إسرائيليون يتظاهرون ضد الحرب على إيران

القدس: يرى محللون إسرائيليون أن الحديث الذي يملأ إسرائيل حول احتمال شن ضربة عسكرية إسرائيلية وشيكة ضد منشآت إيران النووية يهدف الى انتزاع التزام اقوى من واشنطن بشأن برنامج إيران النووي.

وخلال الايام القليلة الماضية امتلأت وسائل الاعلام بالحديث عن نوايا إسرائيلية بضرب إيران، حيث نقلت تصريحات لصحافيين وجنرالات متقاعدين ومسؤولي أمن سابقين وعدد كبير من المعلقين حول هذه النوايا. وتمتلئ الاعمدة اليومية في الصحف والبرامج الاذاعية والتلفزيونية بالتعليقات والآراء التي منها ما يؤيد شن ضربة استباقية ضد إيران سواء بموافقة الولايات المتحدة او من دون موافقتها، ومنها ما يعارض ذلك.

ويعزز تلك التكهنات توزيع اقنعة واقية من الغازات على السكان، والاختبارات على نظام ارسال التحذيرات من أي هجوم بواسطة الرسائل النصية على الهواتف المحمولة، والتكهنات بشأن العدد المحتمل للضحايا الإسرائيليين الذين يمكن أن يسقطوا في أي هجوم إيراني مضاد على إسرائيل.

وقدر وزير الدفاع ايهود باراك وعدد من كبار المسؤولين أن النزاع يمكن أن يستمر 30 يومًا ويؤدي الى مقتل 500 إسرائيلي. وكتب رئيس الاستخبارات العسكرية السابق يوري ساغوي في صحيفة هارتس اليسارية يقول: quot;هناك هستيريا منظمة، وموقتة بشكل مقصود، لوضع البلاد في حالة من القلق سواء كانت مصطنعة أم لاquot;.

وقال دينيس شاربيت استاذ العلوم السياسية في جامعة إسرائيل المفتوحة إن تصاعد التصريحات العلنية بشأن إيران يهدف الى تحضير الرأي العام لعواقب حدوث نزاع، وكذلك لدفع الرئيس الاميركي باراك اوباما الى توضيح نواياه.

وصرح لفرانس برس أن quot;استخدام هذه الدبلوماسية العامة من قبل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يهدف الى الحصول على التزام اكثر وضوحًا من جانب الولايات المتحدة لمهاجمة إيران اذا ما استمرت في برنامجها النووي أو على الاقل لاعطاء إسرائيل الضوء الاخضر للقيام بذلكquot;.

وقال اوباما إن واشنطن ستمنع إيران من quot;الحصول على اسلحة نوويةquot;، فيما قالت إسرائيل إنه يجب حرمان إيران حتى من القدرة على صنع مثل هذه الاسلحة. وهناك مخاوف في واشنطن من أن لا تؤدي ضربة إسرائيلية احادية الى تدمير منشآت إيران النووية التي هي تحت الارض، ويمكن أن تدفع إيران الى القيام بحملة انتقامية على مستوى العالم، وقد تجر الولايات المتحدة الى حرب أخرى في الشرق الاوسط.

ويقول شاربيت إن quot;القادة الإسرائيليين يعتبرون تصريحات البيت الابيض غامضة .. ومن خلال زيادة الحديث العلني عن احتمال شن عملية عسكرية إسرائيلية وشيكة، فإنهم يرغبون في دفع الاميركيين الى توضيح مواقفهمquot;.

وقال رئيس الاستخبارات السابق عاموس يادلين في مقالة نشرتها صحيفة واشنطن بوست مؤخرًا إن إسرائيل ترغب في التزام اقوى من الولايات المتحدة. وقال إن quot;على الرئيس الاميركي أن يزور إسرائيل وأن يبلغ قيادتها، والاهم، شعبها، أن منع إيران من الحصول على السلاح النووي هو في مصلحة الولايات المتحدة، واذا اضطررنا الى اللجوء الى الخيار العسكري، فسنفعلquot;.

واقترح أن يتحدث اوباما امام البرلمان الإسرائيلي. وقال يادلين الذي يتصل باستمرار بنتنياهو وكبار مسؤولي الدفاع والامن إن quot;هذه الرسالة التي يمكن أن يقدمها رئيس الولايات المتحدة الى البرلمان الإسرائيلي ستكون اكثر فعالية من محاولات المسؤولين الاميركيين توصيل هذه المشاعر خلف ابواب مغلقةquot;.

الا أن ايتان غيلبوا الخبير في العلاقات الاميركية الإسرائيلية في جامعة بار-ايلان القريبة من تل ابيب، حذر من أن الاستراتيجية الإسرائيلية بممارسة الضغط على البيت الابيض يمكن أن تؤدي الى نتائج عكسية.

وقال إن quot;الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية الاميركية غير مناسبة. وسلسلة التسريبات والاعلانات في الاعلام الإسرائيلي لها نتائج سلبية من حيث أنها تكشف عن مستوى عال من انعدام الثقة بين البلدين وغياب التنسيق بين إسرائيل والولايات المتحدةquot;.

الا أن غيلبوا اعرب عن تفاؤله الحذر حول احتمال عقد اجتماع بين نتنياهو واوباما على هامش اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة الذي سيعقد في نيويورك الشهر المقبل، رغم أن مكتب نتنياهو لم يؤكد بعد مشاركته في الاجتماع. وقال إن quot;الاجتماع قد يوفر فرصة جيدة لاستعادة الثقة والتفاهم بين الزعيمين في ما يتعلق بسياستهما حول إيرانquot;.