في وقت قالتمسؤولة أممية إن الوضع الإنساني في سوريا خطير،بحث قادة بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة سبل تعزيز المعارضة السورية،واتفقوا على أن لجوء نظام الأسد إلى استخدام الأسلحة الكيميائية سيكون أمراًغير مقبول.


تواصل الاشتباكات في معظم انحاء سوريا

نيويورك: قالت فاليري آموس وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسقة حالة الطوارئ وعمليات الإغاثة إن الإدارة السورية لا ترغب في وجود منظمات مجتمع مدني ليست تابعة للأمم المتحدةquot;، مشيرة إلى خطورة الوضع الإنساني في سوريا

وتابعت آموس قائلة quot;إن ما يقرب من 2.5 مليون شخص تأثروا بأحداث العنف التي تشهدها سوريا، بينما يوجد ما يقرب من مليون سوري يحتاجون إلى مساعدات إنسانية بشكل عاجل وسريعquot;.

واشارت إلى أن الأحداث ظلت مستمرة بشكل متواصل طيلة فترة وجودها في سوريا، وأنها شاهدت بعينيها أعمدة الدخان تتصاعد من أماكن مختلفة في العاصمة السورية دمشق، مشيرة إلى أن كلاً من الحكومة السورية والمعارضة لديهما نقاط تفتيش في أماكن متفرقة من العاصمة.

وأوضحت آموس أنها quot;تقع ين قلقين كبيرين: أحدهما حالات القتل والموت التي تحدث كل يوم، وثانيهما اللاجئون السوريون الذين يحتمون بالمدارس بعد تدمير منازلهم، الأمر الذي من شأنه أن يعيق العملية التعليمية للطلاب، بحسب قولها.

ولفتت الانتباه إلى quot;أنه لا وجود على الإطلاق لحقوق الإنسان في سوريا، الأمر الذي توضحه شاشات التلفزة بشكل جلي على مدار الساعة في جميع المحطات التلفزيونيةquot;، موضحة quot;أن أعداد اللاجئين السوريين في دول الجوار السوري وصلت الى أرقام مقلقةquot;.

وقالت الامم المتحدة يوم الاربعاء إن إيران تزود سوريا بالأسلحة فيما يبدو مع مضي الصراع الذي بدأ بانتفاضة شعبية سلمية مناهضة للرئيس بشار الاسد مسافات أبعد على طريق الحرب الأهلية.

وقال جيفري فيلتمان، مسؤول الشؤون السياسية في الامم المتحدة لمجلس الامن الدولي: quot;عبر الامين العام بشكل متكرر عن قلقه بشأن تدفق الاسلحة على الطرفين في سوريا، والذي ينتهك في بعض الحالات فيما يبدو قرار المجلس 1747 الذي يحظر على ايران تصدير الاسلحة بموجب الفصل السابع.quot;

مباحثات غربية

وافاد بيان لرئاسة الوزراء البريطانية أن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون العائد من عطلته اتصل مساء الاربعاء بالرئيسين الفرنسي فرانسوا هولاند والاميركي باراك اوباما مكرراً الموقف المشترك الواجب تبنيه حيال الازمة السورية.

وشدد كاميرون واوباما على أن quot;استخدام أو التهديد باستخدام الاسلحة الكيميائية (من جانب النظام السوري) غير مقبول بالكامل وسيجبرهما على اعادة النظر في موقفهماquot; من الوضع.

وكان اوباما اعلن الاثنين أن موضوع استخدام هذه الاسلحة يشكل quot;خطًا أحمرquot; بالنسبة الى الادارة الاميركية.

واعتبر كاميرون واوباما أنه quot;لا يزال هناك الكثير للقيام بهquot; لإنهاء الازمة السورية.

