حقق صيدلي باكستاني سابقة في بريطانيا بإفلاته من عقوبة التحرّش الجنسي، مستندًا إلى تربيته المحافظة وجهله بأمور الجنس وافتقاره إلى الأسلوب الحضاري. وتم له ذلك على الرغم من تجاوزات شملت سؤاله لزميلة له عن الوضع المفضل لديها أثناء ممارستها الجنس.


جميل خليل تجاوز المعقول لكنه أفلت من العقوبة

صلاح أحمد: صدم صيدلي باكستاني زميلة له عندما فاجأها بسؤال صريح عن الوضع المفضل لديها أثناء ممارستها الجنس، فعقدت الدهشة لسانها، ولم تجد ما ترد به عليه.

بعيد هذه الحادثة الغريبة، سأل زميلة أخرى، كان يعلم أنها من هواة ركوب الخيل، عن العادات الجنسية لدى الجياد... وهكذا دواليك من أسئلة أقل ما يمكن أن يقال عنها إنها محرجة، فانتهى به المطاف إلى محكمة مهنية متهماً بالتحرش الجنسي.

ومن المعلوم ربما أن هذه التهمة من الخطورة، بحيث تصنّف في الدول الغربية عمومًا في المرتبة الثالثة بعد القتل والاغتصاب. مع ذلك، وفي حالة غير مسبوقة في هذا الإطار، تمكن الصيدلي الباكستاني، ويدعى خليل جميل، من الإفلات من عقوبة مؤلمة تشمل طرده من وظيفته وسحب رخصته لمنعه من مزاولة المهنة، وهذا قبل مواجهته القانون الجنائي وربما السجن فترة طويلة.

فقد اتضح لهيئة خاصة شكلها له laquo;المجلس الصيدلي العامraquo; أن أسئلته تلك لم تكن بدافع التحرش الجنسي، وإنما بسبب سذاجته. فهو يأتي من مجتمع إسلامي مغالٍ في المحافظة، ونشأ على تقاليد لا تشمل كيفية التصرف المهذّب في مكان مفتوح مع زميلات من الجنس الآخر، وهكذا صار يفتقر إلى أي نوع من المهارات الاجتماعية الأساسية في مواقف كالتي وجد فيها نفسه.

على هذا الأساس برّأته المحكمة المهنية من التحرش الجنسي، لكنها أدانته في إطار laquo;الفطرة السليمةraquo;، قائلة إن كل ذلك لا يغفر له سلوكه، الذي يشمل وقوفه شبه ملتصق بجسد زميلة أو أخرى.

من هذا المنطلق وجّهت إليه تحذيرًا رسميًا، قالت إنها تكتفي به، بفضل أنه حضر فترة تدريبية بعنوان laquo;الكرامة في العملraquo; (وهو الاسم الدبلوماسي لفترة تدريبية تهدف إلى تلقين العاملين أبجديات الاجتماعيات وأصول التأدب).