يقول الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن مزودي طرفي النزاع في سوريا بالأسلحة يزيدون شقاء السوريين، وفي خطر الوصول إلى نتائج لا يمكن توقعها مع اشتداد القتال واتساع رقعته.


نيويورك: اتهم الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الثلاثاء الدول التي تزود طرفي النزاع الدائر في سوريا بالاسلحة بأنها quot;تزيد شقاءquot; السوريين، في حين طلب الوسيط الدولي للنزاع في هذا البلد الاخضر الابراهيمي quot;دعم الاسرة الدوليةquot; لمهمته التي بدأت لتوها.

بان كي مون يحذر من خطورة الوضع في سوريا

وقال بان في كلمة امام الجمعية العامة للامم المتحدة إن quot;اولئك الذين يزودون بالسلاح ايًا من الجانبين لا يساهمون الا في المزيد من الشقاء، وفي خطر الوصول الى نتائج لا يمكن توقعها مع اشتداد القتال واتساع رقعتهquot;.

ولم يسمِ الامين العام في كلمته امام ممثلي الدول الـ193 الاعضاء في المنظمة الدولية ايًا من الدول التي يتهمها، علمًا بأن روسيا هي اول مصدر للاسلحة الى نظام الرئيس السوري بشار الاسلحة، في حين يؤكد مسؤولون في الامم المتحدة بأن ايران ارسلت اسلحة الى حليفها الاول في المنطقة.

في المقابل، يتهم نظام الاسد كلاً من السعودية وقطر وتركيا بتسليح معارضيه، في حين اعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا أنهما تزودان المعارضة السورية بمعدات غير قاتلة.

واكد الامين العام أن الدعم الدولي يتعاظم للمبعوث الدولي الجديد الى سوريا في مهمته لانهاء النزاع المسلح الدائر في هذا البلد، والذي اسفر بحسب الامم المتحدة عن حوالي 20 ألف قتيل منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية في منتصف آذار/مارس 2011، في حين يؤكد ناشطون أن الحصيلة بلغت 26 ألف قتيل.

وفي اول خطاب له امام الجمعية العامة منذ تسلمه السبت رسميًا منصبه كخلف لكوفي انان، قال الاخضر الابراهيمي رسم الوسيط الدولي صورة قاتمة للوضع في سوريا، معتبرًا أن الخسائر البشرية في هذا البلد quot;تثير الذهولquot; والاضرار المادية quot;كارثيةquot;.

وحذر الدبلوماسي المخضرم وزير الخارجية الجزائري السابق من أن الوضع في سوريا quot;يتدهور باستمرارquot;، مؤكدًا أن تنسيق المعالجة الدولية للمسألة في سوريا quot;لا بد منه وملح جدًاquot;، موضحًا أنه سيتوجه خلال ايام الى دمشق.

وقال إن quot;حصيلة القتلى تثير الذهول والدمار يقترب من نسب كارثية ومعاناة الشعب هائلةquot;.

واذ اكد الابراهيمي أنه مهمته quot;صعبةquot;، اوضح أنه سيتوجه خلال ايام الى القاهرة للقاء الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي لشكره على الثقة التي منحه اياها، وquot;الاستفادة من مشورته وارشاداته كما استفدت بها منكمquot;.

واضاف quot;اتطلع الى زيارتي المقررة الى سوريا في غضون ايام، وكذلك، عندما تكون الظروف ملائمة وممكنة لزيارة كل الدول القادرة على المساعدةعلى أن تصبح العملية السياسية بقيادة سوريا حقيقة على ارض الواقعquot;.

واكد أن هذه العملية السياسية يجب أن quot;تقود الى انتقال يحترم مشروعية تطلعات الشعب السوري ويمكنهم بكل استقلالية وديموقراطية من تقرير مصيرهم بانفسهمquot;.

الابراهيمي اعترف أن مهمته في سوريا شبه مستحيلة

وشدد الابراهيمي على أن quot;مستقبل سوريا سيبنيه شعبها ولا احد سواه. إن دعم المجتمع الدولي ملح ولا بد منه، وهو لن يكون فعالاً الا اذا دفع الجميع في الاتجاه نفسهquot;.

واكد المبعوث الدولي quot;لن ادخر جهدًا للمشاركة في الجهود الرامية الى تحقيق السلام للشعب السوريquot;.

وكانت وزارة الخارجية السورية اعلنت الاحد أن الابراهيمي سيزور دمشق quot;قريبًاquot;.

وتولى الابراهيمي السبت مهامه خلفًا لكوفي انان الذي قدم استقالته من مهمته في الثاني من اب/اغسطس شاكيًا النقص في دعم القوى الكبرى.

وفي كلمته امام الجمعية العامة دعا الامين العام الدول الاعضاء الى تقديم دعم quot;موحد وفعالquot; للاخضر الابراهيمي، مشيرًا الى أن مهمة الاخير quot;شاقة لكنها ليست مستحيلةquot;.

واضاف quot;من اجل النجاح، هو يحتاج الى دعمكم الموحد والفعال، لمساعدة المتحاربين على أن يفهموا أن الحل لن يأتي عبر الاسلحة بل بالحوارquot;.

ووجه بان ايضًا نداء للتضامن الدولي لمساعدة اللاجئين السوريين. وقال إن البلدان المجاورة quot;التي فتحت بسخاء حدودهاquot; لاستقبال لاجئين سوريين quot;بحاجة ماسة الى مساعدةquot;.

واضاف أن quot;الوضع الانساني خطير ويتدهور، سواء في سوريا أو في البلدان المجاورة التي تتأثر بالازمةquot;.

واعلنت تركيا أنها لن تتمكن في وقت قريب من استقبال المزيد من اللاجئين على اراضيها وطلبت اقامة مناطق عازلة داخل سوريا لاستقبال اللاجئين.

وبحسب المفوضية العليا للاجئين في الامم المتحدة فإن اكثر من مئة الف سوري هربوا من بلدهم خلال اب/اغسطس. وبات عدد اللاجئين السوريين في البلدان المجاورة 235 الفًا، بينهم 59 الف لاجئ سوري في لبنان و80400 في تركيا.

ولفت بان الى أن جهود وكالات الامم المتحدة لاغاثة 2,5 مليون سوري محتاج باتت quot;محدودة بفعل نقص في الاموالquot; مذكرًا بان مبلغ الـ180 مليون دولار من المساعدات الانسانية التي طلبتها الامم المتحدة لم يتم توفير الا نصفه.