وبحث كاميرون مع الرئيس الاميركي quot;وكذلك مع هولاندquot; كيفية الاستمرار في دعم المعارضة السورية، مؤكدًا quot;الحاجة الى معارضة ذات صدقيةquot; وآملاً في أن يكون اجتماع القاهرة المقبل فرصة للمعارضة quot;لاظهار وحدة حقيقية حول الاهداف التي تسعى اليها وتجانس في عملها بهدف (انجاز) مرحلة انتقاليةquot;.

وتمت ايضًا مناقشة quot;معاناةquot; اللاجئين السوريين، مع الامل في أن يبذل المجتمع الدولي المزيد من الجهد لايصال المساعدة الانسانية الى هؤلاء.

وشدد كاميرون على أن التعاون الاقليمي والدولي quot;حيويquot; في هذه القضية، مشددًا على ضرورة العمل quot;بتعاون وثيقquot; مع quot;تركيا وقطر والسعودية ودول أخرىquot; في هذا الاطار.

ولفتت رئاسة الوزراء البريطانية الى أن هولاند وكاميرون كانا quot;متفقين مئة في المئةquot; حول مجمل القضايا السياسية والانسانية والعسكرية المرتبطة بالازمة في سوريا.

واعتبر الجانبان أن على البلدين quot;تعزيزquot; تعاونهما بهدف quot;تحديد كيفية دعم المعارضة ومساعدة الحكومة السورية التي قد تتشكل بعد سقوط (بشار) الاسد الحتميquot;.

وشددا على quot;ضرورة تشجيع القادة الدوليين الآخرين على مواصلة الضغط الدوليquot; على النظام السوريquot; وتطرقا الى وضع اللاجئين الذي يثير quot;قلقًا كبيرًاquot;.

ورحبا بتعيين الاخضر الابراهيمي موفدًا دوليًا جديدًا الى سوريا.

واكد كاميرون واوباما وهولاند أن الوضع الانساني الناتج من الازمة السورية سيكون في صلب الاجتماع الوزاري لمجلس الامن الدولي الذي سيعقد في 30 اب/اغسطس في نيويورك.

تواصل الإشتباكات

الجيش الحر يعتمد على اسلوب الكر والفر

ميدانيًا، تواصلت أعمال العنف في أنحاء متفرقة من سوريا الأربعاء. وأفاد نشطاء سوريون بأن الجيش السوري النظامي استخدم المروحيات والأسلحة الثقيلة في قصف مناطق جنوبي العاصمة دمشق.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، إن القوات النظامية السورية شنت حملة مداهمات واعتقالات في بعض احياء دمشق ترافقت مع اطلاق نار وسقوط عدد كبير من القتلى.
وقد أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية عن سقوط أكثر من 150 قتيلاً يوم أمس كحصيلة أولية، بنيران الجيش النظامي، معظمهم في دمشق وريفها ودرعا، وأفادت بأن قوات النظام أعدمت ميدانيًا أكثر من 20 شخصًا في كفرسوسة في دمشق، إلى جانب أكثر من 30 شخصًا في القابون.

كما بث ناشطون سوريون مقاطع على الإنترنت قالوا إنها استهداف الجيش السوري الحر مبنى الأمن العسكري في البوكمال، فيما أفادت شبكة laquo;شامraquo; الإخبارية بأن laquo;الجيش الحرraquo; أسقط مروحية تابعة للجيش النظامي في مدينة أريحا في ريف إدلب.

وأشار المرصد إلى مقتل 115 شخصًا جراء أعمال العنف في مناطق سورية مختلفة الاربعاء. وقال المرصد إن 24 شخصًا قتلوا في اطلاق رصاص quot;خلال الحملة العسكرية التي نفذتها القوات النظامية في حي كفرسوسةquot; جنوب غربي دمشق.

كما وقعت اشتباكات عنيفة في منطقة البساتين الواقعة بين حي كفرسوسة ومدينة داريا القريبة من العاصمة بحسب المرصد.

كما افاد المرصد بـquot;العثور على جثامين عشرات المواطنين في حي القابون جنوبي دمشق يعتقد أنهم تعرضوا لإطلاق نار من قبل القوات الحكوميةquot;.