، وتوافر عدد قليل من سيارات الأجرة والحافلات الصغيرة مع ندرة وجود البنزين.

وتابعت الصحيفة بنقلها عن واحد من المنتمين الى الثوار، كان يعمل نجاراً، واسمه علي، قوله: quot;منذ مدة طويلة والسكان في حلب يقولون إن لا شيء سيحدثquot;. وعاودت شيهوارو، وهي مسيحية الديانة، لتقول إن كثيرًا من اللاجئين المشردين داخلياً، والذين تحدثت إليهم، قد حمّلوا الثوار مسؤولية الوضع، الذي باتوا فيه في نهاية المطاف.