معارضو الأسد يخضعون لبرنامج تدريبي في اسطنبول |
يخضع عدد من المعارضين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد لبرنامج تدريبي في مكتب يقع في منطقة راقية من مناطق اسطنبول. والبرنامج من اعداد الولايات المتحدة وبريطانيا الهدف منه تقديم الدعم المادي والتدريب التقني لإعداد بديل للأسد.
لندن: تتلقى شبكة سرية من المعارضين السوريين تدريبًا وإمدادات من المعدات الحيوية في إطار حملة أميركية وبريطانية لإعداد بديل فاعل عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد، كما أفادت صحيفة الديلي تلغراف في تقرير من اسطنبول.
وأضاف التقرير أن عشرات المعارضين نُقلوا خارج سوريا من أجل إخضاعهم للتدقيق قبل شمولهم بالدعم الخارجي. ويُزوَّد متلقو هذا الدعم بمعدات اتصالات فضائية وكمبيوترات ليتمكنوا من القيام بدور quot;مركزquot; محلي يربط المعارضين في الداخل بالعالم الخارجي.
وتجري عمليات التدريب في منطقة من مناطق اسطنبول تطرز سفوحها عمارات سكنية أنيقة وشرفات تطل على الممر المائي المعروف باسم القرن الذهبي.
وبعيدًا عن ضجيج المقاهي والأسواق تُعرض وراء أبواب مغلقة سلايدات وأفلام عما يجري في سوريا.ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن مستشار بريطاني يشرف على البرنامج قوله quot;نحن لسنا صانعي ملوك في سوريا، بل تتحرك بريطانيا والولايات المتحدة بحذر للمساعدةعلى بناء قدرات المعارضة في الداخل. ما الذي سيأتي تاليًا؟ ومن سوف يسيطر على الأرض في عموم سوريا؟نحن نريد تسليح مدنيين بالمهارات لممارسة القيادةquot;.
وبعد انتهاء فترة الإعداد يمكن أن يتوقع المعارضون معونة للتعامل مع الأزمات المحلية في مختلف المواد وتلقي نصيحة من المتعاطفين معهم. لكنّ المعارضين المشاركين في البرنامج، يواجهون يومين من التدقيق في خلفياتهم للتوثق من أن البرنامج لا يقع في فخ ترويج أجندات طائفية أو صعود متطرفين من نمط عناصر القاعدة، بحسب الديلي تلغراف.
وقال المستشار البريطاني إن البرنامج بدلاً من ترويج أجندات سياسية في سوريا، يعمل على بناء شبكة من الأشخاص quot;الذين تجمعهم قيم مشتركةquot;.ويشرف على البرنامج مكتب دعم المعارضة السورية في وزارة الخارجية الأميركية ومسؤولون من وزارة الخارجية البريطانية. ورصدت الولايات المتحدة 25 مليون دولار للمعارضة السورية فيما قررت بريطانيا تقديم 5 ملايين جنيه استرليني لقضية إسقاط النظام.
والتقت صحيفة الديلي تلغراف بمعارِضة سورية تخرجت من البرنامج قائلة إن مينا الحمصي (اسم مستعار) تمضي ايامها الآن quot;في التخطيط لبث رسائل تحريضية في عموم بلدها عن طريق شبكتها التي أُطلق عليها اسم quot;بسمةquot;quot;.
ومن أنشطة الشبكة الرئيسية إعادة إنتاج أشرطة فيديو صورها هواة بشكل يمكن أن تستخدمه القنوات التلفزيونية المختلفة.
وبالإضافة إلى تنظيم ندوات تلفزيونية واذاعية على الانترنت فإن شبكة quot;بسمةquot; طبعت عشرات آلاف المنشورات اللاصقة، التي تسخر من الأسد بتصويره بطة بلا ريش لتوزيعها في إطار النشاط التحريضي ـ الدعائي الذي يمارسه فريق quot;بسمةquot;.
وقالت الحمصي لصحيفة الديلي تلغراف إن رسم البطة مستوحى منالرسائل الإلكترونية التي أرسلتها إليهزوجته أسماء حيث وصفته بالبطة من باب التدليع وإن كاريكاتير البطة منزوعة الريش يبين أنه quot;امبراطور عارquot;. وأضافت الحمصي أن هذه المنشورات تُلصق على الجدران وأبواب السيارات وأباريق الماء في المطاعم quot;وأن الذين لم ينضموا إلى الثورة حتى الآن سيعرفون أننا موجودون في كل مكانquot;.
وكان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أطلق مبادرة لتوثيق جرائم النظام بهدف استخدامها لاحقًا، عندما يُقدم مرتكبوها إلى المحكمة الجنائية الدولية ولكن المبادرة تحولت إلى مشروع متعدد الأطراف لإعداد الطبقة الحاكمة القادمة في سوريا.
وقال المستشار البريطاني الذي طلب عدم ذكر اسمه لصحيفة الديلي تلغراف إن وزير الخارجية بدأ الفكرة كطريقة للتوثق من محاسبة من ارتكبوا جرائم في سوريا ولكن quot;نحن الذين لدينا خبرة في البلقان تعلمنا دروس ذلك النزاعquot;.
وبدخول الولايات المتحدة على خط التمويل لتنفيذ مشروع أوسع، برزت ضرورة عدم تكرار أخطاء العراق وافغانستان بوصفها عاملاً مهمًا في تخطيط التغيير في سوريا.
وقال المستشار البريطاني quot;إنها ليست العراق أو افغانستان وليست هناك رزم من النقود التي توزع بلا حسيب أو رقيبquot;. وكان الدبلوماسي جو ويلكس، مبعوث بريطانيا الخاص للمعارضة السورية أشار في تصريح لصحيفة الشرق الأوسط مؤخراً، إلى أن بريطانيا تسعى من أجل بناء quot;قدرات على إدارة أمور البلاد قبل سقوط النظامquot;. ويؤكد المسؤولون البريطانيون أن الدعم الذي يُقدم إلى المعارضة لن يتعدى المعونة غير الفتاكة إلى مدها بالسلاح.
ولكن المشروع الأميركي- البريطاني أثار غضب المجلس الوطني السوري. وندد مسؤول في المجلس تحدث من مكتب قرب مطار اسطنبول بوعود الحلفاء الكاذبة.ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن المسؤول قوله: quot;سمعنا وعودًا كثيرة منذ بداية تشكيل المجلس الوطني السوري ولكن لم يُنفذ أي منهاquot;. وأضاف أن هذا انعكس سلبًا على عمل المجلس، مشيرًا إلى quot;أن المعارضة السورية تريد من العالم تقديم مساعدات إنسانية للمحتاجين والجيش السوري الحر يريد التدخل لمنع الطائرات من قصف مواقعه. ولكنهم بدلاً من ذلك يعملون من وراء ظهورنا بما يؤدي إلى إضعاف دورناquot;.
وقال مسؤول في الحكومة البريطانية إن المشروع لا يهدف إلى بناء بديل عن المجلس الوطني السوري، بل هو وسيلة لتعزيز دور المعارضين الذين ما زالوا في سوريا.وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فكتوريا نولاند مشروع مكتب الوزارة لدعم المعارضة السورية في الداخل، وقالت إن نتائجه لن تتضح بالكامل إلا عندما يرحل الرئيس الأسد. وقالت نولاند إن quot;هناك مجموعات داخل سوريا وخارجها بدأت تخطط لليوم التالي، وبدأت تخطط على الأقل لإدارة المرحلة الأولى من الانتقال بسرعة لنتمكن من المضي أبعد عندما يرحل الأسد، لأنه راحلquot;.
التعليقات