قراء ايلاف استبعدوا نجاح مهمة الابراهيمي

بعد فشل مهمة المبعوث الأممي الى سوريا، كوفي أنان تم تعيين مندوب جديد للأمم المتحدة وهو الأخضر الابراهيمي الذي استبعد أن ينجح بتحقيق وقف إطلاق النار في سوريا وإنهاء سفك الدماء الحاصل هناك، وهو الرأي نفسه الذي عبر عنه قراء quot;ايلافquot; بأكثريتهم.


القاهرة: فشل كوفي أنان، الأمين العام السابق للأمم المتحدة في إيقاف نزيف الدم في سوريا، وكان شجاعاً وأعلنها صراحة من دون مواربة، ولم يكن أمام الأمم المتحدة التي تتعامل مع الملف السوري بـquot;يد مرتعشةquot;، إلا تعيين مندوب جديد لها لمحاولة التوصل إلى حل سياسي يمكن أن يحقن دماء السوريين، وحسناً أن اختارت الأخضر الإبراهيمي الدبلوماسي الجزائري المخضرم من أجل المهمة الأثقل في المنطقة حالياً، لكنه وقبل أن يبدأ عمله، أعلنها صراحة أيضاً على طريقة سلفه أنان، معرباً عن عدم تفاؤله، وقال في تصريحات صحافية إنه ليس واثقا من قدرته على وضع حد للصراع الدموي الدائر حاليا في تلك البلاد بين الحكومة والمعارضة.

وأضاف: quot;هنالك احتمال كبير للغاية أن أفشل، ولكن بعض الأحيان نكون محظوظين، ونتمكن من تحقيق اختراق ماquot;، لكنه تعهد العمل الجاد، وقال quot; لست واثقاً من تحقيق النجاح، لكن الشيء الوحيد الواثق منه هو أنني سأبذل قصارى جهدي، نعم سأبذل كل ما بوسعي، وكل ما أوتيت من قوةquot;.

تشاؤم قراء إيلاف

قرّاء إيلاف أيضاً لا يتوقعون نجاح الإبراهيمي في مهمته،حيث طرحت عليهم السؤال التالي: quot;هل ترى لمهمة الابراهيمي أي حظوظ في النجاح؟quot;، وخيّرتهم بين quot;نعمquot; وquot;كلاquot;، فأعربت الغالبية الكاسحة من القرّاء المشاركين في الاستفتاء عن عدم تفاؤلها بمهمة الإبراهيمي، متوقعين له الفشل، تماماً كما توقعه لنفسه.
شارك في الإستفتاء 5631 قارئاً، أكد 4992 منهم أي نسبة 89% أن حظوظ الإبراهيمي في التوصل إلى حل سياسي في سوريا منعدمة، فيما أبدت الأقلية من المشاركين بالإستفتاء وعددهم 639 قارئاً، بنسبة 11% تفاؤلها بتلك المهمة، متمنين له النجاح في حقن دماء السوريين التي تهدر منذ أكثر من عام ونصف العام.

النظام لن يتعاون

كثيرون أولئك الذين يتوقعون فشل الإبراهيمي، بعضهم سياسيون وعسكريون وأشخاص لا علاقة لهم بالسياسة، وحجتهم في ذلك أن الثورة السورية وصلت إلى نقطة اللاعودة، كما أن النظام الذي يقوده بشار الأسد وصل أيضاً إلى نقطة اللاعودة، فضلاً عن أن كثرة الدماء خلقت نوعاً من الثأر، الذي قد لا تجدي معه الحلول الدبلوماسية.
المعارضون السوريون يرون أن فرص نجاح مهمة الإبراهيمي معدومة، نظراً لعناد النظام، وعدم رغبته في التعاون مع أية مبادرات سياسية، بدءا من مبادرة الجامعة العربية، وانتهاء بمبادرة كوفي أنان مبعوث الأمم المتحدة المستقيل من المهمة.

وقال المعارض السوري في القاهرة معتز شقلب رئيس حركة الكرامة لـquot;إيلافquot; إن نجاح الإبراهيمي يتوقف على مدى تعاون النظام معه، وأوضح أن النظام لم يتعاون مع أي مبعوثين في السابق، ومنهم كوفي أنان، الذي يلاحق فشله الأخضر الإبراهيمي، وأضاف شقلب أن الإبراهيمي قال إنه سيبدأ من حيث انتهى أنان، ولفت إلى أن مبادرة أنان كانت تنص على ضرورة سحب النظام السوري الدبابات والأسلحة الثقيلة خارج المدن وإيقاف عمليات القصف بالطائرات والبوارج البحرية، والسماح لوسائل الإعلام بزيارة الأماكن المنكوبة، والوقوف على مدى الإنتهاكات التي حصلت، وإطلاق سراح المعتقلين، والبدء فوراً في حوار مع المعارضة.

