تكررت في الأسابيع الأخيرة التظاهرات وأعمال الشغب احتجاجاً على الانقطاع المتكرر للمياه في عدة مناطق أردنية، هذا فيما يؤكد المسؤولون أن أبرز الأسباب لحدوث ذلك يعود إلى تدفق اللاجئين السوريين وارتفاع درجات الحرارة وسوء الإدارة.


في وقت اكد فيه وزير المالية الاردني، سليمان الحافظ، أن موازنة الدولة للعام المقبل ستركز عل محاور رئيسة ثلاثة هي محور الطاقة والمياه وتنمية المحافظات، امتدت أزمة المياه في اربد لتشمل لواء الرمثا في بلداته كافة (الطرة، الشجرة، وعمراوة، البويضة، سهل حوران والذنيبة) بعد أن كانت تلك البلدات تشهد استقرارًا نسبيًا في وصول المياه إلى منازلهم.

أزمة المياه في الاردن تنذر بالمزيد من اعمال الشغب

ويعاني سكان اللواء، بحسب صحيفة الغد، من أزمة مائية وصفت بـ quot;الخانقةquot; منذ قرابة شهر جراء انقطاع المياه عن منازلهم وعدم تلبية صهاريج المياه لطلباتهم. لكن متصرف الرمثا قلل من الاعتداء على الطريق العام واعتبر أنهم ثلة خارجة عن النظام والقانون وسيأخذ القانون مجراه بحقهم .

وأغلق سكان من بلدة الطرة الشارع الرئيس الواصل إلى قرى الشجرة وعمراوة والذنيبة أول من أمس بحاويات القمامة والإطارات المشتعلة احتجاجًا على عدم وصول المياه إلى منازلهم منذأشهر وعدم استجابة سلطة المياه لمطالبهم وشكاواهم.

والشهر الماضي شهدت مدينة الزرقاء ثالث مدن المملكة من حيث عدد السكان احتجاجات واسعة، وقام سكان العديد من احيائها بقطع الطرق وإغلاق الشوارع بالإطارات المشتعلة وحاويات القمامة والصخور احتجاجاً على انقطاع المياه.

هذا فيما توقع امين عام سلطة المياه الاردنية المهندس فايز البطاينة أن يطرأ تحسن على التزويد المائي في المملكة مع بداية شهر ايلول المقبل، قبل نحو شهرين من انتهاء الموسم الصيفي.

وقال في تصريح لصحيفة laquo;الرأيraquo; أمس quot;إنه من المتوقع تحسن التزويد المائي في كافة مناطق المملكة مع بداية ايلول المقبل باستثناء بعض المواقع التي تشهد اكتظاظًا في وجود اللاجئين السوريين وخاصة محافظات الشمالquot;.

وبرر البطاينة تحسن التزويد المائي باتخاذ سلطة المياه عدة اجراءات في محافظات الزرقاء والكرك والمفرق، من تغيير لإدارات المياه وتمديد شبكات وحفر للابار، مما مكن السلطة من السيطرة على شكاوى المواطنين، وتخفيضها الى الحد الادنى، إضافة الى انتهاء شهر رمضان المبارك الذي شهد ظهور مشكلة استخدام المياه بشكل جماعي في وقت واحد وباعداد كبيرة.

وشهدت محافظات مختلفة من المملكة منذ بداية الصيف قبل نحو 3 اشهر، اختلالاً في توزيع المياه، لعدة اسباب اهمها بحسب العديد من المسؤولين في الاردن، تدفق اللاجئين السوريين لتلك المحافظات، وارتفاع درجات الحرارة في شهر رمضان، والاعتداءات على مصادر للمياه، إضافة الى سوء الادارة في محافظات أخرى.

وحسب تقرير لوكالة الشرق الأوسط، فإن الاردن يصنف بأنه رابع أفقر دول العالم مائيًا حيث يعاني شحًا وعجزًا مائيًا يقدر بنحو 500 مليون متر مكعب سنويًا وتبلغ حصة الفرد من المياه فيه نحو 170 مترًا مكعبًا سنويًا، وهي من أدنى المعدلات في العالم في وقت يحدد البنك الدولي الفقر المائي المتعارف عليه بألف متر مكعب للفرد سنويًا.

وحسب تقرير نشرته صحيفة الرأي، فإن العاصمة عمان تعاني من نقص في موازنتها المائية يبلغ يوميًا 40 ألف متر مكعب.
وبلغ التزويد المائي للمملكة العام الماضي أكثر من 330 مليون متر مكعب، خصص منها لأشهر الصيف الخمسة 179 مليون متر مكعب.

وفيما بلغ التزويد المائي للمملكة في شهر رمضان من العام الماضي 32 مليون متر مكعب، بلغت حصة العاصمة عمان خلال تلك الفترة أكثر من 13 مليون متر مكعب بحسب أرقام سلطة المياه.