يتواصل القتال في مدينة حلف |
تطوع سوريون مقيمون في الخارج ويعملون في المجال الطبي للعمل في مدينة حلب على إسعاف الجرحى وتقديم الخدمات الطبية، وجاؤوا إلى سوريا خصيصًا لهذا الهدف ونجحوا في انقاذ حياة العديد من الجرحى بعد وصولهم إلى المدينة التي تشهد قتالاً بين الجيشين النظامي والحر.
حلب: في الانتفاضة على نظام الرئيس السوري بشار الاسد، اختار بعض السوريين في الخارج القتال في صفوف المعارضة بينما فضل حازم وعمار القدوم وهما يحملان مواد اسعاف. وقبل أيام فقط، كان حازم في انكلترا مع زوجته وابنه البالغ من العمر أحد عشر شهرًا. اليوم يقيم هو وطبيب سوري آخر يدعى عمار في حلب لمعالجة الجرحى من مسلحي المعارضة.
وبعد اسبوع امضياه الى جانب الجيش السوري الحر في حي سيف الدولة في حلب، نجح الطبيبان في انقاذ حياة جرحى وشهدا تغييرًا في حياتهما. وقال حازم بعدما ساعد مقاتلاً شابًا جرح بالرصاص في ساقه quot;في بعض الاحيان التشخيص الصحيح أو تنظيم العمل يمكن أن يحدث فرقًاquot;.
ويعمل حازم في قبو مسجد في حي سيف الدولة الذي تحول مستشفى ميدانيًا مخصصًا للمقاتلين، وكذلك للمدنيين الذين يصابون في القصف أو في المواجهات. وقد فر معظم العاملين في القطاع الطبي في حلب، الرئة الاقتصادية للبلاد، من كبرى مدن الشمال فور اندلاع المعارك في نهاية تموز/يوليو.
وكان حازم وعمار قررا العودة الى سوريا قبل شهرين. وقد مرا عبر تركيا ليصلا الى حلب. وقال حازم: quot;كنا نعرف أن الاطباء رحلوا وكنا نرى على تسجيلات الفيديو على يوتيوب أن بعض الجرحى لم يعالجوا بشكل صحيحquot;.
واضاف quot;لذلك قمنا بوضع برنامج بسيط جدًا لتعليم الناس الذين لا يملكون معارف طبية كيف يمكنهم معالجة جروح ناجمة عن الرصاص أو جروح مفتوحة أو كسورquot;. كما أعدا مئات الاكياس الصغيرة في كل منها عدة للاسعافات الاولية لتزويد عناصر الجيش السوري الحر على الجبهة بها. وتضم هذه العدة ضمادات معقمة وكمادات وغيرها، وقد وزعا 500 من هذه الاكياس في مناطق التمرد في غرب حلب اولا ثم داخل المدينة.
تشهد حلب هجومًا كبيرًا من قبل قوات الأسد |
وخلال بضعة ايام رأى حازم وعمار الاهوال لكنهما بنيا في الوقت نفسه صداقات. لكنهما لم يتمكنا من انقاذ ابو عزام القائد الشاب الذي استقبلهما. فعدما نقل جثمانه المصاب بقذيفة الى المستشفى الميداني لم يتمكنا من حبس دموعهما. وكان وجهه المحترق بلا معالم.
وقال عمار quot;كسوريين في الخارج لم نكن نرى الوضع باكمله، كيف يعيش السوريون هناquot;. واضاف quot;رأيت فظائع (...) سنحتاج الى 15 عامًا لمعالجة ذلك وبالنسبة للاطفال ستبقى الصدمة لفترة اطولquot;. واضاف رب العائلة الذي يبلغ من العمر 41 عامًا بصوت متهدج أن quot;الشبان الذين التقيتهم هنا رائعون وكرماء. انهم يقدمون لك الطعام قبل ان يلمسوه بأنفسهمquot;.
وتابع quot;لقد ذاقوا طعم الحرية وهم مصممون على الاستمرار. لن يوقفهم شيء. اصبحت فخورًا جداً بأنني سوريquot;. اما اسماء (25 عاماً) السورية التي قدمت من الكويت، فقد اتبعت دورة اسعافات اولية قبل أن تمضي بضعة اشهر على الجبهة.
وقالت هذه الشابة التي كانت ناشطة على الانترنت في الكويت quot;جئت للمرة الاولى في 2011 وعدت في ايار/مايو. انها مسألة شرف. سوريا اصبحت بالنسبة لي أمًا تحتاج الى ابنتهاquot;. وامضت اسماء عدة ايام في حي صلاح الدين المتمرد مع quot;ممرضاتquot; شابات أخريات، قبل ان يكثف الجيش عمليات القصف ويجبر المقاتلين على التراجع الى حي سيف الدولة المجاور.
وقالت quot;قبل ذلك كنت اخاف من الحقنة ولا استطيع تحمل رؤية الدم. الآن اصبحت قادرة على أن ارى كل شيءquot;. واوضحت انه quot;في ليالي القصف في العتمة التامة (...) اشعر بعلاقة عميقة مع الناس. الآن اصبحت ادرك ماذا يعني أن اكون سوريةquot;، قبل أن تؤكد quot;لن اعود الى الكويت ابداًquot;.
التعليقات