دمشق: مع حالة الفلتان الأمني الذي باتت مناطق عدة في سوريا تعاني منها، في ظل انشغال المنظومة الأمنية، وأجهزة الشرطة والجيش بملاحقة أفراد المتظاهرين والجيش الحر، على حد سواء، تم تشكيل نوعين من الميليشيات، إن جاز لنا التعبير، يختلف حجم ونوعية تسليحها بحسب مناطق وجودها وانتمائها.
النوع الأولى من المجموعات المسلحة (غير الجيش السوري الحر، وما يسميه النظام بالمجموعات الإرهابية المسلحة، وكذلك العصابات الإجرامية التي تمتهن القتل والسلب على نحو خاص)، تسمى اللجان الشعبية، وغالباً ما يكون أفرادها من أعضاء الفرق الحزبية والأمن القاطنين في المنطقة، والذين يتم تسليحهم من قبل النظام للدفاع عن مناطق سكنى الضباط ورجال الأمن وحتى المراكز الحزبية والأمنية، ويتواجدون عادة في المناطق ذات الميول الموالية للنظام داخل المدن، كما كان يسجل لهم حضور في المناطق الثائرة قبل أن يتم سحبهم بسبب تذمر السكان من ممارساتهم القمعية، والحاجة إليهم في أماكن أخرى (كشبيحة) بعد أن يكون الجيش وعناصر الأمن قد ملؤوا فراغ غيابهم.
النوع الثاني من هذه الميليشيات، هي لجان الحماية الشعبية، وهي مكونة من أفراد الأحياء الشعبية الذين فقدوا الأمان والأمل في قيام مخافر الشرطة التي تحولت إلى دشم عسكرية لحماية أفرادها فحسب، بواجبهم تجاه حفظ الأمن وملاحقة المطلوبين والمجرمين، فيقوم سكان الحي بانتخاب بعض الشبان وتسليحهم، حسب قدرة أهالي الحي، بأسلحة خفيفة وبيضاء لمواجهة حالات الانفلات الأمني السائدة.
آخر أخبار هذا النوع الثاني من المجموعات، وهي على خلاف الأولى، محل ترحيب وتأييد من الناس، تصدي المئات من أفراد لجان الحماية الشعبية بعد منتصف الليل لهجوم مباغت للشبيحة، استُخدم فيها الرصاص الحي، وذلك بعد ثلاثة أيام من اشتباك حصل بين لجان الحماية الشعبية والعناصر الأمنية التي حاولت إزالة الحاجز التابع للجان الشعبية في منطقة جسر ldquo;العوارضrdquo; بشيخ مقصود شرقي الحي ذا الأغلبية الكردية في مدينة حلب، وفي اليوم التالي، حاول الشبيحة إزالة الحاجز وفرض سيطرتهم، إلا أنهم فشلوا بعد تدخّل الآلاف من الشبان الكرد أعضاء لجان الحماية الشعبية، حيث لا تزال حتى الآن الاشتباكات مستمرة في الحيّ، في ظل سيطرة تامة للشبان الكرد.
وبحسب مواقع معارضة، لم تقع أي إصابات بين صفوف الشبان الكرد حتى الآن، فيما وضع أفراد لجان الحماية العديد من الحواجز الإضافية لحماية الحيّ، وإغلاق مداخل الحي من الجهات الأربعة.
التعليقات