الحل العسكري

وأكد شقلب أن النظام لم ينفذ بنود تلك المبادرة، وبالتالي ليس هناك ما يمكن أن يبني عليه الإبراهيمي، مشيراً إلى أن النظام سوف يرفض تحقيق بنود المبادرة مرة أخرى، وسيرفض تنفيذ بنود أية مبادرة جديدة، لأنه لا يرغب في الحل السياسي، بل يرغب في الحل العسكري، ويرى أنه مدعوم من القوى الدولية ومنها أميركا من أجل حماية أمن إسرائيل، كما أنه يحظى بحماية روسيا والصين ودعم غير محدود من إيران، ويرى أنه ليس هناك ما يجبره على الإنصياع للمجتمع الدولي الذي يتعامل معه بأيدٍ مرتعشة.

وأشار شقلب إلى أن الحل الدبلوماسي في سوريا لن يجدي نفعاً، لاسيما في ظل غياب الإرادة السياسية لدى المجتمع الدولي بقيادة أميركا، لاسيما أنه ليست هناك أية قرارات من الأمم المتحدة تلزم بشار الأسد بقبول مبادرة أنان أو الإبراهيمي، وليست هناك عقوبات ضده في حالة عدم التعاون.
وأكد شقلب أن السوريين ماضون في نضالهم وثورتهم إلى أن تحقق أهدافها، ويتم إسقاط هذا النظام ومحاكمة رموزه الذين قتلوا عشرات الآلاف ومن الأبرياء، واغتصبوا النساء.

فات زمن الحل السياسي

المعارض السوري في القاهرة مأمون الحمصي، قال لـquot;إيلافquot; إن هناك مجازر ارتكبت بحق الشعب السوري على مدار أكثر من عام ونصف العام، ولا يزال المجتمع الدولي يبحث عن حل سياسي، رغم أنه فات زمن الحل السياسي، ولم يعد هناك بد من الحل العسكري، مشيراً إلى أن النظام رفض جميع المبادرات والحلول السياسية السابقة منذ اندلاع الثورة في منتصف مارس من العام 2011، ولم يستخدم سوى لغة القوة والقمع والقتل، حتى وصلت أعداد الشهداء إلى أكثر من عشرين ألف قتيل، بالإضافة إلى أكثر من 2.5 مليون مشرد ولاجئ، وعشرات الآلاف من المعتقلين والمختفين قسرياً.

وأضاف الحمصي أن الشعب السوري لا يأمل أن تكون هناك نتائج إيجابية من وراء مهمة الأخضر الإبراهيمي، ليس بسبب عدم خبرته أو لعيوب في شخصه، ولكن لأن النظام لن يستجيب طالما يحظى بدعم دولي من روسيا والصين وإيران، ولفت إلى أن الإبراهيمي نفسه لا يتوقع أن ينجح في مهمته، فكيف يترقب السوريون نجاحه. ولفت الحمصي إلى أنه لم يعد من خيار للشعب السوري سوى الإستمرار في ثورته، ودعم الجيش السوري الحر، ولفت إلى أنه كان يجب على الإبراهيمي الإعتذار عن هذه المهمة، حتى لا يستخدم كغطاء للمزيد من القتل وسفك دماء السوريين، لاسيما أنه لا يرى أي فرص لنجاحه.

خبرة الإبراهيمي

المحلل البريطاني المتخصص في شؤون الشرق الأوسط والمقرب من الإبراهيمي، باتريك سيل، كتب مقالاً أثنى فيه على اختيار الإبراهيمي، وقال quot;يملك الأخضر الإبراهيمي مزايا متعدّدة تجعله مستعداً لمواجهة هذه المهمّة الصعبة في سورية. أولاً، بما أنه رجل متحدّر من منطقة المغرب العربي فهو ينظر إلى المشرق المضطرب بنظرة غير متحيّزة. بمعنى آخر، يمكنه التعامل مع النزاع من دون أي مخزون عاطفي. ثانياً، يعرفه القادة العرب حقّ المعرفة ويحترمونه شأنهم شأن قادة القوى الخارجية المعنية بشكل مباشر بالنزاع مثل الولايات المتحدّة وروسيا وبريطانيا وفرنسا وتركيا. فهذه الدول رحّبت بتعيينه مبعوث الأمم المتحدّة للسلام. ثالثاً، يملك عدد قليل من الأشخاص على الساحة السياسية الدولية اليوم الخبرة التي يتمتّع بها الابراهيمي للتوسط في النزاعات في مختلف أنحاء العالم.

أسئلة الأزمة

ويشكك باتريك سيل بمدى استجابة أطراف النزاع في سوريا وتجاوبها مع الإبراهيمي، وأضاف قائلاً: quot;لكن، هل يبدو الفرقاء المعنيون بالنزاع السوري مستعدّين لإبرام صفقة؟ هل يمكن أن تتفق المجموعات التي تقاتل بعضها البعضفي الشوارع على وقف استخدام أسلحتها أقلّه لفترة قصيرة من الوقت من أجل السماح ببدء المفاوضات؟ هل يمكن أن يتوافق المنفيون المتخاصمون في تركيا وفي أماكن اخرى على موقف مشترك للتفاوض؟ هل يمكن جلب جماعة laquo;الإخوان المسلمينraquo; إلى طاولة المفاوضات مع النظام؟ هل يبدو الرئيس الأسد مستعداً لتقديم تنازلات مؤلمة من شأنها وضع حدّ لقيادته؟quot;
جميع هذه الأسئلة من الصعب الإجابة عليها حالياً، لكن الأيام وحدها كفيلة بتوفير إجابات لها.